http://tarekhwamgad.blogspot.com.eg/2016/05/blog-post_39.html

الأربعاء، 18 مايو 2016

جهاد الظاهر بيبرس ضد التحالف الماغولى الصليبيى

كان الصليبيين الغربيين فى بلاد الشام قد التزموا الحياد تجاه الحرب الماغوليه على البلاد الاسلاميه وذلك للاسباب الاتيه :-

اولا لانه عندما اجتاح الماغول اوروبا الشرقيه حتى وصلوا الى حدود المانيا ادرك الصليبيون خطورة الماغول فحاول البابا جريجورى التاسع عمل تكتل صليبى لمواجهة الماغول ولكنه فشل بسبب خلافاته مع امبراطور المانيا كما اكتفى الانجليز بالتعاطف فأخذت تلك الحركه اتجاها اخر وهو محاولة التحالف مع الماغول لعمل حلف ماغولى صليبى ضد المسلمين عدوهم المشترك ولابعاد خطر الماغول عن اوروبا ولكن الماغول طالبوا بضرورة اعتراف امراء الصليبيين بسلطان الماغول عليهم وحدثت مراسلات كثيره من الصليبيين والماغول لاقامة ذلك الحلف ولكنها فشلت بسبب تعنت الماغول ومطالبتهم باعتراف الصليبيين فى اوروبا بتبعيتهم للخان الاعظم  وبهذا فشلت مساعى الصليبيين فى اوروبا بانشاء حلف ماغولى صليبى

اما بالنسبه للصليبيين الغربيين فى بلاد الشام فبرغم انضمام اخوانهم المسيحيين الشرقيين من ارمن ونساطره الى صفوف الماغول الا انهم التزموا الحياد وذلك لخوفهم من المجهول الماغولى الذى لايحترم معاهدات وخصوصا بعد ما اغار الماغول على مدينة صيدا ونهبوها .

كل ذلك كان قبل معركة عين جالوت اما بعد معركة عين جالوت دخل الرعب فى قلوبهم من المسلمين ومن ان يتحول جهاد المسلمين من الجهاد ضد الماغول الى الجهاد ضدهم فأرادوا انهاك المسلمين والماغول معا فى حروب تظل مشتعله فأخذوا يحرضون الماغول على قتال المسلمين فاستجاب لهم الماغول وقاموا بمهاجمة مدينة البيره ولكن عندما علم التتار بتحرك جيش المسلمين ناحيتهم فروا من البيره حتى قبل ان يصلها جيش المسلمين ولكن الصليبيون بعد فرار الماغول من البيره ارسلوا الى السلطان بيبرس قسطلان يافا ليكون واسطة الصلح بينهم وبين السلطان بيبرس فقال له بيبرس ان كان هذا من عندك فلا اقبله وان كان هذا من ملوك الفرنجه اخبرنى فرد عليه قسطلان يافا قائلا بل هو سؤال ملوك الفرنجه فقال له بيبرس هؤلاء لهم عندى ذنوب كثيره منها كتاباتهم الى التتار بقصد بلادى ولى ولهم حديث .

اما من ناحية بيبرس فكان له من الدهاء ما يجعله يضرب ذلك التقارب الصليبى الماغولى فقام بالاتصال ببركه خان زعيم الماغول القبجان (او القبيله الذهبيه ) الذى اعتنق الاسلام واشتهر بعدائه لهولاكو فقال له بيبرس انك اعتنقت الاسلام وجهاد الكفار واجب عليك (يقصد هولاكو ) فرد عليه بركه خان قائلا انك تعلم انى محب لهذا الدين وهولاكو اعتدى على المسلمين واستولى على بلادهم وقد رئيت ان تقصده من جهتك واقصده من جهتى ونصدمه صدمه واحده فنقتله او نطرده من البلاد التى استولى عليها .

وبذلك استطاع بيبرس ان يشغل هولاكو بحروب مع بركه خان حتى يبعد تفكيره عن اى تحالف مه الصليبيين فى الشام كما ادى الصراع بين بركه خان وهولاكو لهروب جماعات كبيره من الماغول الى مصر والشام فأصدر بيبرس اوامره بحسن معاملتهم 

ومن جهه اخرى قام بيبرس بالتحالف مع الامبراطور البيزنطى ميخائيل باليولخس وارسل الامبراطور البيزنطى كتاب الى بيبرس يقسم فيه انه لو احتاجت سلطنة الملك الظاهر الى مساعدته ساعدته بكل ما تقدر سلطتى عليه وذلك حتى يقوم بيبرس بأبعاد أذى حليفه بركه خان عن الامبراطور البيزنطى 

وهكذا استطاع بيبرس بذكاء ان يشغل هولاكو بحربه ضد بركه خان ويكون بحلفه مع بركه خان اجبر الامبراطور البيزنطى على التحالف معه حتى لايتصل به الصليبيين الغربيين فى الشام ويتحالفوا معه ضد سلطنة بيبرس ويمنع عنهم اى مساعدات خارجيه 

وللحديث بقيه بأذن الله حيث سنتعرض الى حروب الظاهر بيبرس


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق