برغم
من النجاح الذى حققه الظاهر بيبرس وشجاعته فى صد الماغول تحت لواء المظفر
قطز الا ان بداية حكمه لم تكن مستقره نظرا لاستياء بعض الامراء بسبب قتله
للسلطان قطز فقامت ضده ثورتان فى عام واحد تقريبا الاولى بدمشق قام بها علم
الدين سنجر الحلبى الذى كان قطز قد ولاه عليها فأعلن نفسه سلطانا على دمشق
وتلقب بالملك المجاهد وبدأ فى تحصين دمشق استعدادا لمواجهة بيبرس كما حاول
استمالة الملك المنصور حاكم حماه والملك الاشرف موسى حاكم حمص ولكنهم
رفضوا الاستجابه له ولم تفلح محاولات بيبرس السلميه بأقناعه بالرجوع عن
ثورته فأرسل له بيبرس جيشا قويا استطاع ان يخمد ثورته وأتوا به مكبلا الى
القاهره .
اما
الثوره الثانيه فكانت بالقاهره وتزعمها رجل شيعى عرف بالكورانى حيث اتفق
مع اتباعه على تنظيم ثوره شيعيه تحل مكان الحكم السنى فقام هؤلاء الثوار
ليلا فى شوارع القاهره بنهب حوانيت السلاح واصطبلات الخيول واستولوا عليها
بهدف استخدامها ضد قوات بيبرس ولكن جيش بيبرس حاصرهم وقبض على امرائهم وامر
بيبرس بصلب الكورانى وامراء ثورته على باب زويله . وبذلك استطاع بيبرس
القضاء على ثورتين كادوا ان يهددوا اركان دولته وقد كان هاتين الثورتين
سببا مهما لكى يفكر بيبرس فى احياء الخلافه العباسيه مره اخرى لتضيف الى
حكمه الشرعيه السياسيه والروحيه وعندما سمع بوصول الامير ابوالقاسم احمد بن
الخليفه الظاهر الى دمشق بعث الى نوابه بدمشق يطلب ارساله للقاهره وخرج فى
استقباله فى احتفال شعبى ورسمى هائل وبايعه على الخلافه وبايعه الامراء
والشيوخ ومنهم العز بن عبد السلام والقضاه والعامه ولقب بالخليفه المستنصر
بالله ثم قام الخليفه بتعيين بيبرس سلطانا للبلاد وهكذا تم لبيبرس ما أراد
واصبح حكمه شرعيا ثم اراد بيبرس ان يعيده الى بغداد وخرج معه الى دمشق
ويبدوا انه حدثت وشايه بأن الخليفه ربما ينازعه الملك فتركه بيبرس واعطاه
ثلاثمائة فارس ذهب بهم الخليفه الى حدود العراق وهناك التقى بمنافسه على
الخلافه ابى العباس احمد واتفقا معا على احياء الخلافه فتنازل المستنصر
لابى العباس عن الخلافه بصفته الاكبر سنا وعسكروا بالقرب من الانبار وهناك
التقوا بقوات الماغول ونشبت معركه وانتهت بهزيمة العباسيين وموت المستنصر
ونجاة ابى العباس احمد ولما علم بيبرس باستشهاد المستنصر ارسل الى ابى
العباس واستدعاه الى مصر واقام له نفس المراسم وتم مبايعته خليفه ولقب
بالحاكم بأمر الله ولكن هذه المره بقى بالاراضى المصريه واصبحت القاهره
مركزا للسلطنه والخلافه معا مما يساعد بيبرس على توسيع حكمه لان الخليفه
معه وهو سلطه روحيه تساعد بيبرس فى سلطته السياسيه وظلت الخلافه العباسيه
بالقاهره ولكن لا دخل لها بسياسة البلاد فكانت مجرد اسم ورمز فقط .
اما
من جهة الصليبيين فبعد انتصار المسلمين على الماغول اصبحوا يدركون ان
دورهم قادم لا محاله فسارعوا الى التقرب الى الظاهر بيبرس ولكنه خيب املهم
وذكرهم بمؤامراتهم ضد المسلمين ولكن قام فى اتجاه اخر بعقد معاهدات مع
الامبراطور البيزنطى ميخائيل باليولوخس وبركه خان زعيم القبجان وسلاطين
سلاجقة الروم بأسيا الصغرى وارسل الى هوهنشاوفن صاحب الامبراطوريه
الرومانيه الغربيه لتوطيد العلاقات بينهما وذلك لفرض عزله على الصليبيين
بالشام وحرمانهم من اى امدادات خارجيه من الشرق والغرب
وللحديث بقيه بأذن الله حيث سنتعرض لحروب الظاهر بيبرس ضد الصليبيين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق