http://tarekhwamgad.blogspot.com.eg/2016/05/blog-post_39.html

السبت، 28 مايو 2016

جهاد السلطان المنصور سيف الدين بن قلاوون ضد الماغول

توفى الظاهر بيبرس بدمشق سنة 676 هجريه بعد انتصاره العظيم فى معركة ابلستين ولكنه كان قد اسس لان يكون الملك وراثيا لاولاده من بعده فتولى ابنه الاكبر السعيد محمد بركه الحكم وعمره 19 سنه ولكنه جمع حوله حاشيه من المماليك الشباب واصبحوا يتدخلون فى كل شؤن الحكم واقصى المماليك الكبار وزج ببعضهم فى السجن وسرعان ما زادت الخلافات بينه وبينهم حتى حاصروا القلعه وطالبوه ان يعزل نفسه فطلب منهم ان يتولى امارة الكرك وان يتولى اخيه نجم الدين خضر امارة الشوبك وذلك فى عام 678 هجريه فوافقوا على ذلك وهنا طلب بعض المماليك من سيف الدين قلاوون ان يتولى امور السلطنه فرفض لان اغلبية الجيش من الظاهريه (انصار الظاهر بيبرس ) وكان اغلب الامراء الموالون للظاهر بيبرس واسرته هم الذين يديرون شئون البلاد فخاف ان يثوروا ضده فتم تعيين ابن بيبرس الاصغر بدر الدين سلامش صاحب ال7 سنوات للسلطه وتلقب بالعادل وتعيين سيف الدين قلاوون اتابك له وبذلك اصبحت شؤن البلاد بيد قلاوون لان السلطان صغير جدا فقام سيف الدين قلاوون بالقبض على كبار الامراء الظاهريه والقى بهم فى السجن وقبض على الامير عز الدين ايدمر نائب السلطنه فى بلاد الشام وتعيين بدلا منه الامير سنقر الاشقر وهكذا ازاح كل العقبات من امامه واصبح جاهزا لتولى السلطه رسميا فجمع الامراء وحدثهم بأن السلطان صغيرا ولابد من رجل قوى يقدر على مواجهة الاخطار فتم عزل بدر الدين وتولية سيف الدين قلاوون السلطه وتم تلقيبه بالملك المنصور ولكن لم تكن بداية حكمه مستقره لانه فى سنة 679 هجريه رفض الامير سنقر الاشقر ان يبايعه واعلن استقلاله ببلاد الشام ولقب نفسه بالملك الكامل فأخرج له المنصور جيشا من مصر لمحاربته ودارت المعركه فى غزه وتراجع جيش سنقر امام الجيش المصرى الى الرمله فذهب سنقر الى الامير عيسى بن مهنى امير العرب واتفقا على مراسلة ابغا بن هولاكو وطلبوا منه الهجوم على الشام ووعدوه بأنهم سيساعدوه فى ذلك فلما سمع سيف الدين بن قلاوون ذلك خرج بجيش من القاهره الى دمشق وارسل فرقه من جيشه لمطاردة سنقر الذى ترك حليفه عيسى بن مهنا وذهب الى صهيون وتحصن بها عندما علما بقدوم جيش بن قلاوون اليه
والمهم ان مراسلات سنقر وبن مهنى الى ابغا جعلت ابغا يحس ان الفرصه اصبحت مواتيه للانتقام من هزيمته فى ابلستين فأرسل ثلاث فرق للهجوم على الشام الاولى من سلاجقة الروم والثانيه من جهة الشرق بصحبة بيدوابن طرغاى بن هولاكو والثالثه بقيادة اخوه منكو تمر بن هولاكو ولما علم المسلمون بذلك اجتمعوا لصد الماغول وارسلوا الى الامير سنقر يلوموه على مافعله وانه يجب الاتحاد ضد العدو فوافق سنقر ونزل بعساكره ولكنه لم يختلط بجيش السلطان ولكنهم اتفقوا على صد الماغول واخليت حلب من العساكر واجتمعوا بحماه وفر اغلب الناس من مدن الشام الى مصر ووصل الماغول حلب فدخلوها بدون مقاومه وقتلوا من تبقى فيها واحرقوا المساجد ونهبوا كل شىء وظلوا بها يومين ثم رجعوا الى بلادهم عندما سمعوا بتجمع كلمة الامراء على صدهم وتجمع الجيوش المصريه وجيوش الشام وخروج السلطان سيف الدين بن قلاوون لمحاربتهم
كان هجوم الماغول على حلب سبب تنبيه السلطان سيف الدين بن قلاوون لذلك الخطر على اطراف دولته فى الشام فقرر ان يتبع نفس اسلوب من سبقه بيبرس وقطز بأن يأمن الصليبيين اثناء محاربة الماغول فقبل ان تستمر الهدنه معهم حتى لايفتح جبهتين للقتال فى وقت واحد وقرر توحيد جبهته الداخليه وازالة الانقسام بينه وبين الامير سنقر الاشقر واتفقا على الصلح وبذلك استطاع بن قلاوون التغلب على كل العقبات واصبحت الفرصه مواتيه لتوجيه ضربه للماغول انتقاما منهم لما فعلوه بحلب وكان عساكر حلب اول من بدأ الهجوم على الماغول حيث خرجت فرقه من 600 فارس متجهه الى بلاد الروم واعترضوا قافله من 200 جمل خارجه من سيس الى بلاد الروم فاستولوا عليها وعادوا سالمين ولما علم ابغا بهجوم المسلمين جن جنونه فأرسل اخوه منكوتمر الى قيساريه وابلستين فلما علم قلاوون بذلك ارسل فرقه استطلاع لمعرفة اخبار الماغول واستطاعت هذه الفرقه اسر احد الماغول وارسلوه الى السلطان الذى استجوبه وسأله عن اخبار الماغول فأجابه الرجل ان الماغول يزيدون عن 80 الف وانهم سيهاجمون الشام فأعلن قلاوون النفير العام واستدعى الجيوش ثم وردت اخبار ان ابغا نفسه اتجه على رأس فرقه الى الرحبه فزاد الخوف عند اهل حلب وخرج كثير منهم الى حمص وحماه ولكن مملوك لاحد الامراء هرب الى الماغول ودلهم على بعض الثغرات للمسلمين وايضا جاسوس من جواسيس قلاوون داخل جيش الماغول قال لقلاوون على ثغرات جيش الماغول والتقى الجيشان قرب حمص عند قبر خالد بن الوليد اصطدمت ميسرة الماغول بميمنة المسلمين وثبت المسلمين حتى انكسرت ميسرة الماغول وفرت ودخل المسلمون على منكوتمر قائد الماغول فى القلب ولكن ميمنة الماغول كسرت ميسرة المسلمين فظن المسلمين الذين فى الميسره انهم هزموا ففروا وتبعتهم ميمنة الماغول الذين ظنوا انهم انتصروا ولكن لما علموا انهم انهزموا عادوا وطاردتهم قوات المسلمين وقتلوا منهم الكثير ولما سمع ابغا بهزيمة جيشه رحل الى بغداد واصبح فلول الماغول اثناء عودتهم مطاردين كلما مروا على مدينه طاردهم اهلها حتى لحق منكوتمر بأخيه ابغا وهو جريح فعنفه ابغا وقال له لم لا مت انت والجيش ولا انهزمت
وبذلك استطاع قلاوون هزيمة الماغول هزيمه منكره ولقنهم درسا لم ينسوه وامن دولته منهم وبدأ يتفرغ لاكمال ما بدأه الذين سبقوه فى تصفية الوجود الصليبى


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق