انهم علموا بمراسلة معين الدين البرواناه لبيبرس سرا يقول له انه سيهاجم قوات الماغول عندما تظهر طلائع الجيش المملوكى فأحس ابغا ان حليفه سيضربه من الخلف فقرر الانسحاب من امام البيره
وقد كان هجوم الماغول على البيره فرصه لبيبرس لتقليص نفوذ الماغول فبعد ان حرمهم من مساعدة اصدقائهم الارمن والصليبيين قرر حرمانهم من السلاجقه لاحكام العزله على الماغول فى فارس وبالرغم من مساعدة البرواناه للماغول فى الهجوم على البيره الا انه كان يراسل بيبرس ويعده انه سيضرب الماغول اذا ارسل بيبرس جيشه لمحاربتهم ولكن بيبرس اعتذر عن القدوم الى بلاد الروم فى هذه السنه لعدة اسباب
اولا لنقص المياه فى الابار التى على الطريق وثانيا لانه لم يكن يأمن ان يرسل جيشه للروم ويكون الارمن خلفه ويكون هو تحت رحمتهم
واصبح معين الدين فى موقف محرج لان الماغول اكتشفوا انه يراسل بيبرس فأرسل اليه ابغا يطلب منه المجىء اليه وذهب البرواناه لابغا ولكنه كلف احد امرائه بمراسلة بيبرس ولم يكن الرواناه وحده هو الذى يراسل بيبرس ولكن كان هناك بعض الامراء السلاجقه يراسلون بيبرس وعلم ابغا بأمرهم فقتلهم جميعا ونجا البرواناه من القتل بحيله منه فأرسل معه ابغا قوه من امراء الماغول تكون معه وتأمن غدره بأبغا
وعلى كل حال فأن قتل الامراء جعل بيبرس يعلم ان الاوضاع سائت فى الاناضول وان الفرصه اصبحت مواتيه لضرب الماغول فى تلك المنطقه فخرج بقواته من قلعة الجبل بالقاهره يوم 25 رمضان سنة 675 هجريه ثم دخل دمشق فى 17 شوال ثم الى حلب وامر نائبه على حلب ان يتوجه الى الساجور ويعسكر عند نهر الفرات ليحافظ على معابر الفرات من هجمات الماغول وانضم اليه الامير شرف الدين عيسى بن مهنى امير العرب فلما علم نواب الماغول باتجاه القوات الاسلاميه ناحيتهم اتفقوا مع جماعه من عرب خفاجه لمساعدتهم ولكن قوات حاكم حلب اشتبكت معهم وهزمتهم
اما بيبرس فخرج من حلب الى جيلان ومنها الى عين تاب ثم الى الدلوك ثم الى الديباج ثم الى كينوك ثم عبر النهر الازرق الى الدربند وبذلك استطاع ان يسيطر على كل المسالك المؤديه للروم ثم امر الامير سنقر الاشقر ان يتقدم بفرقه عسكريه فالتقت مع كتيبه ماغوليه مكونه من 3000 فارس واشتبك مهم الامير سنقر وهزمهم
بعد ذلك علم بيبرس ان الماغول استعدوا لملاقاته عند نهر جيحان فصعد بيبرس الى الجبال المطله على صحراء ابلستين وشاهد الماغول فى 11 كتيبه وكل كتيبه 1000 فارس ومعهم كتيبة الروم ولكنهم عزلوهم خوفا من ان ينضموا لجيش بيبرس فى المعركه وبدأت المعركه ونزل الفرسان المسلمون من الجبل كالسيل والماغول يقاتلون قتال اليائس حتى خارت قواهم والمسلمون يحاربون بضراوه حتى هزموهم واسروا منهم الكثير وفر من نجى منهم الى اعالى الجبال يتحصن بها
اما البرواناه فأنه نجا بنفسه وهرب الى قيسريه واشار على السلطان غياث الدين كيكاوس بالخروج منها لان الماغول لو دخلوها سينتقمون من اهلها فخرجوا الى توقات وهى بينها وبين قيسريه مسيرة 3 ايام اما بيبرس ذهب الى المنزله وهزم فيها العدو وكان من ضمن القتلى تتاون مقدم الماغول ومن ضمن الاسرى ام الرواناه وابنه مهذب الدين وبنته ثم ارسل بيبرس الامير سنقر الاشقر لمطاردة فلول الماغول والتوجه الى قيسريه وارسل معه كتابا لتأمين اهلها ثم توجه بيبرس بنفسه الى قيصريه وهو فى الطريق مر على بعض الحصون فخضعت له ثم نزل فى قريه قريبه من قيصريه فخرج له اهلها ينصبون له الخيام احتفالا بمجيئه فنزل ومشى وسطهم ثم دخلها يوم الجمعه 17 ذى الحجه سنة 675 هجريه وصلى الجمعه هناك ونزل بدار السلطنه السلجوقيه وجلس على تخت الملك فأرسل له معين الدين البرواناه يهنئه لجلوسه على عرش السلاجقه فأراد بيبرس مكفأته واستدعاه ليوليه عرش السلاجقه ولكنه ماطل وطلب مهله 15 يوم فقرر بيبرس الخروج من قيصريه والعوده الى الشام
وهناك بعض الاقوال ان بيبرس خشى من مؤامره يقوم بها البرواناه للاستعانه بأبغا للهجوم على قوات بيبرس بقيسريه واقوال تقول ان جيش بيبرس كان كبيرا ويصعب عليه حمل مؤن تكفيه من بلاده وسيكون صعب عليه خوض معركتين متتاليتين اذا قام الماغول بمهاجمته ولذلك فقد رد على البرواناه فى رساله قائلا
(ان معين الدين ومن كانت تأتينى كتبهم شرطوا شروطا لم يفوا بها وقد عرفت الروم وطرقه وما كان جلوسنا على التخت رغبة فيه الا لنعلمكم ان لا عائق لنا عن شىء نريده بحول الله وقوته ويكفينا اخذ امه وابنه وابن بنته )
وبالفعل كما توقع بيبرس ارسل ابغا جيشا الى بلاد الروم بعد رحيل بيبرس عنها وحاول ابغا ارسال جيش خفيف خلف بيبرس يقوم بضربات ضد جيش المسلمين ولكنه فشل لان جيش بيبرس كان قد عبر الحدود ووصل الى بلاد الشام فرجع الجيش الماغولى وانتشر فى بلاد الروم وقتل الكثير من المسلمين هناك انتقاما منهم واعتبر ابغا ان البرواناه قام بتضليله حول الحجم الحقيقى لجيش بيبرس فقتله
لقد كان من نتائج معركة ابلستين نتائج عظيمه منها انتهاء دوله السلاجقه كدوله واصبحت ولايه ماغوليه وتم تسريح جيشها واصبح الجند والامراء الذين تم تسريحهم مصدر ازعاج دائم داخل بلادهم كما كان لقيام الماغول بفرض ضرائب على الاهالى اثره الواضح كما ان قتلى الجيش الماغولى فى المعركه كانت رهيبه لدرجة ان ابغا لما شاهد الجثث انتقم من اهالى البلد اشد انتقام بحجة مساعدتهم لبيبرس وكانت هذه الهزيمه سبب رئيسى فى اضعاف الروح عند الماغول وانهيار حلمهم بمحاولة اقتحام دولة المماليك من ناحية بلاد الشام بعد ما فشلوا فى اقتحامها من ناحية الفرات وبذلك استطاع الظاهر بيبرس من تأمين دولته واثبت لكل اعدائه انه يستطيع الوصول لاى مكان وتحقيق النصر بأذن الله ووضع اسس يسير عليها من سيأتى بعده من السلاطين لان القدر لم يمهله اكمال مهمته حيث توفاه الله فى سنة 676 هجريه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق