http://tarekhwamgad.blogspot.com.eg/2016/05/blog-post_39.html

السبت، 21 مايو 2016

انتصارات الظاهر بيبرس فى ارمينيه الصغرى

كان تحالف هيثوم الاول ملك ارمينيه الصغرى مع اسياده الماغول حتى بعد هزيمة عين جالوت احد اهم الاسباب التى جعلت الظاهر بيبرس يقرر الهجوم عليهم بلاضافه الى قطعهم الطريق على التجار القادمين لدولة المماليك التى كانت تبنى اقتصادها اساسا على التجاره فقامت دولة ارمينيه الصغرى بتطويق الطريق البرى الواصل بين اسيا ومصر كمحاوله لاضعاف دولة المماليك اقتصاديا فكانوا يلبسون لبس الماغول ويقطعون الطريق القادمين لبلاد المسلمين فأرسل بيبرس الى حاكم سيس لكى يكف عن تلك الاعمال ولاكن بلا فائده بالاضافه الى ان هيثوم الاول الذى كان فى هدنه مع بيبرس مقابل ان يخرج هيثوم ما عليه من خراج الذى كان احد شروط الهدنه نقض الهدنه ولم يرسل ما كان عليه من خراج فأرسل بيبرس فى سنة 664 هجريه قوه لتأديبه 

كما كان استيلاء بيبرس على انطاكيه وقطع الطريق بين هيثوم الاول ملك ارمينيه الصغرى وصهره بوهيمند ملك طرابلس ان اصبحت الدوله المملوكيه مجاوره لارمينيه وكان من الطبيعى ان تحدث احتكاكات بلاضافه على ماقامت به ارمينيه من هجمات على المسلمين اثناء حرب بيبرس على الصليبيين الغربيين فى ساحل الشام فكان الارمن ينتظرون الفرص للهجوم على المسلمين فكان هذه الدوله شوكه فى جنب الدوله المملوكيه فأراد بيبرس اقتلاعها فقرر بيبرس تجهيز حمله لمهاجمة ارمينيه وخرج بنفسه الى دمشق سنة 664 هجريه واسند قيادتها الى الملك المنصور حاكم حماه والامير سيف الدين بن قلاوون فوصلت الحمله الى الدربساك واللتقت بجيش الارمن وانتصر المسلمون وتمكنوا من قتل الامير ثوروس ابن هيثوم واسر الامير ليو ابن هيثوم ايضا وفر الجيش الارمينى وتعقبه جيش المسلمين الى داخل سيس نفسها وخربوها وغنموا منها كثيرا كما اغاروا فى نفس الوقت على قلعة الروم وعلى المصيصه وأذنه واياس وطرسوس ودارت مفاوضات بين هيثوم وبيبرس حول اطلاق سراح الامير ليو فطلب بيبرس مقابل اطلاق سراحه عدد من الحصون كان الارمن اخذوها من المسلمين وهى بهسنا ودربساك ومرزبان ورعبان وشيح الحديد

وظل الارمن متمسكين بحلفهم مع الماغول بعد ان قطع بيبرس الطريق عليهم بينهم وبين بوهيمند بعد استيلاء بيبرس على انطاكيه فلم يتبقى لهم امل غير ماغول فارس لينقذوهم من دولة المماليك فتخلى هيثوم عن العرش لابنه ليو الذى كان اسيرا عند بيبرس واخذه معه الى ايلخان الماغول ابغا يطلب منهم الاعتراف به كملك على ارمينيا الصغرى فبدأ ليو الثالث حياته على العرش يراوده حلم عمل تحالف ماغولى صليبى معه ومع صليبيين الغرب لمواجهة خطر دولة المماليك وقائدها بيبرس فأرسلوا الى ملوك اوروبا ولكن لانشغال اوروبا بمشاكلها الداخليه لم يتم ذلك الحلف فاعتبر بيبرس محاولة ليو لعمل ذلك الحلف عمل عدائى ضده وفى شعبان سنة 673 هجريه خرج بيبرس بقواته من مصر الى دمشق ودخلها فى نهاية شعبان وخرج منها فى رمضان ووصل الى حماه وخرج له حاكما الملك المنصور بقواته فأسند بيبرس اليه قيادة القوات الزاحفه على سيس ومعه الامير سيف الدين بن قلاوون الالفى وبيليك الخازندار وحملوا معهم اخشاب ومعدات المراكب على البغال ليجمعوها هناك حتى يعبروا بها الانهار فعبرت قوات المسلمين جسر المصيصه واستولوا عليها ولحقوا السلطان فى تلك المنطقه ودخلوا سيس وعيدوا فيها فدخل اهل سيس الى قلعتها فأحرقها المسلمون وهدموا قصور التكفور فيها ثم ارسل فرقه من جيشه لمهاجمة الدربند وطرطوس ثم ارسل بيبرس فرقه لمهاجمة ميناء اياس فهرب اهله فى مراكب الى البحر وغرقوا جميعا فدخلها المسلمون وغنموا منها ثم عادوا الى انطاكيه بالغنائم فملائتها الغنائم شرقا وغربا فوزعها السلطان كلها ولم يأخذ شيئا لنفسه 

والملاحظ هنا ان بوهيمند لم يهب لنجدة حلفائه وذلك للهزائم المتواليه التى لقيها على يد المسلمين وايضا لان بيبرس عندما استولى على انطاكيه قطع الطريق بين بوهيمند وارمينيه اما ماغول فارس فكانوا مشغولين بمشاكلهم مع القبيله الذهبيه (القبجان ) وايضا لان بيبرس لم يمهلهم او يعطيهم فرصه لانه فى نفس وقت هجومه على ارمينيه ارسل فرقه لمناوشة الماغول عند البيره لاشغالهم عن مساعدة الارمن وبهذا استطاع بيبرس توجيه لطمه قويه لليو الثالث الذى كان يسعى لحلف يواجه به المماليك ولكن بعد تلك الهزائم انطوى على نفسه داخل مملكته المهزومه 

وللحديث بقيه باذن الله حيث سنتعرض لحروب بيبرس ضد ابغا ابن هولاكو


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق