http://tarekhwamgad.blogspot.com.eg/2016/05/blog-post_39.html

الخميس، 19 مايو 2016

الظاهر بيبرس يهاجم الصليبيين ويستولى على انطاكيه عام 666 هجريه

ترجع عداوة الظاهر بيبرس للصليبيين الى ايام خدمته للملك الصالح ايوب عندما تحالفوا اكثر من مره مع بعض امراء الايوبيين فى الشام ضد سيده الصالح ايوب فى مصر وزاد من عدائه لهم الحمله الصليبيه التى قام بها القديس لويس على مصر والتى ساهم بيبرس وقتها بنفسه فى عدم نجاحها ولا شك ان هذه الحمله جعلت بيبرس يدرك نوايا الصليبيين فى فرض سيطرتهم على مصر والشام الامر الذى جعله بعد ان اصبح سلطانا للدوله المملوكيه فى مصر والشام يفكر منذ اللحظه الاولى لحكمه فى استأصالهم من بلاد الشام لانه يعلم انه لا سلامه لدولته مع وجودهم فبدأ يخطط بقوه لذلك منذ توليه الحكم .

وفى سنة 658 هجريه بلغه ان 12 مركبا صليبيا وصلت الاسكندريه ونزلوا بالميناء ونهبوا مركب للتجار ثم احرقوه اثناء غياب رئيس الاسطول فى مهمه كلفه بها بيبرس ولما علم بيبرس بذلك اعلن الطوارىء واغلق الحوانيت ليلا ثم اتجه الى دمياط لانه علم ان الصليبيين سيهاجموها ولكن بعد ما علم الصليبيين ان بيبرس قادم اليهم تراجعوا عن مهاجمة دمياط ولكن فى سنة 659 هجريه اغار بيبرس على بلاد انطاكيه وهاجم عساكرها فى البر والبحر ثم عاد محملا بالغنائم واراد بيبرس تأديب بوهيمند امير انطاكيه (حليف الماغول ) فأرسل له جيش بقيادة الامير شمس الدين سنقر الرومى ومعه الملك الاشرف ملك حمص والملك المنصور ملك حماه ونزلوا انطاكيه وهاجموا مينائها واحرقوا مراكبها واخذوا منها الغنائم ثم حاصروا السويداء واستولوا عليها وعاد الجيش منتصر الى القاهره 

وهنا نشير الى ان بيبرس استخدم فى البدايه اسلوب الضربات المباغته السريعه لانه لم يكن يأمن شر الماغول فى الشرق ولانه كان يرغب فى ضم حصن الكرك وحصن الشوبك الذين لم يكونا يتبعان الدوله المملوكيه وفعلا قرر ضمهم ولما رأى الصليبيين انشغاله فى ضم الحصنيين حاولوا نقض الهدنه التى بينه وبينهم ولكن بعد ان انتهى بيبرس ونجح من ضم الحصنيين ادرك الصليبيين انه سيلتفت اليهم فأرسلوا اليه يتوسلون له ان تستمر الهدنه ولكنه رفض طلبهم لانه يعلم انه لو سنحت لهم الفرصه سيهاجمونه فعزم على ضربهم وهاجم عكا وأحاط بها من البر وهدم احد ابراجها واخذ منها غنائم 

وحاول هيثوم الاول ملك الارمن (حليف الماغول ايضا ) ان يقوم بغاره على مدن الشام ارسل بيبرس اليه جيش بقيادة سنقر الرومى واستطاع جيش المسلمين هزيمة جيش الارمن وعاد بالغنائم واثناء عودة جيش المسلمين اغار ايضا على انطاكيه واخذ منها غنائم كثيره ثم قام بيبرس بمهاجمة قيسريه وضرب اسوارها بالمجنقيات وتسلق جيشه الاسوار واستطاعت المجنقيات ان تفتح ثغرات ف الاسوار واندفع المسلمون داخلها وهرب الصليبيين الى قلعتها فحاصر بيبرس القلعه فاستسلم الصليبيين لبيبرس وسلموه القلعه بما فيها من سلاح وعتاد ثم امر بيبرس بهدم تلك القلعه وارسل سنقر الرومى لهدم قلعه للصليبيين عند الملوحه بالقرب من دمشق ثم هاجم مدينة عثليث ومدينة حيفا التى هرب منها الصليبيين فى المراكب لما علموا بمجىء بيبيرس اليهم فدخلها المسلمون وهدموا قلعتها ثم توجهه الى مدينة ارسوف ودخلوها بعد ان احرقوا ابوابها ودخل المسلمين قلعتها ورفعوا الرايات الاسلاميه عليها ولما سمع بوهيمند السادس امير انطاكيه عن تلك الانتصارات علم ان الدور القادم عليه لا محاله فحاول ان يهاجم حمص ولكن حاكم حمص صد هجومه وهزمه شر هزيمه وفر بوهيمند اما جيش حمص فشجع ذلك الانتصار بيبرس على تحقيق مزيد من الانتصارات على الصليبيين فى ساحل الشام فأغار على حصن الاكراد واستولى على قلعة عرقه والقليعات وهدموها بعد اخذ الغنائم منها ثم بعث فرقه من جيشه الى صور فهاجموها واخذوا منها الغنائم ثم ارسل فرقه الى صيدا فهاجموها وغنموا منها ايضا اما بيبرس فأغار على عكا وارسل قوه عسكريه الى صفد ونقب اسوارها ودارت معارك طاحنه فيها جعلت الصليبيين يستسلمون لجيش المسلمين وطلبوا الامان لكن بيبرس اشترط عليهم ان يخرجوا بدون سلاح او نقود وان يفتشهم المسلمون ولكن الصليبيين نقضوا العهد وأرادوا ان يخرجوا اسلحه ونقود وبعض اسرى المسلمين سرا فكشفهم المسلمون واعتبر بيبرس ذلك نقدا للعهد قتلهم جميعا ماعدا اثنين واحد منهم اعلن اسلامه وبقى فى خدمة بيبرس والثانى تركه بيبرس يذهب الى عكا ليخبرهم بما رأه كنوع من الحرب النفسيه وهكذا اعاد بيبرس صفد الى المسلمون وبنى قلعتا وعمرها واتخذها نقطه لانطلاقه فى مهاجمة الصليبيين وفعل ذلك ايضا فى قيساريه وارسوف وجعلهم قواعد له واستولى فى نفس السنه على هونين وتبنين والرمله وعمرهم وبعد كا تلك الانتصارات طلب الاستباريه الصلح فوافق بيبرس ووضع شروط منها انه يحق له فسخ الهدنه وقتما شاء وعليه اخبارهم فقط وهكذا اصبح جيش المسلمين مصدر رعب للصليبيين واصبح بيبرس ينتظر اى خطأ منهم لمعاقبتهم بدليل ان الصليبيين لما هاجموا الشقيف خرج لهم من صفد الى عكا ولم يشعر به الصليبيين الا وهو عند ابواب عكا وهاجمها وانزل بهم خسائر جسيمه وهدم ابنيتها وردم ابارها وقطع اشجارها عقابا لهم على مهاجمتهم للشقيف 

وامام كل تلك الانتصارات بدأ الصليبيين بارسال رسلهم الى بيبرس يطلبون الصلح ولكن بيبرس بذكاء شديد لم يرفض طلباتهم كلهم ولم يقبل طلباتهم كلهم حتى لا يتكتلوا ضده وحتى يحدث فرقه بينهم ويستطيع بعدذلك القضاء عليهم واحده تلو الاخرى وفعلا بدأ بمناوشة بوهيمند واغار على طرابلس ولكن بوهيمند لم يقاوم فقرر بيبرس الاستيلاء على انطاكيه التى كانت من احصن مدن الشام فحاصرها 3 ايام ولما رفض الصليبيين الاستسلام هاجمها بيبرس واستولى على قلعتها وارسل الى بوهيمند اميرها الذى كان فى طرابلس رسالة تهكم واستهزاء 

وباستيلاء بيبرس على انطاكيه يكون قد حقق اعظم نصر للمسلمين على الصليبيين منذ انتصار صلاح الدين فى حطين وعمت الفرحه بلاد المسلمين وعلى العكس عم الحزن والفزع عند الصليبيين

وللحديث بقيه بأذن الله مع امجاد جديده



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق