بعد مقتل المظفر قطز اعتلى بيبرس قمة السلطه المملوكيه واختار لنفسه لقب الظاهر ويبدو ان الماغول توقعوا حدوث انقسام داخل دولة المماليك فأخذوا يتجمعون لاحتلال الشام مره اخرى فتجمع الماغول الذين كانوا بحران وباقى مدن اقليم الجزيره مع من تبقى من عين جالوت واتجهوا نحو البيره وهنا ادرك حاكم حلب الملك السعيد بن بدرالدين لؤلؤ خطورة الموقف فأرسل قوه لمساعدة اهل البيره ولكن هذه القوه بائت بالفشل فاتجه التتار الى حلب واستطاعوا اقتحامها بقيادة القائد الماغولى بايدر واضطر المسلمون بقيادة حسام الدين الجوكندار الى التراجع والتظاهر بالضعف امام الماغول لسحبهم وتوسيع الرقعه عليهم وليعطى نفسه فرصه لجمع اكبر قدر من قوات المسلمين فاتجه الى حماه ثم الى حمص وهناك استطاع تنظيم صفوفه ودارت بينه وبين الماغول معركه كبيره فى محرم سنة 659 هجريه فدارت المعركه عند قبر خالد بن الوليد بالقرب من الرستن وانتصر المسلمون وفر بايدر من المعركه وطاردتهم قوات المسلمين ثم حاولوا الاتجاه لحلب وحصارها وتمكنوا من حصارها لفتره ولكن بيبرس بعد ان تمكن من تثبيت عرشه ارسل جيشا كبيرا لطرد الماغول من الشام ولما سمع الماغول ذلك دخل الرعب فى قلوبهم (سبحان الله كانت البلاد يصيبها الهلع من اسم التتار فأصبح التتار يصيبهم الرعب من جيوش المسلمين ) فهربوا باتجاه الشرق وتم تطهير الشام مره اخرى من الماغول .
وكان لعين جالوت نتائج عظيمه ليس لمصر او العرب او المسلمين فقط وانما للعالم كله واوربا تحديدا حيث ان لو استطاع الماغول الاستيلاء على مصر لدخلوا شمال افريقيا ثم الى جبل طارق ومنها الى اوروبا وللعلم فانها كانت ستكون دمار على اوروبا نظرا لان الماغول لاحضاره لهم فهم رعاه يعشقون سفك الدماء والدمار فالخراب كان سيعم اوروبا ولكن مصر وقفت حائلا امام دمار كثير من شعوب الارض .
اما بالنسبه للماليك بانتصارهم اثبتوا انهم الاحق بالسلطه من الامراء الايوبيين حيث ان الامراء الايوبيين كانوا يرون ان المماليك اغتصبوا حق اسيادهم الايوبيين فى السلطه ولكن بعد عين جالوت خضع الايوبيين للماليك ونسى الناس اصلهم الغير حر وتذكروا انهم خلصوهم من خطر الماغول وايضا تذكروا الموقف المشين لبعض امراء البيت الايوبى الذين قاتلوا ضد المسلمين فى عين جالوت وتحالفوا مع الماغول .
اما بالنسبه للعالم الاسلامى فأن عين جالوت انقذت العالم الاسلامى لانه لو استطاع القائد الماغولى كيتوبوقا اجتياز مصر لما بقى قوه اسلاميه تستطيع مواجهة الماغول وليس الماغول وحدهم بل تحالفت معهم قوى اخرى ضد الاسلام واصبح ميل الماغول واضحا للمسيحيين على حساب المسلمين حتى ان بلاد العراق وايران اكبر معاقل المسلمين لموجهة الصليبيين بعد سقوط بغداد اصبح بها بلاط حكم ماغولى شديد التعاطف مع المسيحيين وبلاد الشام بعد سقوطها اصبحت مقسمه بين الماغول والصليبيين . وهكذا بانتصار المماليك فى عين جالوت توحدت مصر والشام تحت حكمهم وانقذوا العالم الاسلامى واوروبا من خطر كان لايمكن لملوك اوروبا فى ذلك الوقت صده عن بلادهم خاصة وانها لن تكون بين حضارتين ولكنها ستكون مواجهه ضد شعب بدائى بربرى يعشق الدمار وسفك الدماء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق