بعد ان استطاع قطز جمع ما استطاع من الجند والمال واخذ العهد من الصليبيين بالشام بالتزام الحياد وعدم نصرتهم للماغول كان عليه اختيار مكان المعركه فاختار عين جالوت نظرا لانها ارض منبسطه وبها جبل يستطيع من خلالها تغيير استرتيجيته عندما تقتضى الحاجه فلو تطلب الامر لمواجهه بالسيف كانت الارض المنبسطه السهله ميدانا لذلك والجبل سيمنح الافضليه للرماه لاداء دورهم وايضا لانه رأى ان كل البلاد التى سبقته كانت تتحصن داخل مدنها ورأى ان تلك الاسترتيجيه لا تنفع مع الماغول فقرر ملاقاتهم خارج مصر وكالعاده ارسل هولاكو رسله الى قطز بالتهديد والوعيد وتذكيره بالدمار الذى حل بالذين سبقوه فاجتمع قطز بالامراء وعرض عليهم الامر قائلا ليس امامنا الا حل من ثلاث القتال او الاستسلام او الرحيل خارج البلاد . وهنا بدأت الرهبه تدخل قلوب بعض الامراء فقال لهم قطز لو قاتلنا ولم ننتصر سيحل الخراب بالبلاد ولو استسلمنا لا نضمن وفاء الماغول بالعهود ولو فكرنا بالرحيل ليس امامنا الا المغرب وهى بلاد بعيده فحتار الامراء وقالوا له انظر ماذا ترى فقال لهم اننا سنقاتل ولو لم ننتصر .
فطلب من امراء الاقاليم المصريه جمع الجند واجتمع بهم بالصالحيه وقال لهم انتم تعلمون ماذا فعل التتار بكل البلاد التى دخلوها واننى خارج لقتالهم فمن اراد الخروج معى فليفعل ومن اراد الا يخرج فليرجع وليتحمل من يرجع امام الله ذنب النساء والاطفال واننى سألقى التتار بنفسى (اى حتى لو بقيت بفردى) وذكرهم بعقاب الله فبكوا وعاهدوه على الخروج .
(وهنا يظهر ذكاء قطز الذى جعلهم ينسون خوفهم ولا تتشتت كلمتهم بين مؤيد ومعارض )
فاستدعى قطز رسل هولاكو وقطع رؤسهم وعلقها على باب زويله.
وامر قطز بيبرس بالخروج فى طلائع الجيش لاستطلاع اخبار الماغول وتمهيد الطريق امام الجيش الرئيسى فوصل غزه فى اول شعبان سنة 658 هجريه فوجد جمعا من قوات الماغول بقيادة بايدر كان هولاكو ارسلهم ليستطلعوا اخبار الجيش المصرى فدارت بينهم معركه حامية الوطيس لم تستطع قوات الماغول الصمود فيها فهربت من امام بيبرس الذى استولى على غزه بالقوه وكان ذلك اول نصر للمسلمين على الماغول وكان هذا الانتصار دافعا قويا للمسلمين للتقدم الى عين جالوت بفلسطين ليكونوا بموقع افضل خصوصا ان القائد الماغولى كيتوبوقا لم يلقى لهذا بالا ولم يتحرك وايضا هذا النصر دفع الصليبيين الموجودين بالساحل لمحاولة كسب ود المسلمين ولم يتعرضوا لهم بالاذى بل وعرضوا عليهم المساعده ايضا ولكن قطز رفض ليعطى حربه ضد الماغول الصبغه الاسلاميه وربما لانه كان ينوى ان يطهر الساحل ف الشام من الصليبيين بعد الماغول .
قاد السلطان قطز جيشه بنفسه على امتداد الساحل ومن عكا الى الناصره الى ان وصل لعين جالوت وكان قد ارسل بيبرس فى طلائع الجيش يستطلع اخبار العدو ويناوشهم الى ان لحقه قطز ف الخامس والعشرين من رمضان سنة 658 هجريه والتقى الجيشان منذ طلوع الشمس واشتدت المعركه والقتال الذى لم يحدث مثله من قبل وفى البدايه انكسرت ميسرة الجيش فذهب قطز بنفسه وانقذ الموقف ثم دخل بنفسه واخذ يكر عليهم وينادى الجهاد فى سبيل الله ثم روع خوذته وقال واسلاماه فهبت جموع المسلمين وقاتلوا بضراوه حتى فرت من امامهم جيوش التتار بعد ما قتل منهم امرائهم وقوادهم واصيب قائد الماغول كيتوبوقا حتى قتله احد امراء المسلمين وبمقتله انهارت جموع التتار ومن سلم منهم احتمى بالجبال فطاردهم المسلمون يقتلون ويأسرون منهم وقبض المسلون على الملك السعيد حسن بن عبد العزيز بن الملك العادل وكان يقاتل بضراوه ضد المسلمين دفاعا عن التتار فأمر قطز بضرب عنقه ولكن التتار تجمعوا مره اخرى تجمع اشد من الاول قرب بيسان فهاجمهم المسلمون واشتد القتال واخذ قطز ينادى بأعلى صوت اللهم انصر عبدك قطز على التتار واخذ ينادى واسلاماه فاشتدت عزيمة المسلمين وقاتلوا بضراوه فانتصر المسلمون مره ثانيه وينزل قطز من على فرسه ويمرغ وجهه ف الارض ويصلى ركعتين شكر لله ولكن التتار تجمعوا مره ثالثه ولكن بيبرس الذى لم يشغله التعب من المعركه فى عين جالوت هاجمهم وكسرهم وهزمهم هزيمه منكره وقد حزن هولاكو بشده لمقتل كيتوبوقا وقال اين اجد مثله بعد هذا ارسل قطز الى من فى دمشق يبشرهم بالنصر فخرج المسلمون على نواب الماغول ووصل قطز الى دمشق ودخلها ونزل بالقلعه وبدخوله دمشق اعلنت سائر بلاد الشام الى مصر ولائها له ماعدا الكرك كان حاكمها المغيث الايوبى واقيمت لقطز فى دمشق احتفالات عظيمه ثم وزع الامراء على حكم دمشق وحلب وحمص وحماه وفرض على النصارى جزيه 150 الف درهم وجمعها ثم بعد ان اطمأن على بلاد الشام عزم على العوده للقاهره للاحتفال بالنصر ولكنه علم بتذمر بيبرس لعدم حصوله على ولاية حلب فأخذ كل منهم يدبر للاخر ولما اقترب من الصالحيه ارسل قواته وبقى معه القليل ثم خرج للصيد فتبعه بيبرس وقتله فى السابع عشر من ذى الحجه سنة 658 هجريه وهو فى قمة مجده
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق