http://tarekhwamgad.blogspot.com.eg/2016/05/blog-post_39.html
الثلاثاء، 31 مايو 2016
انتصار الاسلام على الوثنيه فى بلاد الماغول
توفى ابغا (ايلخان ماغول فارس )بعد هزيمته امام المنصور قلاوون فى معركة حمص وتوفى قائده منكوتمر متأثر بأصابته فى المعركه وكسرت شوكة الماغول ووقع الخلاف على من يحكم ماغول فارس فاتفق الامراء الماغول على تنصيب تكدار الذى اعتنق الاسلام فى حياة والده هولاكو وسمى نفسه احمد على عرش الماغول
السبت، 28 مايو 2016
جهاد السلطان المنصور سيف الدين بن قلاوون ضد الماغول
توفى الظاهر بيبرس بدمشق سنة 676 هجريه بعد انتصاره العظيم فى معركة ابلستين ولكنه كان قد اسس لان يكون الملك وراثيا لاولاده من بعده فتولى ابنه الاكبر السعيد محمد بركه الحكم وعمره 19 سنه ولكنه جمع حوله حاشيه من المماليك الشباب واصبحوا يتدخلون فى كل شؤن الحكم واقصى المماليك الكبار وزج ببعضهم فى السجن وسرعان ما زادت الخلافات بينه وبينهم حتى حاصروا القلعه وطالبوه ان يعزل نفسه فطلب منهم ان يتولى امارة الكرك وان يتولى اخيه نجم الدين خضر امارة الشوبك وذلك فى عام 678 هجريه فوافقوا على ذلك وهنا طلب بعض المماليك من سيف الدين قلاوون ان يتولى امور السلطنه فرفض لان اغلبية الجيش من الظاهريه (انصار الظاهر بيبرس ) وكان اغلب الامراء الموالون للظاهر بيبرس واسرته هم الذين يديرون شئون البلاد فخاف ان يثوروا ضده فتم تعيين ابن بيبرس الاصغر بدر الدين سلامش صاحب ال7 سنوات للسلطه وتلقب بالعادل وتعيين سيف الدين قلاوون اتابك له وبذلك اصبحت شؤن البلاد بيد قلاوون لان السلطان صغير جدا فقام سيف الدين قلاوون بالقبض على كبار الامراء الظاهريه والقى بهم فى السجن وقبض على الامير عز الدين ايدمر نائب السلطنه فى بلاد الشام وتعيين بدلا منه الامير سنقر الاشقر وهكذا ازاح كل العقبات من امامه واصبح جاهزا لتولى السلطه رسميا فجمع الامراء وحدثهم بأن السلطان صغيرا ولابد من رجل قوى يقدر على مواجهة الاخطار فتم عزل بدر الدين وتولية سيف الدين قلاوون السلطه وتم تلقيبه بالملك المنصور ولكن لم تكن بداية حكمه مستقره لانه فى سنة 679 هجريه رفض الامير سنقر الاشقر ان يبايعه واعلن استقلاله ببلاد الشام ولقب نفسه بالملك الكامل فأخرج له المنصور جيشا من مصر لمحاربته ودارت المعركه فى غزه وتراجع جيش سنقر امام الجيش المصرى الى الرمله فذهب سنقر الى الامير عيسى بن مهنى امير العرب واتفقا على مراسلة ابغا بن هولاكو وطلبوا منه الهجوم على الشام ووعدوه بأنهم سيساعدوه فى ذلك فلما سمع سيف الدين بن قلاوون ذلك خرج بجيش من القاهره الى دمشق وارسل فرقه من جيشه لمطاردة سنقر الذى ترك حليفه عيسى بن مهنا وذهب الى صهيون وتحصن بها عندما علما بقدوم جيش بن قلاوون اليه
والمهم ان مراسلات سنقر وبن مهنى الى ابغا جعلت ابغا يحس ان الفرصه اصبحت مواتيه للانتقام من هزيمته فى ابلستين فأرسل ثلاث فرق للهجوم على الشام الاولى من سلاجقة الروم والثانيه من جهة الشرق بصحبة بيدوابن طرغاى بن هولاكو والثالثه بقيادة اخوه منكو تمر بن هولاكو ولما علم المسلمون بذلك اجتمعوا لصد الماغول وارسلوا الى الامير سنقر يلوموه على مافعله وانه يجب الاتحاد ضد العدو فوافق سنقر ونزل بعساكره ولكنه لم يختلط بجيش السلطان ولكنهم اتفقوا على صد الماغول واخليت حلب من العساكر واجتمعوا بحماه وفر اغلب الناس من مدن الشام الى مصر ووصل الماغول حلب فدخلوها بدون مقاومه وقتلوا من تبقى فيها واحرقوا المساجد ونهبوا كل شىء وظلوا بها يومين ثم رجعوا الى بلادهم عندما سمعوا بتجمع كلمة الامراء على صدهم وتجمع الجيوش المصريه وجيوش الشام وخروج السلطان سيف الدين بن قلاوون لمحاربتهم
كان هجوم الماغول على حلب سبب تنبيه السلطان سيف الدين بن قلاوون لذلك الخطر على اطراف دولته فى الشام فقرر ان يتبع نفس اسلوب من سبقه بيبرس وقطز بأن يأمن الصليبيين اثناء محاربة الماغول فقبل ان تستمر الهدنه معهم حتى لايفتح جبهتين للقتال فى وقت واحد وقرر توحيد جبهته الداخليه وازالة الانقسام بينه وبين الامير سنقر الاشقر واتفقا على الصلح وبذلك استطاع بن قلاوون التغلب على كل العقبات واصبحت الفرصه مواتيه لتوجيه ضربه للماغول انتقاما منهم لما فعلوه بحلب وكان عساكر حلب اول من بدأ الهجوم على الماغول حيث خرجت فرقه من 600 فارس متجهه الى بلاد الروم واعترضوا قافله من 200 جمل خارجه من سيس الى بلاد الروم فاستولوا عليها وعادوا سالمين ولما علم ابغا بهجوم المسلمين جن جنونه فأرسل اخوه منكوتمر الى قيساريه وابلستين فلما علم قلاوون بذلك ارسل فرقه استطلاع لمعرفة اخبار الماغول واستطاعت هذه الفرقه اسر احد الماغول وارسلوه الى السلطان الذى استجوبه وسأله عن اخبار الماغول فأجابه الرجل ان الماغول يزيدون عن 80 الف وانهم سيهاجمون الشام فأعلن قلاوون النفير العام واستدعى الجيوش ثم وردت اخبار ان ابغا نفسه اتجه على رأس فرقه الى الرحبه فزاد الخوف عند اهل حلب وخرج كثير منهم الى حمص وحماه ولكن مملوك لاحد الامراء هرب الى الماغول ودلهم على بعض الثغرات للمسلمين وايضا جاسوس من جواسيس قلاوون داخل جيش الماغول قال لقلاوون على ثغرات جيش الماغول والتقى الجيشان قرب حمص عند قبر خالد بن الوليد اصطدمت ميسرة الماغول بميمنة المسلمين وثبت المسلمين حتى انكسرت ميسرة الماغول وفرت ودخل المسلمون على منكوتمر قائد الماغول فى القلب ولكن ميمنة الماغول كسرت ميسرة المسلمين فظن المسلمين الذين فى الميسره انهم هزموا ففروا وتبعتهم ميمنة الماغول الذين ظنوا انهم انتصروا ولكن لما علموا انهم انهزموا عادوا وطاردتهم قوات المسلمين وقتلوا منهم الكثير ولما سمع ابغا بهزيمة جيشه رحل الى بغداد واصبح فلول الماغول اثناء عودتهم مطاردين كلما مروا على مدينه طاردهم اهلها حتى لحق منكوتمر بأخيه ابغا وهو جريح فعنفه ابغا وقال له لم لا مت انت والجيش ولا انهزمت
وبذلك استطاع قلاوون هزيمة الماغول هزيمه منكره ولقنهم درسا لم ينسوه وامن دولته منهم وبدأ يتفرغ لاكمال ما بدأه الذين سبقوه فى تصفية الوجود الصليبى
الجمعة، 27 مايو 2016
انتصار الظاهر بيبرس على ابغا بن هولاكو فى معركة ابلستين
انهم علموا بمراسلة معين الدين البرواناه لبيبرس سرا يقول له انه سيهاجم قوات الماغول عندما تظهر طلائع الجيش المملوكى فأحس ابغا ان حليفه سيضربه من الخلف فقرر الانسحاب من امام البيره
وقد كان هجوم الماغول على البيره فرصه لبيبرس لتقليص نفوذ الماغول فبعد ان حرمهم من مساعدة اصدقائهم الارمن والصليبيين قرر حرمانهم من السلاجقه لاحكام العزله على الماغول فى فارس وبالرغم من مساعدة البرواناه للماغول فى الهجوم على البيره الا انه كان يراسل بيبرس ويعده انه سيضرب الماغول اذا ارسل بيبرس جيشه لمحاربتهم ولكن بيبرس اعتذر عن القدوم الى بلاد الروم فى هذه السنه لعدة اسباب
اولا لنقص المياه فى الابار التى على الطريق وثانيا لانه لم يكن يأمن ان يرسل جيشه للروم ويكون الارمن خلفه ويكون هو تحت رحمتهم
واصبح معين الدين فى موقف محرج لان الماغول اكتشفوا انه يراسل بيبرس فأرسل اليه ابغا يطلب منه المجىء اليه وذهب البرواناه لابغا ولكنه كلف احد امرائه بمراسلة بيبرس ولم يكن الرواناه وحده هو الذى يراسل بيبرس ولكن كان هناك بعض الامراء السلاجقه يراسلون بيبرس وعلم ابغا بأمرهم فقتلهم جميعا ونجا البرواناه من القتل بحيله منه فأرسل معه ابغا قوه من امراء الماغول تكون معه وتأمن غدره بأبغا
وعلى كل حال فأن قتل الامراء جعل بيبرس يعلم ان الاوضاع سائت فى الاناضول وان الفرصه اصبحت مواتيه لضرب الماغول فى تلك المنطقه فخرج بقواته من قلعة الجبل بالقاهره يوم 25 رمضان سنة 675 هجريه ثم دخل دمشق فى 17 شوال ثم الى حلب وامر نائبه على حلب ان يتوجه الى الساجور ويعسكر عند نهر الفرات ليحافظ على معابر الفرات من هجمات الماغول وانضم اليه الامير شرف الدين عيسى بن مهنى امير العرب فلما علم نواب الماغول باتجاه القوات الاسلاميه ناحيتهم اتفقوا مع جماعه من عرب خفاجه لمساعدتهم ولكن قوات حاكم حلب اشتبكت معهم وهزمتهم
اما بيبرس فخرج من حلب الى جيلان ومنها الى عين تاب ثم الى الدلوك ثم الى الديباج ثم الى كينوك ثم عبر النهر الازرق الى الدربند وبذلك استطاع ان يسيطر على كل المسالك المؤديه للروم ثم امر الامير سنقر الاشقر ان يتقدم بفرقه عسكريه فالتقت مع كتيبه ماغوليه مكونه من 3000 فارس واشتبك مهم الامير سنقر وهزمهم
بعد ذلك علم بيبرس ان الماغول استعدوا لملاقاته عند نهر جيحان فصعد بيبرس الى الجبال المطله على صحراء ابلستين وشاهد الماغول فى 11 كتيبه وكل كتيبه 1000 فارس ومعهم كتيبة الروم ولكنهم عزلوهم خوفا من ان ينضموا لجيش بيبرس فى المعركه وبدأت المعركه ونزل الفرسان المسلمون من الجبل كالسيل والماغول يقاتلون قتال اليائس حتى خارت قواهم والمسلمون يحاربون بضراوه حتى هزموهم واسروا منهم الكثير وفر من نجى منهم الى اعالى الجبال يتحصن بها
اما البرواناه فأنه نجا بنفسه وهرب الى قيسريه واشار على السلطان غياث الدين كيكاوس بالخروج منها لان الماغول لو دخلوها سينتقمون من اهلها فخرجوا الى توقات وهى بينها وبين قيسريه مسيرة 3 ايام اما بيبرس ذهب الى المنزله وهزم فيها العدو وكان من ضمن القتلى تتاون مقدم الماغول ومن ضمن الاسرى ام الرواناه وابنه مهذب الدين وبنته ثم ارسل بيبرس الامير سنقر الاشقر لمطاردة فلول الماغول والتوجه الى قيسريه وارسل معه كتابا لتأمين اهلها ثم توجه بيبرس بنفسه الى قيصريه وهو فى الطريق مر على بعض الحصون فخضعت له ثم نزل فى قريه قريبه من قيصريه فخرج له اهلها ينصبون له الخيام احتفالا بمجيئه فنزل ومشى وسطهم ثم دخلها يوم الجمعه 17 ذى الحجه سنة 675 هجريه وصلى الجمعه هناك ونزل بدار السلطنه السلجوقيه وجلس على تخت الملك فأرسل له معين الدين البرواناه يهنئه لجلوسه على عرش السلاجقه فأراد بيبرس مكفأته واستدعاه ليوليه عرش السلاجقه ولكنه ماطل وطلب مهله 15 يوم فقرر بيبرس الخروج من قيصريه والعوده الى الشام
وهناك بعض الاقوال ان بيبرس خشى من مؤامره يقوم بها البرواناه للاستعانه بأبغا للهجوم على قوات بيبرس بقيسريه واقوال تقول ان جيش بيبرس كان كبيرا ويصعب عليه حمل مؤن تكفيه من بلاده وسيكون صعب عليه خوض معركتين متتاليتين اذا قام الماغول بمهاجمته ولذلك فقد رد على البرواناه فى رساله قائلا
(ان معين الدين ومن كانت تأتينى كتبهم شرطوا شروطا لم يفوا بها وقد عرفت الروم وطرقه وما كان جلوسنا على التخت رغبة فيه الا لنعلمكم ان لا عائق لنا عن شىء نريده بحول الله وقوته ويكفينا اخذ امه وابنه وابن بنته )
وبالفعل كما توقع بيبرس ارسل ابغا جيشا الى بلاد الروم بعد رحيل بيبرس عنها وحاول ابغا ارسال جيش خفيف خلف بيبرس يقوم بضربات ضد جيش المسلمين ولكنه فشل لان جيش بيبرس كان قد عبر الحدود ووصل الى بلاد الشام فرجع الجيش الماغولى وانتشر فى بلاد الروم وقتل الكثير من المسلمين هناك انتقاما منهم واعتبر ابغا ان البرواناه قام بتضليله حول الحجم الحقيقى لجيش بيبرس فقتله
لقد كان من نتائج معركة ابلستين نتائج عظيمه منها انتهاء دوله السلاجقه كدوله واصبحت ولايه ماغوليه وتم تسريح جيشها واصبح الجند والامراء الذين تم تسريحهم مصدر ازعاج دائم داخل بلادهم كما كان لقيام الماغول بفرض ضرائب على الاهالى اثره الواضح كما ان قتلى الجيش الماغولى فى المعركه كانت رهيبه لدرجة ان ابغا لما شاهد الجثث انتقم من اهالى البلد اشد انتقام بحجة مساعدتهم لبيبرس وكانت هذه الهزيمه سبب رئيسى فى اضعاف الروح عند الماغول وانهيار حلمهم بمحاولة اقتحام دولة المماليك من ناحية بلاد الشام بعد ما فشلوا فى اقتحامها من ناحية الفرات وبذلك استطاع الظاهر بيبرس من تأمين دولته واثبت لكل اعدائه انه يستطيع الوصول لاى مكان وتحقيق النصر بأذن الله ووضع اسس يسير عليها من سيأتى بعده من السلاطين لان القدر لم يمهله اكمال مهمته حيث توفاه الله فى سنة 676 هجريه
السبت، 21 مايو 2016
انتصارات الظاهر بيبرس فى ارمينيه الصغرى
كان تحالف هيثوم الاول ملك ارمينيه الصغرى مع اسياده الماغول حتى بعد هزيمة عين جالوت احد اهم الاسباب التى جعلت الظاهر بيبرس يقرر الهجوم عليهم بلاضافه الى قطعهم الطريق على التجار القادمين لدولة المماليك التى كانت تبنى اقتصادها اساسا على التجاره فقامت دولة ارمينيه الصغرى بتطويق الطريق البرى الواصل بين اسيا ومصر كمحاوله لاضعاف دولة المماليك اقتصاديا فكانوا يلبسون لبس الماغول ويقطعون الطريق القادمين لبلاد المسلمين فأرسل بيبرس الى حاكم سيس لكى يكف عن تلك الاعمال ولاكن بلا فائده بالاضافه الى ان هيثوم الاول الذى كان فى هدنه مع بيبرس مقابل ان يخرج هيثوم ما عليه من خراج الذى كان احد شروط الهدنه نقض الهدنه ولم يرسل ما كان عليه من خراج فأرسل بيبرس فى سنة 664 هجريه قوه لتأديبه
كما كان استيلاء بيبرس على انطاكيه وقطع الطريق بين هيثوم الاول ملك ارمينيه الصغرى وصهره بوهيمند ملك طرابلس ان اصبحت الدوله المملوكيه مجاوره لارمينيه وكان من الطبيعى ان تحدث احتكاكات بلاضافه على ماقامت به ارمينيه من هجمات على المسلمين اثناء حرب بيبرس على الصليبيين الغربيين فى ساحل الشام فكان الارمن ينتظرون الفرص للهجوم على المسلمين فكان هذه الدوله شوكه فى جنب الدوله المملوكيه فأراد بيبرس اقتلاعها فقرر بيبرس تجهيز حمله لمهاجمة ارمينيه وخرج بنفسه الى دمشق سنة 664 هجريه واسند قيادتها الى الملك المنصور حاكم حماه والامير سيف الدين بن قلاوون فوصلت الحمله الى الدربساك واللتقت بجيش الارمن وانتصر المسلمون وتمكنوا من قتل الامير ثوروس ابن هيثوم واسر الامير ليو ابن هيثوم ايضا وفر الجيش الارمينى وتعقبه جيش المسلمين الى داخل سيس نفسها وخربوها وغنموا منها كثيرا كما اغاروا فى نفس الوقت على قلعة الروم وعلى المصيصه وأذنه واياس وطرسوس ودارت مفاوضات بين هيثوم وبيبرس حول اطلاق سراح الامير ليو فطلب بيبرس مقابل اطلاق سراحه عدد من الحصون كان الارمن اخذوها من المسلمين وهى بهسنا ودربساك ومرزبان ورعبان وشيح الحديد
وظل الارمن متمسكين بحلفهم مع الماغول بعد ان قطع بيبرس الطريق عليهم بينهم وبين بوهيمند بعد استيلاء بيبرس على انطاكيه فلم يتبقى لهم امل غير ماغول فارس لينقذوهم من دولة المماليك فتخلى هيثوم عن العرش لابنه ليو الذى كان اسيرا عند بيبرس واخذه معه الى ايلخان الماغول ابغا يطلب منهم الاعتراف به كملك على ارمينيا الصغرى فبدأ ليو الثالث حياته على العرش يراوده حلم عمل تحالف ماغولى صليبى معه ومع صليبيين الغرب لمواجهة خطر دولة المماليك وقائدها بيبرس فأرسلوا الى ملوك اوروبا ولكن لانشغال اوروبا بمشاكلها الداخليه لم يتم ذلك الحلف فاعتبر بيبرس محاولة ليو لعمل ذلك الحلف عمل عدائى ضده وفى شعبان سنة 673 هجريه خرج بيبرس بقواته من مصر الى دمشق ودخلها فى نهاية شعبان وخرج منها فى رمضان ووصل الى حماه وخرج له حاكما الملك المنصور بقواته فأسند بيبرس اليه قيادة القوات الزاحفه على سيس ومعه الامير سيف الدين بن قلاوون الالفى وبيليك الخازندار وحملوا معهم اخشاب ومعدات المراكب على البغال ليجمعوها هناك حتى يعبروا بها الانهار فعبرت قوات المسلمين جسر المصيصه واستولوا عليها ولحقوا السلطان فى تلك المنطقه ودخلوا سيس وعيدوا فيها فدخل اهل سيس الى قلعتها فأحرقها المسلمون وهدموا قصور التكفور فيها ثم ارسل فرقه من جيشه لمهاجمة الدربند وطرطوس ثم ارسل بيبرس فرقه لمهاجمة ميناء اياس فهرب اهله فى مراكب الى البحر وغرقوا جميعا فدخلها المسلمون وغنموا منها ثم عادوا الى انطاكيه بالغنائم فملائتها الغنائم شرقا وغربا فوزعها السلطان كلها ولم يأخذ شيئا لنفسه
والملاحظ هنا ان بوهيمند لم يهب لنجدة حلفائه وذلك للهزائم المتواليه التى لقيها على يد المسلمين وايضا لان بيبرس عندما استولى على انطاكيه قطع الطريق بين بوهيمند وارمينيه اما ماغول فارس فكانوا مشغولين بمشاكلهم مع القبيله الذهبيه (القبجان ) وايضا لان بيبرس لم يمهلهم او يعطيهم فرصه لانه فى نفس وقت هجومه على ارمينيه ارسل فرقه لمناوشة الماغول عند البيره لاشغالهم عن مساعدة الارمن وبهذا استطاع بيبرس توجيه لطمه قويه لليو الثالث الذى كان يسعى لحلف يواجه به المماليك ولكن بعد تلك الهزائم انطوى على نفسه داخل مملكته المهزومه
وللحديث بقيه باذن الله حيث سنتعرض لحروب بيبرس ضد ابغا ابن هولاكو
الجمعة، 20 مايو 2016
انتصارات وبطولات الظاهر بيبرس على الحمله الصليبيه عام 668 هجريه
كان من نتائج استيلاء الظاهر بيبرس على انطاكيه ان دخل الرعب والفزع قلوب الصليبيين فأسرعت باقى الحصون الصليبيه بالشام الى الاستسلام فأرسل اهل حصن القصير يطلبون الهدنه ويعطون نصف ملكهم لبيبرس وترك اهل حصن الداويه حصنهم وهربوا فاستولى عليه المسلمون وايضا حصن ديركوش وشقيف كفردين وشقيف كفر تلميش واصبحت كلها حصون للمسلمين حتى حصن عكا طلب الصلح وارسلوا الى حاكم صور يطلبون منه التوسط لدى بيبرس ليقبل الصلح ولكن اختلفوا على بعض الشروط فلم تتم الاتفاقيه
وقبل ان نتطرق الى الحمله الصليبيه الاسبانيه على بلاد المسلمين وانتصار بيبرس احب ان اذكر موقفا للظاهر بيبرس جائته امرأه تشكو اليه انها كانت هى وابنتها اسيرتين عند حاكم صور ودفعا الفديه ولما اطلق حاكم صور سراحهما خرج ورائهم اهل صور وأجبروا البنت على العوده الى صور مره اخرى فطالب بيبرس بالفتاه ولكنهم قالوا له انها تنصرت ولن يرجعوها وهنا قام الظاهر بيبرس بمهاجمة صور وانزل بهم اشد الخسائر وصادر ممتلكاتهم عقابا لهم على احتجاز الفتاه تذكرت وانا ابحث فى سيرة هذا البطل ما وصلنا اليه فكم من فتاه مسلمه اختطفت او قتلت فى فلسطين والعراق والشيشان ؟ سواء على يد اعدائنا او على يد جماعات تدعى الجهاد فى سبيل الله وهم لا يقتلون الا المسلمين !! لقد هان علينا ديننا فهونا على انفسنا وعلى العالم كله واصبح ارضنا وعرضنا ودمنا رخيص جدا وكل هذا بسبب بعدنا عن الدين الذى اعزنا الله به فلما تركناه اصبحنا اذلاء فى الارض .
وحتى لانتشعب ونبعد عن موضوعنا الاساسى كان لانتصارات الظاهر بيبرس بالغ الاثر فى الغرب فقامت حمله من مدينة برشلونه فى شهر المحرم عام 668 هجريه متجهه الى عكا لتنطلق منه لمهاجمة المسلمين ولكن بيبرس لما علم بها خرج بجيش صغير جدا من مصر واتجهه الى دمشق وذلك ليظهر انه ليس مستعد للقتال كما قام بخدعه عند وصوله دمشق بأن قام بالخروج للصيد فى مرج برغوث ثم ارسل الى قواده فى حصون الشام يأمرهم بالحضور بقواتهم الى مرج برغوث وبعد ان جمع جيوشه ارسل الى قواده فى عين جالوت وصفد وأمرهم بالاشتباك مع الحمله الصليبيه التى عسكرت خارج عكا وأن يظهروا انهم هم كل جيش المسلمين وان يظهروا الهزيمه امام الصليبيين حتى يتبعهم الصليبيين للكمين الذى اعده لهم بيبرس وبالفعل خرج ورائهم الصليبيين الى ان وصلوا فخرج عليهم جيوش بيبرس وحاصروهم من كل اتجاه وانزلوا بهم خسائر فادحه وقتلوا منهم الكثير من أمرائهم وقوادهم ومنهم اخو الكونت اوليفر وابن اخت ملك ارغونه وبهذا الانتصار يكون بيبرس قد استطاع كبح جماح الصليبيين فى الخارج وفقدوا اى امل فى فرض سيطرتهم على مصر او الشام .
كما قام بيبرس بالاستيلاء على حصن الاكراد الذى كان شديد التحصين وحصن صافيتا التابع للداويه وتل خليفه كما قام بتشديد الخناق على طرابلس وملكها بوهيمند السادس فقام بالاستيلاء على حصن عكار شمال طرابلس ولم يتبقى له الا الاستيلاء على طرابلس نفسها فأرسل رسالة تهديد واستهزاء لملكها بوهيمند قال فيها ( فنعرف كنائسك واسوارك ان المجنقيات تسلم عليها الى حين الاجتماع عن قريب وتعلم فرسانك ان السيوف تقول انها عن الضيافه لاتغيب لان اهل عكار ما سدوا لها جوعا ولا قضت من ريها بدمائهم الوطر وما اطلقوا الا لما عاقبت شرب دمائهم وكيف لا وثلاث ارباع عكار عكر) وبالفعل قرر بيبرس مهاجمة طرابلس ولكن وصول الامير ادوارد الذى اصبح فيما بعد الملك ادوارد الاول ملك انجلترا الى عكا جعل بيبرس يعتقد انها مقدمة حمله صليبيه جديده فقرر قبول الهدنه مع بوهيمند لمدة 10 سنوات
وبهذا انهى بيبرس فصل من جهاده ضد الصليبيين وقرر الاتجاه لمعاقبة الارمن لتحالفه مع الماغول فى اكتساح العراق واسقاط الخلافه العباسيه وتأجيل امر تصفية بقية الامارات الصليبيه الى ان ينتهى من الارمن
وللحديث بقيه ان شاء الله
الخميس، 19 مايو 2016
الظاهر بيبرس يهاجم الصليبيين ويستولى على انطاكيه عام 666 هجريه
ترجع عداوة الظاهر بيبرس للصليبيين الى ايام خدمته للملك الصالح ايوب عندما تحالفوا اكثر من مره مع بعض امراء الايوبيين فى الشام ضد سيده الصالح ايوب فى مصر وزاد من عدائه لهم الحمله الصليبيه التى قام بها القديس لويس على مصر والتى ساهم بيبرس وقتها بنفسه فى عدم نجاحها ولا شك ان هذه الحمله جعلت بيبرس يدرك نوايا الصليبيين فى فرض سيطرتهم على مصر والشام الامر الذى جعله بعد ان اصبح سلطانا للدوله المملوكيه فى مصر والشام يفكر منذ اللحظه الاولى لحكمه فى استأصالهم من بلاد الشام لانه يعلم انه لا سلامه لدولته مع وجودهم فبدأ يخطط بقوه لذلك منذ توليه الحكم .
وفى سنة 658 هجريه بلغه ان 12 مركبا صليبيا وصلت الاسكندريه ونزلوا بالميناء ونهبوا مركب للتجار ثم احرقوه اثناء غياب رئيس الاسطول فى مهمه كلفه بها بيبرس ولما علم بيبرس بذلك اعلن الطوارىء واغلق الحوانيت ليلا ثم اتجه الى دمياط لانه علم ان الصليبيين سيهاجموها ولكن بعد ما علم الصليبيين ان بيبرس قادم اليهم تراجعوا عن مهاجمة دمياط ولكن فى سنة 659 هجريه اغار بيبرس على بلاد انطاكيه وهاجم عساكرها فى البر والبحر ثم عاد محملا بالغنائم واراد بيبرس تأديب بوهيمند امير انطاكيه (حليف الماغول ) فأرسل له جيش بقيادة الامير شمس الدين سنقر الرومى ومعه الملك الاشرف ملك حمص والملك المنصور ملك حماه ونزلوا انطاكيه وهاجموا مينائها واحرقوا مراكبها واخذوا منها الغنائم ثم حاصروا السويداء واستولوا عليها وعاد الجيش منتصر الى القاهره
وهنا نشير الى ان بيبرس استخدم فى البدايه اسلوب الضربات المباغته السريعه لانه لم يكن يأمن شر الماغول فى الشرق ولانه كان يرغب فى ضم حصن الكرك وحصن الشوبك الذين لم يكونا يتبعان الدوله المملوكيه وفعلا قرر ضمهم ولما رأى الصليبيين انشغاله فى ضم الحصنيين حاولوا نقض الهدنه التى بينه وبينهم ولكن بعد ان انتهى بيبرس ونجح من ضم الحصنيين ادرك الصليبيين انه سيلتفت اليهم فأرسلوا اليه يتوسلون له ان تستمر الهدنه ولكنه رفض طلبهم لانه يعلم انه لو سنحت لهم الفرصه سيهاجمونه فعزم على ضربهم وهاجم عكا وأحاط بها من البر وهدم احد ابراجها واخذ منها غنائم
وحاول هيثوم الاول ملك الارمن (حليف الماغول ايضا ) ان يقوم بغاره على مدن الشام ارسل بيبرس اليه جيش بقيادة سنقر الرومى واستطاع جيش المسلمين هزيمة جيش الارمن وعاد بالغنائم واثناء عودة جيش المسلمين اغار ايضا على انطاكيه واخذ منها غنائم كثيره ثم قام بيبرس بمهاجمة قيسريه وضرب اسوارها بالمجنقيات وتسلق جيشه الاسوار واستطاعت المجنقيات ان تفتح ثغرات ف الاسوار واندفع المسلمون داخلها وهرب الصليبيين الى قلعتها فحاصر بيبرس القلعه فاستسلم الصليبيين لبيبرس وسلموه القلعه بما فيها من سلاح وعتاد ثم امر بيبرس بهدم تلك القلعه وارسل سنقر الرومى لهدم قلعه للصليبيين عند الملوحه بالقرب من دمشق ثم هاجم مدينة عثليث ومدينة حيفا التى هرب منها الصليبيين فى المراكب لما علموا بمجىء بيبيرس اليهم فدخلها المسلمون وهدموا قلعتها ثم توجهه الى مدينة ارسوف ودخلوها بعد ان احرقوا ابوابها ودخل المسلمين قلعتها ورفعوا الرايات الاسلاميه عليها ولما سمع بوهيمند السادس امير انطاكيه عن تلك الانتصارات علم ان الدور القادم عليه لا محاله فحاول ان يهاجم حمص ولكن حاكم حمص صد هجومه وهزمه شر هزيمه وفر بوهيمند اما جيش حمص فشجع ذلك الانتصار بيبرس على تحقيق مزيد من الانتصارات على الصليبيين فى ساحل الشام فأغار على حصن الاكراد واستولى على قلعة عرقه والقليعات وهدموها بعد اخذ الغنائم منها ثم بعث فرقه من جيشه الى صور فهاجموها واخذوا منها الغنائم ثم ارسل فرقه الى صيدا فهاجموها وغنموا منها ايضا اما بيبرس فأغار على عكا وارسل قوه عسكريه الى صفد ونقب اسوارها ودارت معارك طاحنه فيها جعلت الصليبيين يستسلمون لجيش المسلمين وطلبوا الامان لكن بيبرس اشترط عليهم ان يخرجوا بدون سلاح او نقود وان يفتشهم المسلمون ولكن الصليبيين نقضوا العهد وأرادوا ان يخرجوا اسلحه ونقود وبعض اسرى المسلمين سرا فكشفهم المسلمون واعتبر بيبرس ذلك نقدا للعهد قتلهم جميعا ماعدا اثنين واحد منهم اعلن اسلامه وبقى فى خدمة بيبرس والثانى تركه بيبرس يذهب الى عكا ليخبرهم بما رأه كنوع من الحرب النفسيه وهكذا اعاد بيبرس صفد الى المسلمون وبنى قلعتا وعمرها واتخذها نقطه لانطلاقه فى مهاجمة الصليبيين وفعل ذلك ايضا فى قيساريه وارسوف وجعلهم قواعد له واستولى فى نفس السنه على هونين وتبنين والرمله وعمرهم وبعد كا تلك الانتصارات طلب الاستباريه الصلح فوافق بيبرس ووضع شروط منها انه يحق له فسخ الهدنه وقتما شاء وعليه اخبارهم فقط وهكذا اصبح جيش المسلمين مصدر رعب للصليبيين واصبح بيبرس ينتظر اى خطأ منهم لمعاقبتهم بدليل ان الصليبيين لما هاجموا الشقيف خرج لهم من صفد الى عكا ولم يشعر به الصليبيين الا وهو عند ابواب عكا وهاجمها وانزل بهم خسائر جسيمه وهدم ابنيتها وردم ابارها وقطع اشجارها عقابا لهم على مهاجمتهم للشقيف
وامام كل تلك الانتصارات بدأ الصليبيين بارسال رسلهم الى بيبرس يطلبون الصلح ولكن بيبرس بذكاء شديد لم يرفض طلباتهم كلهم ولم يقبل طلباتهم كلهم حتى لا يتكتلوا ضده وحتى يحدث فرقه بينهم ويستطيع بعدذلك القضاء عليهم واحده تلو الاخرى وفعلا بدأ بمناوشة بوهيمند واغار على طرابلس ولكن بوهيمند لم يقاوم فقرر بيبرس الاستيلاء على انطاكيه التى كانت من احصن مدن الشام فحاصرها 3 ايام ولما رفض الصليبيين الاستسلام هاجمها بيبرس واستولى على قلعتها وارسل الى بوهيمند اميرها الذى كان فى طرابلس رسالة تهكم واستهزاء
وباستيلاء بيبرس على انطاكيه يكون قد حقق اعظم نصر للمسلمين على الصليبيين منذ انتصار صلاح الدين فى حطين وعمت الفرحه بلاد المسلمين وعلى العكس عم الحزن والفزع عند الصليبيين
وللحديث بقيه بأذن الله مع امجاد جديده
الأربعاء، 18 مايو 2016
جهاد الظاهر بيبرس ضد التحالف الماغولى الصليبيى
كان الصليبيين الغربيين فى بلاد الشام قد التزموا الحياد تجاه الحرب الماغوليه على البلاد الاسلاميه وذلك للاسباب الاتيه :-
اولا لانه عندما اجتاح الماغول اوروبا الشرقيه حتى وصلوا الى حدود المانيا ادرك الصليبيون خطورة الماغول فحاول البابا جريجورى التاسع عمل تكتل صليبى لمواجهة الماغول ولكنه فشل بسبب خلافاته مع امبراطور المانيا كما اكتفى الانجليز بالتعاطف فأخذت تلك الحركه اتجاها اخر وهو محاولة التحالف مع الماغول لعمل حلف ماغولى صليبى ضد المسلمين عدوهم المشترك ولابعاد خطر الماغول عن اوروبا ولكن الماغول طالبوا بضرورة اعتراف امراء الصليبيين بسلطان الماغول عليهم وحدثت مراسلات كثيره من الصليبيين والماغول لاقامة ذلك الحلف ولكنها فشلت بسبب تعنت الماغول ومطالبتهم باعتراف الصليبيين فى اوروبا بتبعيتهم للخان الاعظم وبهذا فشلت مساعى الصليبيين فى اوروبا بانشاء حلف ماغولى صليبى
اما بالنسبه للصليبيين الغربيين فى بلاد الشام فبرغم انضمام اخوانهم المسيحيين الشرقيين من ارمن ونساطره الى صفوف الماغول الا انهم التزموا الحياد وذلك لخوفهم من المجهول الماغولى الذى لايحترم معاهدات وخصوصا بعد ما اغار الماغول على مدينة صيدا ونهبوها .
كل ذلك كان قبل معركة عين جالوت اما بعد معركة عين جالوت دخل الرعب فى قلوبهم من المسلمين ومن ان يتحول جهاد المسلمين من الجهاد ضد الماغول الى الجهاد ضدهم فأرادوا انهاك المسلمين والماغول معا فى حروب تظل مشتعله فأخذوا يحرضون الماغول على قتال المسلمين فاستجاب لهم الماغول وقاموا بمهاجمة مدينة البيره ولكن عندما علم التتار بتحرك جيش المسلمين ناحيتهم فروا من البيره حتى قبل ان يصلها جيش المسلمين ولكن الصليبيون بعد فرار الماغول من البيره ارسلوا الى السلطان بيبرس قسطلان يافا ليكون واسطة الصلح بينهم وبين السلطان بيبرس فقال له بيبرس ان كان هذا من عندك فلا اقبله وان كان هذا من ملوك الفرنجه اخبرنى فرد عليه قسطلان يافا قائلا بل هو سؤال ملوك الفرنجه فقال له بيبرس هؤلاء لهم عندى ذنوب كثيره منها كتاباتهم الى التتار بقصد بلادى ولى ولهم حديث .
اما من ناحية بيبرس فكان له من الدهاء ما يجعله يضرب ذلك التقارب الصليبى الماغولى فقام بالاتصال ببركه خان زعيم الماغول القبجان (او القبيله الذهبيه ) الذى اعتنق الاسلام واشتهر بعدائه لهولاكو فقال له بيبرس انك اعتنقت الاسلام وجهاد الكفار واجب عليك (يقصد هولاكو ) فرد عليه بركه خان قائلا انك تعلم انى محب لهذا الدين وهولاكو اعتدى على المسلمين واستولى على بلادهم وقد رئيت ان تقصده من جهتك واقصده من جهتى ونصدمه صدمه واحده فنقتله او نطرده من البلاد التى استولى عليها .
وبذلك استطاع بيبرس ان يشغل هولاكو بحروب مع بركه خان حتى يبعد تفكيره عن اى تحالف مه الصليبيين فى الشام كما ادى الصراع بين بركه خان وهولاكو لهروب جماعات كبيره من الماغول الى مصر والشام فأصدر بيبرس اوامره بحسن معاملتهم
ومن جهه اخرى قام بيبرس بالتحالف مع الامبراطور البيزنطى ميخائيل باليولخس وارسل الامبراطور البيزنطى كتاب الى بيبرس يقسم فيه انه لو احتاجت سلطنة الملك الظاهر الى مساعدته ساعدته بكل ما تقدر سلطتى عليه وذلك حتى يقوم بيبرس بأبعاد أذى حليفه بركه خان عن الامبراطور البيزنطى
وهكذا استطاع بيبرس بذكاء ان يشغل هولاكو بحربه ضد بركه خان ويكون بحلفه مع بركه خان اجبر الامبراطور البيزنطى على التحالف معه حتى لايتصل به الصليبيين الغربيين فى الشام ويتحالفوا معه ضد سلطنة بيبرس ويمنع عنهم اى مساعدات خارجيه
وللحديث بقيه بأذن الله حيث سنتعرض الى حروب الظاهر بيبرس
الثلاثاء، 17 مايو 2016
التحديات التى واجهت الظاهر بيبرس فى بداية حكمه
برغم من النجاح الذى حققه الظاهر بيبرس وشجاعته فى صد الماغول تحت لواء المظفر قطز الا ان بداية حكمه لم تكن مستقره نظرا لاستياء بعض الامراء بسبب قتله للسلطان قطز فقامت ضده ثورتان فى عام واحد تقريبا الاولى بدمشق قام بها علم الدين سنجر الحلبى الذى كان قطز قد ولاه عليها فأعلن نفسه سلطانا على دمشق وتلقب بالملك المجاهد وبدأ فى تحصين دمشق استعدادا لمواجهة بيبرس كما حاول استمالة الملك المنصور حاكم حماه والملك الاشرف موسى حاكم حمص ولكنهم رفضوا الاستجابه له ولم تفلح محاولات بيبرس السلميه بأقناعه بالرجوع عن ثورته فأرسل له بيبرس جيشا قويا استطاع ان يخمد ثورته وأتوا به مكبلا الى القاهره .
اما الثوره الثانيه فكانت بالقاهره وتزعمها رجل شيعى عرف بالكورانى حيث اتفق مع اتباعه على تنظيم ثوره شيعيه تحل مكان الحكم السنى فقام هؤلاء الثوار ليلا فى شوارع القاهره بنهب حوانيت السلاح واصطبلات الخيول واستولوا عليها بهدف استخدامها ضد قوات بيبرس ولكن جيش بيبرس حاصرهم وقبض على امرائهم وامر بيبرس بصلب الكورانى وامراء ثورته على باب زويله . وبذلك استطاع بيبرس القضاء على ثورتين كادوا ان يهددوا اركان دولته وقد كان هاتين الثورتين سببا مهما لكى يفكر بيبرس فى احياء الخلافه العباسيه مره اخرى لتضيف الى حكمه الشرعيه السياسيه والروحيه وعندما سمع بوصول الامير ابوالقاسم احمد بن الخليفه الظاهر الى دمشق بعث الى نوابه بدمشق يطلب ارساله للقاهره وخرج فى استقباله فى احتفال شعبى ورسمى هائل وبايعه على الخلافه وبايعه الامراء والشيوخ ومنهم العز بن عبد السلام والقضاه والعامه ولقب بالخليفه المستنصر بالله ثم قام الخليفه بتعيين بيبرس سلطانا للبلاد وهكذا تم لبيبرس ما أراد واصبح حكمه شرعيا ثم اراد بيبرس ان يعيده الى بغداد وخرج معه الى دمشق ويبدوا انه حدثت وشايه بأن الخليفه ربما ينازعه الملك فتركه بيبرس واعطاه ثلاثمائة فارس ذهب بهم الخليفه الى حدود العراق وهناك التقى بمنافسه على الخلافه ابى العباس احمد واتفقا معا على احياء الخلافه فتنازل المستنصر لابى العباس عن الخلافه بصفته الاكبر سنا وعسكروا بالقرب من الانبار وهناك التقوا بقوات الماغول ونشبت معركه وانتهت بهزيمة العباسيين وموت المستنصر ونجاة ابى العباس احمد ولما علم بيبرس باستشهاد المستنصر ارسل الى ابى العباس واستدعاه الى مصر واقام له نفس المراسم وتم مبايعته خليفه ولقب بالحاكم بأمر الله ولكن هذه المره بقى بالاراضى المصريه واصبحت القاهره مركزا للسلطنه والخلافه معا مما يساعد بيبرس على توسيع حكمه لان الخليفه معه وهو سلطه روحيه تساعد بيبرس فى سلطته السياسيه وظلت الخلافه العباسيه بالقاهره ولكن لا دخل لها بسياسة البلاد فكانت مجرد اسم ورمز فقط .
اما من جهة الصليبيين فبعد انتصار المسلمين على الماغول اصبحوا يدركون ان دورهم قادم لا محاله فسارعوا الى التقرب الى الظاهر بيبرس ولكنه خيب املهم وذكرهم بمؤامراتهم ضد المسلمين ولكن قام فى اتجاه اخر بعقد معاهدات مع الامبراطور البيزنطى ميخائيل باليولوخس وبركه خان زعيم القبجان وسلاطين سلاجقة الروم بأسيا الصغرى وارسل الى هوهنشاوفن صاحب الامبراطوريه الرومانيه الغربيه لتوطيد العلاقات بينهما وذلك لفرض عزله على الصليبيين بالشام وحرمانهم من اى امدادات خارجيه من الشرق والغرب
وللحديث بقيه بأذن الله حيث سنتعرض لحروب الظاهر بيبرس ضد الصليبيين
الماغول بعد موت قطز
بعد مقتل المظفر قطز اعتلى بيبرس قمة السلطه المملوكيه واختار لنفسه لقب الظاهر ويبدو ان الماغول توقعوا حدوث انقسام داخل دولة المماليك فأخذوا يتجمعون لاحتلال الشام مره اخرى فتجمع الماغول الذين كانوا بحران وباقى مدن اقليم الجزيره مع من تبقى من عين جالوت واتجهوا نحو البيره وهنا ادرك حاكم حلب الملك السعيد بن بدرالدين لؤلؤ خطورة الموقف فأرسل قوه لمساعدة اهل البيره ولكن هذه القوه بائت بالفشل فاتجه التتار الى حلب واستطاعوا اقتحامها بقيادة القائد الماغولى بايدر واضطر المسلمون بقيادة حسام الدين الجوكندار الى التراجع والتظاهر بالضعف امام الماغول لسحبهم وتوسيع الرقعه عليهم وليعطى نفسه فرصه لجمع اكبر قدر من قوات المسلمين فاتجه الى حماه ثم الى حمص وهناك استطاع تنظيم صفوفه ودارت بينه وبين الماغول معركه كبيره فى محرم سنة 659 هجريه فدارت المعركه عند قبر خالد بن الوليد بالقرب من الرستن وانتصر المسلمون وفر بايدر من المعركه وطاردتهم قوات المسلمين ثم حاولوا الاتجاه لحلب وحصارها وتمكنوا من حصارها لفتره ولكن بيبرس بعد ان تمكن من تثبيت عرشه ارسل جيشا كبيرا لطرد الماغول من الشام ولما سمع الماغول ذلك دخل الرعب فى قلوبهم (سبحان الله كانت البلاد يصيبها الهلع من اسم التتار فأصبح التتار يصيبهم الرعب من جيوش المسلمين ) فهربوا باتجاه الشرق وتم تطهير الشام مره اخرى من الماغول .
وكان لعين جالوت نتائج عظيمه ليس لمصر او العرب او المسلمين فقط وانما للعالم كله واوربا تحديدا حيث ان لو استطاع الماغول الاستيلاء على مصر لدخلوا شمال افريقيا ثم الى جبل طارق ومنها الى اوروبا وللعلم فانها كانت ستكون دمار على اوروبا نظرا لان الماغول لاحضاره لهم فهم رعاه يعشقون سفك الدماء والدمار فالخراب كان سيعم اوروبا ولكن مصر وقفت حائلا امام دمار كثير من شعوب الارض .
اما بالنسبه للماليك بانتصارهم اثبتوا انهم الاحق بالسلطه من الامراء الايوبيين حيث ان الامراء الايوبيين كانوا يرون ان المماليك اغتصبوا حق اسيادهم الايوبيين فى السلطه ولكن بعد عين جالوت خضع الايوبيين للماليك ونسى الناس اصلهم الغير حر وتذكروا انهم خلصوهم من خطر الماغول وايضا تذكروا الموقف المشين لبعض امراء البيت الايوبى الذين قاتلوا ضد المسلمين فى عين جالوت وتحالفوا مع الماغول .
اما بالنسبه للعالم الاسلامى فأن عين جالوت انقذت العالم الاسلامى لانه لو استطاع القائد الماغولى كيتوبوقا اجتياز مصر لما بقى قوه اسلاميه تستطيع مواجهة الماغول وليس الماغول وحدهم بل تحالفت معهم قوى اخرى ضد الاسلام واصبح ميل الماغول واضحا للمسيحيين على حساب المسلمين حتى ان بلاد العراق وايران اكبر معاقل المسلمين لموجهة الصليبيين بعد سقوط بغداد اصبح بها بلاط حكم ماغولى شديد التعاطف مع المسيحيين وبلاد الشام بعد سقوطها اصبحت مقسمه بين الماغول والصليبيين . وهكذا بانتصار المماليك فى عين جالوت توحدت مصر والشام تحت حكمهم وانقذوا العالم الاسلامى واوروبا من خطر كان لايمكن لملوك اوروبا فى ذلك الوقت صده عن بلادهم خاصة وانها لن تكون بين حضارتين ولكنها ستكون مواجهه ضد شعب بدائى بربرى يعشق الدمار وسفك الدماء
وللحديث بقيه بأذن الله
الاثنين، 16 مايو 2016
سقوط دوله خوارزم شاة الإسلامية
بسم الله الرحمن الرحيم
بدايه تهديد المغول :
سقوط دوله خوارزم شاة الإسلامية ؛
خوارزم هي مركز عائلة خوارزم شاه، وبها تجمع ضخم جداً من المسلمين، وحصونها من أشد حصون المسلمين بأساً وقوة، وهي تقع الآن على الحدود بين أوزبكستان وتركمنستان، وتقع مباشرة على نهر جيحون، وكانت تمثل للمسلمين قيمة اقتصادية واستراتيجية وسياسية كبيرة..
ولأهمية هذه البلدة فقد وجه إليها جنكيزخان أعظم جيوشه وأكبرها، وقد قام هذا الجيش بحصار المدينة لمدة خمسة أشهر كاملة دون أن يستطيع فتحها، فطلبوا المدد من جنكيزخان، فأمدهم بخلق كثير، وزحفوا على البلد زحفاً متتابعاً، وضغطوا عليه من أكثر من موضع حتى استطاعوا أن يحدثوا ثغرة في الأسوار، ثم دخلوا إلى المدينة، ودار قتال رهيب بين التتار والمسلمين، وفني من الفريقين عدد كبير جداً، إلا أن السيطرة الميدانية كانت للتتار، ثم تدفقت جموع جديدة من التتار على المدينة، وحلت الهزيمة الساحقة بالمسلمين، ودار القتل على أشده فيهم، وبدأ المسلمون في الهروب والاختفاء في السراديب والخنادق والديار، فقام التتار بعمل بشع إذ قاموا بهدم سد ضخم كان مبنياً على نهر جيحون، وكان يمنع الماء عن المدينة، وبذلك أطلقوا الماء الغزير على خوارزم، فأغرق المدينة بكاملها.. ودخل الماء في كل السراديب والخنادق والديار، وتهدمت ديار المدينة بفعل الطوفان الهائل، ولم يسلم من المدينة أحد البتة!! فمن نجا من القتل قتل تحت الهدم أو أغرق بالماء، وأصبحت المدينة العظيمة خراباً، وتركها التتار وقد اختفت من على وجه الأرض وأصبح مكانها ماء نهر جيحون، ومن مر على المدينة الضخمة بعد ذلك لا يستطيع أن يرى أثراً لحياة سابقة.. وهذا لم يسمع بمثله في قديم الزمان وحديثه، اللهم ما حدث مع قوم نوح، ونعوذ بالله من الخذلان بعد النصر، ولا حول ولا قوة إلا بالله..
وكانت هذه الأحداث الدامية أيضاً في عام 617هـ !!
التتار يتوجهون إلى وسط وجنوب أفغانستان
بتدمير إقليمي خراسان وخوارزم يكون التتار قد سيطروا على المناطق الشمالية ومناطق الوسط من دولة خوارزم الكبرى، ووصلوا في تقدمهم إلى الغرب إلى قريب من نهاية هذه الدولة (على حدود العراق)، ولكنهم لم يقتربوا بعد من جنوب دولة خوارزم.. وجنوب دولة خوارزم كانت تحت سيطرة "جلال الدين بن محمد بن خوارزم شاه"، وهو ابن الزعيم الخوارزمي الكبير محمد بن خوارزم، والذي فر منذ شهور قليلة أمام التتار.. وهرب إلى جزيرة ببحر قزوين حيث مات هناك..
وجنوب دولة خوارزم كان يشمل وسط وجنوب أفغانستان وباكستان، وكان يفصل بينه وبين الهند نهر السند، وكان جلال الدين -زعيم الجنوب- يتخذ من مدينة "غزنة" مقراً له (مدينة غزنة في أفغانستان الآن، وتقع على بعد حوالي مائة وخمسين كم جنوب مدينة كابول، وهي مدينة حصينة تقع في وسط جبال باروبا ميزوس الأفغانية)..
ولما انتهى جنكيزخان من أمر الزعيم الرئيسي للبلاد "محمد بن خوارزم شاه" وأسقط دولته، بدأ يفكر في غزو وسط أفغانستان وجنوبها لقتال الابن "جلال الدين"، فوجه إلى "غزنة" جيشاً كثيفاً من التتار.. انظر خريطة الدولة الخوارزمية والغزو المغولي
معركة غزنة
كان جلال الدين قد جاءته أخبار الغزو المغولي الرهيب لمناطق الشمال والوسط من الدولة الخوارزمية، وبلغه ما حدث لأبيه، وكيف مات في جزيرة ببحر قزوين، وأصبح هو الآن الزعيم الشرعي للبلاد، ومن ثم عظمت مسئوليته جدًا, فبدأ يعد العدة لقتال التتار، وجمع جيشاً كبيراً من بلاده، وانضم إليه أحد ملوك الأتراك المسلمين اسمه "سيف الدين بغراق", وكان شجاعاً مقداماً صاحب رأي ومكيدة في الحروب، وكان معه ثلاثون ألف مقاتل، ثم انضم إليه أيضاً ستون ألفاً من الجنود الخوارزمية الذين فروا من المدن المختلفة في وسط وشمال دولة خوارزم بعد سقوطها، كما انضم إليه أيضاً "ملك خان" أمير مدينة هراة بفرقة من جيشه، وذلك بعد أن أسقط جنكيزخان مدينته.. وبذلك بلغ جيش جلال الدين عدداً كبيراً، ثم خرج جلال الدين بجيشه إلى منطقة بجوار مدينة غزنة تدعى "بلق"، وهي منطقة وعرة وسط الجبال العظيمة.. وانتظر جيش التتار في هذا المكان الحصين، ثم جاء جيش التتار!..
دارت بين قوات جلال الدين المتحدة وقوات التتار معركة من أشرس المواقع في هذه المنطقة.. وقاتل المسلمون قتال المستميت.. فهذه أطراف المملكة الخوارزمية، ولو حدثت هزيمة فليس بعدها أملاك لها، وكان لحمية المسلمين وصعوبة الطبيعة الصخرية والجبلية للمنطقة، وكثرة أعداد المسلمين، وشجاعة الفرقة التركية بقيادة سيف الدين بغراق، والقيادة الميدانية لجلال الدين... كان لكل ذلك أثر واضح في ثبات المسلمين أمام جحافل التتار..
واستمرت الموقعة الرهيبة ثلاثة أيام..
ثم أنزل الله نصره على المسلمين.. وانهزم التتار للمرة الأولى في بلاد المسلمين!! وكثر فيهم القتل، وفر الباقون منهم إلى ملكهم جنكيزخان، والذي كان يتمركز في "الطالقان" في شمال شرق أفغانستان..
وارتفعت معنويات المسلمين جداً.. فقد وقر في قلوب الكثيرين قبل هذه الموقعة أن التتار لا يهزمون، ولكن ها هو اتحاد الجيوش الإسلامية في غزنة يؤتي ثماره.. لقد اتحدت في هذه الموقعة جيوش جلال الدين، مع بقايا جيوش أبيه محمد بن خوارزم شاه، مع الفرقة التركية بقيادة "سيف الدين بغراق"، مع "ملك خان" أمير هراة.. واختار المسلمون مكاناً مناسباً وأخذوا بالأسباب المتاحة.. فكان النصر..
معركة كابل
اطمأن جلال الدين إلى جيشه، فأرسل إلى جنكيزخان في الطالقان يدعوه إلى قتال جديد، وشعر جنكيزخان بالقلق لأول مرة، فجهز جيشاً أكبر، وأرسله مع أحد أبنائه لقتال المسلمين، وتجهز الجيش المسلم، والتقى الجيشان في مدينة "كابول" الأفغانية..
ومدينة كابول مدينة إسلامية حصينة تحاط من كل جهاتها تقريباً بالجبال؛ فشمالها جبال هندوكوش الشاهقة، وغربها جبال باروبا ميزوس، وجنوبها وشرقها جبال سليمان..
ودارت موقعة كابول الكبيرة.. وكان القتال عنيفاً جداً.. أشد ضراوة من موقعة غزنة.. وثبت المسلمون، وحققوا نصراً غالياً على التتار، بل وأنقذوا عشرات الآلاف من الأسرى المسلمين من يد التتار.
وفوق ارتفاع المعنويات، وقتل عدد كبير من جنود التتار، وإنقاذ الأسرى المسلمين، فقد أخذ المسلمون غنائم كثيرة نفيسة من جيش التتار، ولكن سبحان الله، بدلاً من أن تكون هذه نعمة على جيش المسلمين، أصبحت هذه الغنائم نقمة شديدة وهلكة محققة!!..
قعن عمرو بن عوف قال: قال رسول الله :".. فَوَاللَّهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ. وَلَكِنِّى أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ"[1].
الاختلاف في جيش جلال الدين
لقد كانت قلوب المسلمين في هذه الحقبة من الزمان مريضة بمرض الدنيا العضال، إلا ما رحم الله .. لقد كانت حروبهم حروبًا مادية قومية.. حروب مصالح وأهواء.. ولم تكن في سبيل الله.. لقد كان انتصارهم مرة وثانية لحب البقاء، والرغبة في الملك، والخوف من الأسر أو القتل.. فكانت لهم جولة أو جولتان.. لكن ظهرت خبايا النفوس عند كثرة الأموال والغنائم..
لقد وقع المسلمون في الفتنة!!..
اختلف المسلمون على تقسيم الغنيمة!!..
قام "سيف الدين بغراق" أمير الترك، وقام أمير آخر هو "ملك خان" أمير مدينة هراة.. قام كل منهما يطلب نصيبه في الغنائم.. فحدث الاختلاف.. وارتفعت الأصوات.. ثم بعد ذلك ارتفعت السيوف!!..
نعم.. ارتفعت السيوف ليتقاتل المسلمون على تقسيم الغنيمة.. وجيوش التتار ما زالت تملأ معظم مدن المسلمين!!..
وسقط من المسلمين قتلى على أيدي المسلمين.. وكان ممن سقط أخ لسيف الدين بغراق، فغضب سيف الدين بغراق وقرر الانسحاب من جيش جلال الدين ومعه الثلاثون ألف مقاتل الذين كانوا تحت قيادته!! وحدث ارتباك كبير في جيش المسلمين، وحاول جلال الدين أن يحل المشكلة، وأسرع إلى سيف الدين بغراق يرجوه أن يعود إلى صف المسلمين؛ فالمسلمون في حاجة إلى كل جندي وإلى كل طاقة وإلى كل رأي، فوق أن هذا الانسحاب سيؤثر على معنويات المجموعة الباقية؛ لأن الفرقة التركية كانت من أمهر فرق المسلمين.. ولكن سيف الدين بغراق أصر على الانسحاب، فاستعطفه جلال الدين بكل طريق، وسار بنفسه إليه وذكره بالجهاد، وخوفه من الله تعالى.. لكن سيف الدين بغراق لم يتذكر وانسحب فعلاً بجيشه!!
المواجهة بين جنكيز خان وجلال الدين
انكسر جيش المسلمين انكساراً هائلاً.. لقد انكسر مادياً، وكذلك انكسر معنوياً!!..
ولم يفلح المسلمون في استثمار النصر الغالي الذي حققوه في غزنة وكابول..
فعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله : "إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بني إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ"[2].
لم يدرك المسلمون في هذه الآونة حقيقة الدنيا، وأنها دار استخلاف واختبار وامتحان، وليست دار قرار وبقاء وخلود.. نسي المسلمون امتحان ربهم، ولم يستعدوا له..
نسي المسلمون التحذير النبوي الخطير.. "فاتقوا الدنيا".. فسقط المسلمون سقطة هائلة..
وبينما هم كذلك إذ جاء جنكيزخان بنفسه على رأس جيوشه ليرى هذا المسلم الذي انتصر عليه مرتين.. ودب الرعب والهلع في جيش المسلمين.. فقد قلت أعدادهم وتحطمت معنوياتهم.. ورأى جلال الدين أن جيشه قد ضعف جداً.. فماذا فعل؟!
لقد أخذ جيشه وبدأ يتجه جنوباً للهروب من جيش جنكيزخان، أو على الأقل لتجنب الحرب في هذه الظروف..
ولكن جنكيزخان كان مصراً على اللقاء فأسرع خلف جلال الدين!!..
وبدأ جلال الدين يفعل مثلما فعل أبوه من قبل..!! لقد بدأ ينتقل من مدينة إلى مدينة متوجهاً إلى الجنوب، حتى وصل إلى حدود باكستان الآن فاخترقها، ثم تعمق أكثر حتى اخترق كل باكستان ووصل إلى نهر السند، الذي يفصل في ذلك الوقت بين باكستان وبين الهند.. فأراد جلال الدين أن يعبر بجيشه نهر السند ليفر إلى الهند، مع أن علاقاته مع ملوك الهند المسلمين لم تكن على ما يرام.. ولكنه وجد ذلك أفضل من لقاء جنكيزخان !!..
وعند نهر السند فوجئ جلال الدين وجيشه بعدم وجود السفن لنقلهم عبر النهر الواسع إلى الناحية الأخرى، فطلبوا سفناً من مكان بعيد، وبينما هم ينتظرون السفن إذ طلع عليهم جيش جنكيزخان !!..
ولم يكن هناك بد من القتال، فنهر السند من خلفهم، وجنكيزخان من أمامهم، ودارت موقعة رهيبة بكل معاني الكلمة.. حتى إن المشاهدين لها قالوا: إن كل ما مضى من الحروب كان لعباً بالنسبة إلى هذا القتال.. واستمر اللقاء الدامي ثلاثة أيام متصلة.. واستحر القتل في الفريقين، وكان ممن قتل في صفوف المسلمين الأمير ملك خان، والذي كان قد تصارع من قبل مع سيف الدين بغراق على الغنائم.. وها هو لم يظفر من الدنيا بشيء، بل ها هي الدنيا قد قتلته، ولم يتجاوز لحظة موته بدقيقة واحدة.. ولكن شتان بين من يموت وهو ناصر للمسلمين بكل طاقته، ومن يموت وقد تسبب بصراعه في فتنة أدت إلى هزيمةٍ مُرة..
وفي اليوم الرابع انفصلت الجيوش لكثرة القتل، وبدأ كل طرف يعيد حساباته، ويرتب أوراقه، ويضمد جراحه، ويعد عدته.. وبينما هم في هذه الهدنة المؤقتة جداً جاءت السفن إلى نهر السند، ولم يضيع جلال الدين الوقت في تفكير طويل، بل أخذ القرار السريع الحاسم وهو: "الهروب!!.." وقفز الزعيم المسلم إلى السفينة، ومعه خاصته ومقربوه، وعبروا نهر السند إلى بلاد الهند، وتركوا التتار على الناحية الغربية من نهر السند..
مجهود الصديق احمد بركات لتاريخ وامجاد
بدايه تهديد المغول :
سقوط دوله خوارزم شاة الإسلامية ؛
خوارزم هي مركز عائلة خوارزم شاه، وبها تجمع ضخم جداً من المسلمين، وحصونها من أشد حصون المسلمين بأساً وقوة، وهي تقع الآن على الحدود بين أوزبكستان وتركمنستان، وتقع مباشرة على نهر جيحون، وكانت تمثل للمسلمين قيمة اقتصادية واستراتيجية وسياسية كبيرة..
ولأهمية هذه البلدة فقد وجه إليها جنكيزخان أعظم جيوشه وأكبرها، وقد قام هذا الجيش بحصار المدينة لمدة خمسة أشهر كاملة دون أن يستطيع فتحها، فطلبوا المدد من جنكيزخان، فأمدهم بخلق كثير، وزحفوا على البلد زحفاً متتابعاً، وضغطوا عليه من أكثر من موضع حتى استطاعوا أن يحدثوا ثغرة في الأسوار، ثم دخلوا إلى المدينة، ودار قتال رهيب بين التتار والمسلمين، وفني من الفريقين عدد كبير جداً، إلا أن السيطرة الميدانية كانت للتتار، ثم تدفقت جموع جديدة من التتار على المدينة، وحلت الهزيمة الساحقة بالمسلمين، ودار القتل على أشده فيهم، وبدأ المسلمون في الهروب والاختفاء في السراديب والخنادق والديار، فقام التتار بعمل بشع إذ قاموا بهدم سد ضخم كان مبنياً على نهر جيحون، وكان يمنع الماء عن المدينة، وبذلك أطلقوا الماء الغزير على خوارزم، فأغرق المدينة بكاملها.. ودخل الماء في كل السراديب والخنادق والديار، وتهدمت ديار المدينة بفعل الطوفان الهائل، ولم يسلم من المدينة أحد البتة!! فمن نجا من القتل قتل تحت الهدم أو أغرق بالماء، وأصبحت المدينة العظيمة خراباً، وتركها التتار وقد اختفت من على وجه الأرض وأصبح مكانها ماء نهر جيحون، ومن مر على المدينة الضخمة بعد ذلك لا يستطيع أن يرى أثراً لحياة سابقة.. وهذا لم يسمع بمثله في قديم الزمان وحديثه، اللهم ما حدث مع قوم نوح، ونعوذ بالله من الخذلان بعد النصر، ولا حول ولا قوة إلا بالله..
وكانت هذه الأحداث الدامية أيضاً في عام 617هـ !!
التتار يتوجهون إلى وسط وجنوب أفغانستان
بتدمير إقليمي خراسان وخوارزم يكون التتار قد سيطروا على المناطق الشمالية ومناطق الوسط من دولة خوارزم الكبرى، ووصلوا في تقدمهم إلى الغرب إلى قريب من نهاية هذه الدولة (على حدود العراق)، ولكنهم لم يقتربوا بعد من جنوب دولة خوارزم.. وجنوب دولة خوارزم كانت تحت سيطرة "جلال الدين بن محمد بن خوارزم شاه"، وهو ابن الزعيم الخوارزمي الكبير محمد بن خوارزم، والذي فر منذ شهور قليلة أمام التتار.. وهرب إلى جزيرة ببحر قزوين حيث مات هناك..
وجنوب دولة خوارزم كان يشمل وسط وجنوب أفغانستان وباكستان، وكان يفصل بينه وبين الهند نهر السند، وكان جلال الدين -زعيم الجنوب- يتخذ من مدينة "غزنة" مقراً له (مدينة غزنة في أفغانستان الآن، وتقع على بعد حوالي مائة وخمسين كم جنوب مدينة كابول، وهي مدينة حصينة تقع في وسط جبال باروبا ميزوس الأفغانية)..
ولما انتهى جنكيزخان من أمر الزعيم الرئيسي للبلاد "محمد بن خوارزم شاه" وأسقط دولته، بدأ يفكر في غزو وسط أفغانستان وجنوبها لقتال الابن "جلال الدين"، فوجه إلى "غزنة" جيشاً كثيفاً من التتار.. انظر خريطة الدولة الخوارزمية والغزو المغولي
معركة غزنة
كان جلال الدين قد جاءته أخبار الغزو المغولي الرهيب لمناطق الشمال والوسط من الدولة الخوارزمية، وبلغه ما حدث لأبيه، وكيف مات في جزيرة ببحر قزوين، وأصبح هو الآن الزعيم الشرعي للبلاد، ومن ثم عظمت مسئوليته جدًا, فبدأ يعد العدة لقتال التتار، وجمع جيشاً كبيراً من بلاده، وانضم إليه أحد ملوك الأتراك المسلمين اسمه "سيف الدين بغراق", وكان شجاعاً مقداماً صاحب رأي ومكيدة في الحروب، وكان معه ثلاثون ألف مقاتل، ثم انضم إليه أيضاً ستون ألفاً من الجنود الخوارزمية الذين فروا من المدن المختلفة في وسط وشمال دولة خوارزم بعد سقوطها، كما انضم إليه أيضاً "ملك خان" أمير مدينة هراة بفرقة من جيشه، وذلك بعد أن أسقط جنكيزخان مدينته.. وبذلك بلغ جيش جلال الدين عدداً كبيراً، ثم خرج جلال الدين بجيشه إلى منطقة بجوار مدينة غزنة تدعى "بلق"، وهي منطقة وعرة وسط الجبال العظيمة.. وانتظر جيش التتار في هذا المكان الحصين، ثم جاء جيش التتار!..
دارت بين قوات جلال الدين المتحدة وقوات التتار معركة من أشرس المواقع في هذه المنطقة.. وقاتل المسلمون قتال المستميت.. فهذه أطراف المملكة الخوارزمية، ولو حدثت هزيمة فليس بعدها أملاك لها، وكان لحمية المسلمين وصعوبة الطبيعة الصخرية والجبلية للمنطقة، وكثرة أعداد المسلمين، وشجاعة الفرقة التركية بقيادة سيف الدين بغراق، والقيادة الميدانية لجلال الدين... كان لكل ذلك أثر واضح في ثبات المسلمين أمام جحافل التتار..
واستمرت الموقعة الرهيبة ثلاثة أيام..
ثم أنزل الله نصره على المسلمين.. وانهزم التتار للمرة الأولى في بلاد المسلمين!! وكثر فيهم القتل، وفر الباقون منهم إلى ملكهم جنكيزخان، والذي كان يتمركز في "الطالقان" في شمال شرق أفغانستان..
وارتفعت معنويات المسلمين جداً.. فقد وقر في قلوب الكثيرين قبل هذه الموقعة أن التتار لا يهزمون، ولكن ها هو اتحاد الجيوش الإسلامية في غزنة يؤتي ثماره.. لقد اتحدت في هذه الموقعة جيوش جلال الدين، مع بقايا جيوش أبيه محمد بن خوارزم شاه، مع الفرقة التركية بقيادة "سيف الدين بغراق"، مع "ملك خان" أمير هراة.. واختار المسلمون مكاناً مناسباً وأخذوا بالأسباب المتاحة.. فكان النصر..
معركة كابل
اطمأن جلال الدين إلى جيشه، فأرسل إلى جنكيزخان في الطالقان يدعوه إلى قتال جديد، وشعر جنكيزخان بالقلق لأول مرة، فجهز جيشاً أكبر، وأرسله مع أحد أبنائه لقتال المسلمين، وتجهز الجيش المسلم، والتقى الجيشان في مدينة "كابول" الأفغانية..
ومدينة كابول مدينة إسلامية حصينة تحاط من كل جهاتها تقريباً بالجبال؛ فشمالها جبال هندوكوش الشاهقة، وغربها جبال باروبا ميزوس، وجنوبها وشرقها جبال سليمان..
ودارت موقعة كابول الكبيرة.. وكان القتال عنيفاً جداً.. أشد ضراوة من موقعة غزنة.. وثبت المسلمون، وحققوا نصراً غالياً على التتار، بل وأنقذوا عشرات الآلاف من الأسرى المسلمين من يد التتار.
وفوق ارتفاع المعنويات، وقتل عدد كبير من جنود التتار، وإنقاذ الأسرى المسلمين، فقد أخذ المسلمون غنائم كثيرة نفيسة من جيش التتار، ولكن سبحان الله، بدلاً من أن تكون هذه نعمة على جيش المسلمين، أصبحت هذه الغنائم نقمة شديدة وهلكة محققة!!..
قعن عمرو بن عوف قال: قال رسول الله :".. فَوَاللَّهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ. وَلَكِنِّى أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ"[1].
الاختلاف في جيش جلال الدين
لقد كانت قلوب المسلمين في هذه الحقبة من الزمان مريضة بمرض الدنيا العضال، إلا ما رحم الله .. لقد كانت حروبهم حروبًا مادية قومية.. حروب مصالح وأهواء.. ولم تكن في سبيل الله.. لقد كان انتصارهم مرة وثانية لحب البقاء، والرغبة في الملك، والخوف من الأسر أو القتل.. فكانت لهم جولة أو جولتان.. لكن ظهرت خبايا النفوس عند كثرة الأموال والغنائم..
لقد وقع المسلمون في الفتنة!!..
اختلف المسلمون على تقسيم الغنيمة!!..
قام "سيف الدين بغراق" أمير الترك، وقام أمير آخر هو "ملك خان" أمير مدينة هراة.. قام كل منهما يطلب نصيبه في الغنائم.. فحدث الاختلاف.. وارتفعت الأصوات.. ثم بعد ذلك ارتفعت السيوف!!..
نعم.. ارتفعت السيوف ليتقاتل المسلمون على تقسيم الغنيمة.. وجيوش التتار ما زالت تملأ معظم مدن المسلمين!!..
وسقط من المسلمين قتلى على أيدي المسلمين.. وكان ممن سقط أخ لسيف الدين بغراق، فغضب سيف الدين بغراق وقرر الانسحاب من جيش جلال الدين ومعه الثلاثون ألف مقاتل الذين كانوا تحت قيادته!! وحدث ارتباك كبير في جيش المسلمين، وحاول جلال الدين أن يحل المشكلة، وأسرع إلى سيف الدين بغراق يرجوه أن يعود إلى صف المسلمين؛ فالمسلمون في حاجة إلى كل جندي وإلى كل طاقة وإلى كل رأي، فوق أن هذا الانسحاب سيؤثر على معنويات المجموعة الباقية؛ لأن الفرقة التركية كانت من أمهر فرق المسلمين.. ولكن سيف الدين بغراق أصر على الانسحاب، فاستعطفه جلال الدين بكل طريق، وسار بنفسه إليه وذكره بالجهاد، وخوفه من الله تعالى.. لكن سيف الدين بغراق لم يتذكر وانسحب فعلاً بجيشه!!
المواجهة بين جنكيز خان وجلال الدين
انكسر جيش المسلمين انكساراً هائلاً.. لقد انكسر مادياً، وكذلك انكسر معنوياً!!..
ولم يفلح المسلمون في استثمار النصر الغالي الذي حققوه في غزنة وكابول..
فعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله : "إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بني إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ"[2].
لم يدرك المسلمون في هذه الآونة حقيقة الدنيا، وأنها دار استخلاف واختبار وامتحان، وليست دار قرار وبقاء وخلود.. نسي المسلمون امتحان ربهم، ولم يستعدوا له..
نسي المسلمون التحذير النبوي الخطير.. "فاتقوا الدنيا".. فسقط المسلمون سقطة هائلة..
وبينما هم كذلك إذ جاء جنكيزخان بنفسه على رأس جيوشه ليرى هذا المسلم الذي انتصر عليه مرتين.. ودب الرعب والهلع في جيش المسلمين.. فقد قلت أعدادهم وتحطمت معنوياتهم.. ورأى جلال الدين أن جيشه قد ضعف جداً.. فماذا فعل؟!
لقد أخذ جيشه وبدأ يتجه جنوباً للهروب من جيش جنكيزخان، أو على الأقل لتجنب الحرب في هذه الظروف..
ولكن جنكيزخان كان مصراً على اللقاء فأسرع خلف جلال الدين!!..
وبدأ جلال الدين يفعل مثلما فعل أبوه من قبل..!! لقد بدأ ينتقل من مدينة إلى مدينة متوجهاً إلى الجنوب، حتى وصل إلى حدود باكستان الآن فاخترقها، ثم تعمق أكثر حتى اخترق كل باكستان ووصل إلى نهر السند، الذي يفصل في ذلك الوقت بين باكستان وبين الهند.. فأراد جلال الدين أن يعبر بجيشه نهر السند ليفر إلى الهند، مع أن علاقاته مع ملوك الهند المسلمين لم تكن على ما يرام.. ولكنه وجد ذلك أفضل من لقاء جنكيزخان !!..
وعند نهر السند فوجئ جلال الدين وجيشه بعدم وجود السفن لنقلهم عبر النهر الواسع إلى الناحية الأخرى، فطلبوا سفناً من مكان بعيد، وبينما هم ينتظرون السفن إذ طلع عليهم جيش جنكيزخان !!..
ولم يكن هناك بد من القتال، فنهر السند من خلفهم، وجنكيزخان من أمامهم، ودارت موقعة رهيبة بكل معاني الكلمة.. حتى إن المشاهدين لها قالوا: إن كل ما مضى من الحروب كان لعباً بالنسبة إلى هذا القتال.. واستمر اللقاء الدامي ثلاثة أيام متصلة.. واستحر القتل في الفريقين، وكان ممن قتل في صفوف المسلمين الأمير ملك خان، والذي كان قد تصارع من قبل مع سيف الدين بغراق على الغنائم.. وها هو لم يظفر من الدنيا بشيء، بل ها هي الدنيا قد قتلته، ولم يتجاوز لحظة موته بدقيقة واحدة.. ولكن شتان بين من يموت وهو ناصر للمسلمين بكل طاقته، ومن يموت وقد تسبب بصراعه في فتنة أدت إلى هزيمةٍ مُرة..
وفي اليوم الرابع انفصلت الجيوش لكثرة القتل، وبدأ كل طرف يعيد حساباته، ويرتب أوراقه، ويضمد جراحه، ويعد عدته.. وبينما هم في هذه الهدنة المؤقتة جداً جاءت السفن إلى نهر السند، ولم يضيع جلال الدين الوقت في تفكير طويل، بل أخذ القرار السريع الحاسم وهو: "الهروب!!.." وقفز الزعيم المسلم إلى السفينة، ومعه خاصته ومقربوه، وعبروا نهر السند إلى بلاد الهند، وتركوا التتار على الناحية الغربية من نهر السند..
مجهود الصديق احمد بركات لتاريخ وامجاد
عين جالوت (تفاصيل المعركه )
تفاصيل المعركه
بعد ان استطاع قطز جمع ما استطاع من الجند والمال واخذ العهد من الصليبيين بالشام بالتزام الحياد وعدم نصرتهم للماغول كان عليه اختيار مكان المعركه فاختار عين جالوت نظرا لانها ارض منبسطه وبها جبل يستطيع من خلالها تغيير استرتيجيته عندما تقتضى الحاجه فلو تطلب الامر لمواجهه بالسيف كانت الارض المنبسطه السهله ميدانا لذلك والجبل سيمنح الافضليه للرماه لاداء دورهم وايضا لانه رأى ان كل البلاد التى سبقته كانت تتحصن داخل مدنها ورأى ان تلك الاسترتيجيه لا تنفع مع الماغول فقرر ملاقاتهم خارج مصر وكالعاده ارسل هولاكو رسله الى قطز بالتهديد والوعيد وتذكيره بالدمار الذى حل بالذين سبقوه فاجتمع قطز بالامراء وعرض عليهم الامر قائلا ليس امامنا الا حل من ثلاث القتال او الاستسلام او الرحيل خارج البلاد . وهنا بدأت الرهبه تدخل قلوب بعض الامراء فقال لهم قطز لو قاتلنا ولم ننتصر سيحل الخراب بالبلاد ولو استسلمنا لا نضمن وفاء الماغول بالعهود ولو فكرنا بالرحيل ليس امامنا الا المغرب وهى بلاد بعيده فحتار الامراء وقالوا له انظر ماذا ترى فقال لهم اننا سنقاتل ولو لم ننتصر .
فطلب من امراء الاقاليم المصريه جمع الجند واجتمع بهم بالصالحيه وقال لهم انتم تعلمون ماذا فعل التتار بكل البلاد التى دخلوها واننى خارج لقتالهم فمن اراد الخروج معى فليفعل ومن اراد الا يخرج فليرجع وليتحمل من يرجع امام الله ذنب النساء والاطفال واننى سألقى التتار بنفسى (اى حتى لو بقيت بفردى) وذكرهم بعقاب الله فبكوا وعاهدوه على الخروج .
(وهنا يظهر ذكاء قطز الذى جعلهم ينسون خوفهم ولا تتشتت كلمتهم بين مؤيد ومعارض )
فاستدعى قطز رسل هولاكو وقطع رؤسهم وعلقها على باب زويله.
وامر قطز بيبرس بالخروج فى طلائع الجيش لاستطلاع اخبار الماغول وتمهيد الطريق امام الجيش الرئيسى فوصل غزه فى اول شعبان سنة 658 هجريه فوجد جمعا من قوات الماغول بقيادة بايدر كان هولاكو ارسلهم ليستطلعوا اخبار الجيش المصرى فدارت بينهم معركه حامية الوطيس لم تستطع قوات الماغول الصمود فيها فهربت من امام بيبرس الذى استولى على غزه بالقوه وكان ذلك اول نصر للمسلمين على الماغول وكان هذا الانتصار دافعا قويا للمسلمين للتقدم الى عين جالوت بفلسطين ليكونوا بموقع افضل خصوصا ان القائد الماغولى كيتوبوقا لم يلقى لهذا بالا ولم يتحرك وايضا هذا النصر دفع الصليبيين الموجودين بالساحل لمحاولة كسب ود المسلمين ولم يتعرضوا لهم بالاذى بل وعرضوا عليهم المساعده ايضا ولكن قطز رفض ليعطى حربه ضد الماغول الصبغه الاسلاميه وربما لانه كان ينوى ان يطهر الساحل ف الشام من الصليبيين بعد الماغول .
قاد السلطان قطز جيشه بنفسه على امتداد الساحل ومن عكا الى الناصره الى ان وصل لعين جالوت وكان قد ارسل بيبرس فى طلائع الجيش يستطلع اخبار العدو ويناوشهم الى ان لحقه قطز ف الخامس والعشرين من رمضان سنة 658 هجريه والتقى الجيشان منذ طلوع الشمس واشتدت المعركه والقتال الذى لم يحدث مثله من قبل وفى البدايه انكسرت ميسرة الجيش فذهب قطز بنفسه وانقذ الموقف ثم دخل بنفسه واخذ يكر عليهم وينادى الجهاد فى سبيل الله ثم روع خوذته وقال واسلاماه فهبت جموع المسلمين وقاتلوا بضراوه حتى فرت من امامهم جيوش التتار بعد ما قتل منهم امرائهم وقوادهم واصيب قائد الماغول كيتوبوقا حتى قتله احد امراء المسلمين وبمقتله انهارت جموع التتار ومن سلم منهم احتمى بالجبال فطاردهم المسلمون يقتلون ويأسرون منهم وقبض المسلون على الملك السعيد حسن بن عبد العزيز بن الملك العادل وكان يقاتل بضراوه ضد المسلمين دفاعا عن التتار فأمر قطز بضرب عنقه ولكن التتار تجمعوا مره اخرى تجمع اشد من الاول قرب بيسان فهاجمهم المسلمون واشتد القتال واخذ قطز ينادى بأعلى صوت اللهم انصر عبدك قطز على التتار واخذ ينادى واسلاماه فاشتدت عزيمة المسلمين وقاتلوا بضراوه فانتصر المسلمون مره ثانيه وينزل قطز من على فرسه ويمرغ وجهه ف الارض ويصلى ركعتين شكر لله ولكن التتار تجمعوا مره ثالثه ولكن بيبرس الذى لم يشغله التعب من المعركه فى عين جالوت هاجمهم وكسرهم وهزمهم هزيمه منكره وقد حزن هولاكو بشده لمقتل كيتوبوقا وقال اين اجد مثله بعد هذا ارسل قطز الى من فى دمشق يبشرهم بالنصر فخرج المسلمون على نواب الماغول ووصل قطز الى دمشق ودخلها ونزل بالقلعه وبدخوله دمشق اعلنت سائر بلاد الشام الى مصر ولائها له ماعدا الكرك كان حاكمها المغيث الايوبى واقيمت لقطز فى دمشق احتفالات عظيمه ثم وزع الامراء على حكم دمشق وحلب وحمص وحماه وفرض على النصارى جزيه 150 الف درهم وجمعها ثم بعد ان اطمأن على بلاد الشام عزم على العوده للقاهره للاحتفال بالنصر ولكنه علم بتذمر بيبرس لعدم حصوله على ولاية حلب فأخذ كل منهم يدبر للاخر ولما اقترب من الصالحيه ارسل قواته وبقى معه القليل ثم خرج للصيد فتبعه بيبرس وقتله فى السابع عشر من ذى الحجه سنة 658 هجريه وهو فى قمة مجده
وللحديث بقيه ان شاء الله
عين جالوت
الاعداد للمعركه
كان من نتائج استيلاء الماغول على بلاد الشام ان عم الخوف والرعب لدى الناس خصوصا بعد مشاهد الدمار والمذابح التى ارتكبها الماغول بحق المدن التى استولوا عليها فكان لابد من البحث عن قياده قويه ترفع راية الجهاد لصد الخطر الماغولى عن بلاد المسلمين فزحف كثير منهم الى مصر لان كل المؤشرات تنبىء بقيام دوله فتيه تحت قيادة المظفر قطز
كان السلطان قطز تولى حكم مصر برغبة الامراء فى مصر الذين رأوا ان المنصور بن المعز ايبك مازال صغيرا ولا يستطيع مواجهة الاخطار فعزلوه وتولى قطز السلطه لما له من قوة شخصيه وقد استطاع ان يقنع المماليك البحريه بالعوده الى مصر وعلى رأسهم بيبرس البنداقدارى خصوصا بعد عجز امراء البيت الايوبى عن مواجهة الماغول فتناسى المماليك البحريه خلافاتهم مع قطز ودخلوا تحت لوائه بالاضافه الى نزوح اعداد كبيره الى مصر هربا من بطش الماغول ومعهم امرائهم فأكرمهم قطز واصبحوا جزئا مهما من جيشه
ومن هنا يتضح ان فلول المسلمين التى خرجت من بلادها التى تعرضت لهجمات الماغول بداية من الدوله الخوارزميه ثم الخلافه العباسيه وبلاد الشام قد استقرت فى مصر لشعورهم بأن دولة المماليك فى مصر هى القادره على دفع خطر الماغول نظرا لامكانياتها البشريه والماديه بالاضافه الى ان الملك المنصور صاحب (حماه) الذى هرب الى القاهره ومعه كثير من عسكر الشام والذى رحب بهم قطز قد توحدوا تحت راية السلطان المظفر فى مصر لمواجهة خطر الماغول
كان قطز يعلم جيدا انه امام اختبار صعب لاثبات انه الاحق بقيادة مصر لكن كانت امامه عقبه وهى انه لايوجد خليفه يحث المسلمين على الجهاد بعد سقوط الخليفه العباسى فى بغداد ولكنه اثبت انه صاحب حكمه عندما احتضن الامراء الذين قدموا اليه من الدوله الخوارزميه وبلاد الشام كما اعلن النفير العام وطالب الناس بالجهاد فى سبيل الله فجمع من عساكر مصر اربعين الف
كما قام الاتصال بامراء الايوبيين بالشام الذين دخلوا تحت راية الماغول وطالبهم بالانضمام لصفوف المسلمين فأجابه الاشرف موسى صاحب حمص كما قام بجس نبض الصليبين الغربيين ف الشام ليعرف موقفهم فبعث اليهم يطلب منهم ان تمر جيوشه بأراضيهم ويسمحون للجيوش بشراء المؤن منهم فلم يعترضوا بل وعرضوا عليه المساعده بقواتهم وذلك لان الماغول هاجموا بمهاجمة صيدا ونهبها وخوفهم من مجازر الماغول ومعرفتهم بالمسلمين الا ان مقدم طائفة الرهبان انوسانجرهاوسن انذرهم عندما يفرغ المسلمين من الماغول سيلتفتون اليهم ولكن قطز شكرهم وطلب منهم ان لا يكونوا معه او عليه والمهم ان قطز بذلك قد استطاع ان يأمن مرور قواته بسلام دون فتح جبهه اخرى مع الصليبيين .
وبذلك استطاع جمع القوات وتأمين طريقهم وبقى له جمع المال الازم فقرر ان تكون بالشريعه الاسلاميه حتى لا يتضرر الناس فاستدعى شيخ الاسلام العز بن عبد السلام واخذ رأيه فى جمع الاموال لتجهيز الجيش لصد الماغول فأصدر الشيخ فتوى انه اذا طرق العدو البلاد وجب على الناس الخروج لقتاله وجاز للسلطان ان يأخذ من التجار واغنياء الناس ما يستعين به لتجهيز العسكر لدفع العدو بشرط الا يبقى فى بيت المال شىء من السلاح والذهب والفضه والسيوف المحلاه بالذهب وان يتساوى العامه مع غيرهم سوى الات الحرب ويقتصر الجندى على فرسه ورمحه وسيفه واما اخذ الاموال من العامه مع بقاء ما فى ايدى الجند من الاموال والالات فلا..
ويتضح لنا ذكاء قطز لاشراكه الشيخ العز بن عبد السلام لان ذلك معناه ان هذه المعركه هى واجب يفرضه عليه دينهم وبذلك تكون تلك الفتوى هى سلطه روحيه حلت محل سلطة الخليفه الذى لم يكن موجود ليدعو الناس للجهاد بالنفس والمال ولم يجمع قطز المال من المصريين الا بعد ان دفع هو وأمرائه ما عليهم دفعه من المال فجمع 600 الف دينار
وبذلك نستطيع ان نقول ان قطز قد استطاع ان يتغلب على جميع الصعاب التى واجهته فأعطى الشرعيه الكامله لدولته فى ظل غياب الخليفه واستطاع ان يخرج الجموع الهاربه من بلادهم الى مصر من حالة الفزع من الماغول وضمهم الى جيشه واستطاع ان يضمن حياد الصليبيين
اما الماغول فقد استفادوا من الظروف السيئه التى حلت بالدوله الخوارزميه والخلافه العباسيه وبلاد الشام ففتحوا البلاد والحصون والقلاع ولكن الامر تبدد بعد عودة هولاكو الى عاصمته مراغه بعد علمه بوفاة اخوه منكوخان وتنازع اخويه على عرش الماغول فقرر العوده ليكون قريبا من الاحداث بالاضافه الى سوء العلاقه بين هولاكو وابناء عمومته (القبجاق) خصوصا بعد المذابح التى قام بها هولاكو ضد المسلمين وارضائه للمسيحيين على حساب المسلمين وكان بركه خان زعيم القبيله الذهبيه ميالا للمسلمين حتى انه اعتنق الاسلام واخذ يطهد المسيحيين ردا على اضطهاد المسلمين فنشبت معارك بينه وبين هولاكو عند جبل القوقاز وانزل بهولاكو هزيمه ساحقه
وللحديث بقيه بأذن الله حيث سنتعرض لاحداث المعركه
كان من نتائج استيلاء الماغول على بلاد الشام ان عم الخوف والرعب لدى الناس خصوصا بعد مشاهد الدمار والمذابح التى ارتكبها الماغول بحق المدن التى استولوا عليها فكان لابد من البحث عن قياده قويه ترفع راية الجهاد لصد الخطر الماغولى عن بلاد المسلمين فزحف كثير منهم الى مصر لان كل المؤشرات تنبىء بقيام دوله فتيه تحت قيادة المظفر قطز
كان السلطان قطز تولى حكم مصر برغبة الامراء فى مصر الذين رأوا ان المنصور بن المعز ايبك مازال صغيرا ولا يستطيع مواجهة الاخطار فعزلوه وتولى قطز السلطه لما له من قوة شخصيه وقد استطاع ان يقنع المماليك البحريه بالعوده الى مصر وعلى رأسهم بيبرس البنداقدارى خصوصا بعد عجز امراء البيت الايوبى عن مواجهة الماغول فتناسى المماليك البحريه خلافاتهم مع قطز ودخلوا تحت لوائه بالاضافه الى نزوح اعداد كبيره الى مصر هربا من بطش الماغول ومعهم امرائهم فأكرمهم قطز واصبحوا جزئا مهما من جيشه
ومن هنا يتضح ان فلول المسلمين التى خرجت من بلادها التى تعرضت لهجمات الماغول بداية من الدوله الخوارزميه ثم الخلافه العباسيه وبلاد الشام قد استقرت فى مصر لشعورهم بأن دولة المماليك فى مصر هى القادره على دفع خطر الماغول نظرا لامكانياتها البشريه والماديه بالاضافه الى ان الملك المنصور صاحب (حماه) الذى هرب الى القاهره ومعه كثير من عسكر الشام والذى رحب بهم قطز قد توحدوا تحت راية السلطان المظفر فى مصر لمواجهة خطر الماغول
كان قطز يعلم جيدا انه امام اختبار صعب لاثبات انه الاحق بقيادة مصر لكن كانت امامه عقبه وهى انه لايوجد خليفه يحث المسلمين على الجهاد بعد سقوط الخليفه العباسى فى بغداد ولكنه اثبت انه صاحب حكمه عندما احتضن الامراء الذين قدموا اليه من الدوله الخوارزميه وبلاد الشام كما اعلن النفير العام وطالب الناس بالجهاد فى سبيل الله فجمع من عساكر مصر اربعين الف
كما قام الاتصال بامراء الايوبيين بالشام الذين دخلوا تحت راية الماغول وطالبهم بالانضمام لصفوف المسلمين فأجابه الاشرف موسى صاحب حمص كما قام بجس نبض الصليبين الغربيين ف الشام ليعرف موقفهم فبعث اليهم يطلب منهم ان تمر جيوشه بأراضيهم ويسمحون للجيوش بشراء المؤن منهم فلم يعترضوا بل وعرضوا عليه المساعده بقواتهم وذلك لان الماغول هاجموا بمهاجمة صيدا ونهبها وخوفهم من مجازر الماغول ومعرفتهم بالمسلمين الا ان مقدم طائفة الرهبان انوسانجرهاوسن انذرهم عندما يفرغ المسلمين من الماغول سيلتفتون اليهم ولكن قطز شكرهم وطلب منهم ان لا يكونوا معه او عليه والمهم ان قطز بذلك قد استطاع ان يأمن مرور قواته بسلام دون فتح جبهه اخرى مع الصليبيين .
وبذلك استطاع جمع القوات وتأمين طريقهم وبقى له جمع المال الازم فقرر ان تكون بالشريعه الاسلاميه حتى لا يتضرر الناس فاستدعى شيخ الاسلام العز بن عبد السلام واخذ رأيه فى جمع الاموال لتجهيز الجيش لصد الماغول فأصدر الشيخ فتوى انه اذا طرق العدو البلاد وجب على الناس الخروج لقتاله وجاز للسلطان ان يأخذ من التجار واغنياء الناس ما يستعين به لتجهيز العسكر لدفع العدو بشرط الا يبقى فى بيت المال شىء من السلاح والذهب والفضه والسيوف المحلاه بالذهب وان يتساوى العامه مع غيرهم سوى الات الحرب ويقتصر الجندى على فرسه ورمحه وسيفه واما اخذ الاموال من العامه مع بقاء ما فى ايدى الجند من الاموال والالات فلا..
ويتضح لنا ذكاء قطز لاشراكه الشيخ العز بن عبد السلام لان ذلك معناه ان هذه المعركه هى واجب يفرضه عليه دينهم وبذلك تكون تلك الفتوى هى سلطه روحيه حلت محل سلطة الخليفه الذى لم يكن موجود ليدعو الناس للجهاد بالنفس والمال ولم يجمع قطز المال من المصريين الا بعد ان دفع هو وأمرائه ما عليهم دفعه من المال فجمع 600 الف دينار
وبذلك نستطيع ان نقول ان قطز قد استطاع ان يتغلب على جميع الصعاب التى واجهته فأعطى الشرعيه الكامله لدولته فى ظل غياب الخليفه واستطاع ان يخرج الجموع الهاربه من بلادهم الى مصر من حالة الفزع من الماغول وضمهم الى جيشه واستطاع ان يضمن حياد الصليبيين
اما الماغول فقد استفادوا من الظروف السيئه التى حلت بالدوله الخوارزميه والخلافه العباسيه وبلاد الشام ففتحوا البلاد والحصون والقلاع ولكن الامر تبدد بعد عودة هولاكو الى عاصمته مراغه بعد علمه بوفاة اخوه منكوخان وتنازع اخويه على عرش الماغول فقرر العوده ليكون قريبا من الاحداث بالاضافه الى سوء العلاقه بين هولاكو وابناء عمومته (القبجاق) خصوصا بعد المذابح التى قام بها هولاكو ضد المسلمين وارضائه للمسيحيين على حساب المسلمين وكان بركه خان زعيم القبيله الذهبيه ميالا للمسلمين حتى انه اعتنق الاسلام واخذ يطهد المسيحيين ردا على اضطهاد المسلمين فنشبت معارك بينه وبين هولاكو عند جبل القوقاز وانزل بهولاكو هزيمه ساحقه
وللحديث بقيه بأذن الله حيث سنتعرض لاحداث المعركه
سقوط مدن الشام ف ايدى الماغول
والملاحظ ان الماغول لم يهاجموا بيت المقدس ربما حتى لايتوحد المسلمين فى العالم كله ضدهم وربما لكى لا يزعزعوا الوجود الصليبى الغربى فى منطقة الساحل والذى التزم الحياد منذ البدايه وربما حتى لايخسروا المسيحيين الشرقيين الذين انضموا لهم منذ البدايه بالاضافه للارمن الذين يتبعون الكنيسه الشرقيه وربما لان الصليبيين الغربيين كانوا يحرصون على ان تبقى الهيمنه فى كنائس بيت المقدس للكنيسه الغربيه فى روما خصوصا ان هولاكو وعد حليفه هيثوم الاول ملك ارمنيا الصغرى بهذه المقدسات
ولما بلغ الملك الناصر وهو بغزه ماجرى فى نابلس رحل الى العريش وخاف ان يدخل مصر فيقضى عليه المظفر قطز فأرسل الملك المنصور حاكم حماه ومن تبعه من الجند الى المظفر قطز كنوع من جس النبض فأحسن قطز استقباله ودخل معه القاهره ومع ذلك خاف الملك الناصر ان يكون ذلك استدراج من قطز له فرفض دخول مصر وسار هو واخوه الظاهر والملك الصالح بن الاشرف موسى بن شيركوه الى التيه ثم باغته الماغول فسلم نفسه لهم ولكن هولاكو احسن استقباله ليبقى فى خدمته
وهكذا اصبحت بلاد الشام ولايه ماغوليه ماعدا الساحل الذى كان تحت حكم الصليبيين وبدأ القائد الماغولى كيتوبوقا لتنفيذ المرحله الثانيه للهجوم على مصر
ان الخطر الماغولى اعظم من خطر الصليبيين لانهم استطاعوا هدم المدن بالاضافه لحبهم لسفك الدماء والسبب فى ذلك كونهم رعاه لا حضاره لهم
لقد كان حدث سقوط المدن الكبرى مثل بغداد وحلب ودمشق حدث هز ارجاء العالم الاسلامى والملاحظ هو التحالف الماغولى المسيحى فتحالف هولاكو مع هيثوم الاول ملك ارمنيا الصغرى ومع بوهيمند السادس امير انطاكيه مما دفع المسيحيين بدمشق بعد سقوطها الى التمرد وانزلوا الاذى بالمسلمين واعلنوا فرحتهم بما حل بالمسلمين والزموا المسلمين للقيام للصليب ومن يرفض اهانوه واقاموه بالقوه ولما ذهب المسلمين يشتكون لهولاكو اهانوهم واخرجوهم من القلع بالضرب والمهانه فهذا التحالف ادى الى هزيمة المسلمين بالشام ولم يبقى الا مصر
وللحديث بقيه بأذن الله
الأحد، 15 مايو 2016
الهجوم الماغولى على الشام
سقوط دمشق
كان لسقوط حلب اثره فى نفوس بعض امراء الشام فوصل الى حلب الكثير منهم
خاضعين لهولاكو وعلى رأسهم الملك الاشرف الايوبى صاحب حمص والتى انتزعها
منه الملك الناصر فأعادها اليه هولاكو على ان تكون ميراثا له من هولاكو اما
رجال حامية حارم فرفضوا الاستسلام الا لقائد حلب فأمر هولاكو بقتلهم جميعا
وسبى نسائهم واطفالهم والمهم اتجهت انظار هولاكو الى دمشق وكان حاكمها
الملك الناصر طلب النجده من قطز سلطان مصر ومن المغيث ملك الكرك ولكن الخوف
كان قد بدأ ينتشر بدمشق وخرج كثير من
اهلها الى البرارى والجبال وصادف ذلك برودة الشتاء فمات كثير منهم
.وكالعاده ارسل هولاكو انذار للملك الناصر اما الخضوع وتأمين المدينه او
القتال فاجتمع الملك الناصر مع الامراء (النخبه) وكبار دمشق فأشار بعضهم
بالخضوع لهولاكو وكان على رأسهم الامير زين الدين الحافظى ورفض البعض
الخضوع وعلى رأسهم الظاهر بيبرس الذى تصادف وجوده بدمشق وقتها وقال لزين
الدين انتم سبب هلاك المسلمين ويبدوا ان الملك الناصر كان ميالا لرأى زين
الدين فخرج بيبرس من دمشق قاصدا غزه وارسل الى السلطان المظفر قطز يطلب منه
الامان فأمنه وولاه اقطاعية قليوب اما الملك الناصر فلم تكن لديه الرغبه
من الاساس بالخضوع والاستسلام ولكن بعد ان رأى الانشقاق فى امرائه بين مؤيد
للاستسلام ومعارض ترك دمشق فى حاله يرثى لها واتجه الى غزه وذلك لعدم ثقته
فى وعود هولاكو وطبعا اتجه اعيان دمشق الى هولاكو بالهدايا ومفاتيح
المدينه واعلنوا الولاء وهكذا دخل الماغول دمشق بلا قتال اما قلعة دمشق
فرفض من بداخلها الاستسلام فحاصرها الماغولوتصادف هبوب رياح شديده وهطول
امطار ورعد وبرق تسببت فى تهد اجزاء منها وتملك الخوف ممن بداخلها
فاستسلموا ودخلها الماغول ونهبوا مافيها واتلفوا مافيها من المعدات وهدموا
ابراجها ..اما حمص فأن حاكمها الملك المنصور الثانى كان قدخرج الى الملك
الناصر فلما سمع اهل حمص فى غيابه عن الذى جرى لحلب (النخبه ايضا) ارسلوا
الى هولاكو يطلبوا منه الامان وسلموا له البلد واستسلمت ايضا القلعه ..
والملاحظ هنا انه لولا تخاذل الامراء فى دمشق عن الدفاع عنها مااستسلم
الملك الناصر وما سقطت دمشق بهذه السهوله نظرا لقوتها ومنعتها وهذا ما جعل
بيبرس يخرج منها الى مصر اخر الحصون الاسلاميه القويه ليساهم من هناك فى صد
الزحف الماغولى على بلاد المسلمين
وللحديث بقيه بأذن الله
استكمالا لهجوم الماغول على بلاد الشام
سقوط حلب
كانت تتقاسم سلطة بلاد الشام 3 فرق الاولى سلطة الارمن ف الشمال والثانيه الصليبيين الغربيين على الشريط الساحلى والثالثه سلطة المسلمين من الامراء الايوبيين بالداخل وقد انضم الارمن لهولاكو من البدايه بقيادة هيثوم الاول بينما التزم الصليبيون الحياد لخوفهم من المجهول الماغولى ولذلك وجه هولاكو هجومه بعد ماردين الى المدن الواقعه تحت سلطة الامراء الايوبيين فسارع الملك الناصر يوسف بطلب النجده من سيف الاسلام قطز سلطان مصر ومن الملك المغيث حاكم الكرك (بالرغم من خلافاتهم لان الايوبيين كانوا يرون انهم اغتصبوا حقهم ف الملك) وطبعا هذا الامر اثار غضب هولاكو على الملك الناصر فأصدر امره بمهاجمتهم وبدأ بحلب وكان يحكمها وقتها الملك المعظم توران شاه نائبا عن الملك الناصر وكالعاده ارسل هولاكو انذار لتوران شاه الذى بدوره رفض الانذار ورد عليه ليس عندنا الا السيف فقام توران شاه بزيادة تحصين حلب حتى اصبحت منيعه ومحصنه جدا واصدر توران شاه امر بأن يتحصن قواته داخل المدينه ولا يخرجوا منها ولكن بعض العسكر رفض حتى لا يتجرأ الماغول على المدينه وقرروا ومعهم بعض العوام ان يخرجوا لملاقاة الماغول خارج اسوار حلب واجتمعوا بجبل بانقوسا فلما وصلت فرقه من جيش الماغول ظنوا انها هى الجيش الماغولى كله فنزلوا عليهم من الجبل وقامت قوات الماغول بالفرار امامهم حتى يسحبوهم بعيد عن المدينه وخرج ايضا العسكر من المدينه ففوجئوا بالجيش الماغولى يطاردهم فأرادوا العوده للمدينه والماغول خلفهم فقتلوا منهم الكثير من الجند والعوام فحاصر الماغول المدينه وحفروا حولها خندق وبنوا سور ونصبوا المجنقيات حتى استسلمت ولكن الماغول غدروا بأهلها وقتلوا ناس كثيره حتى امتلات الشوارع بالجثث ونهبوا البيوت واسروا النساء والاطفال حتى انهم اسروا اكثر من 100 الف من النساء والاطفال من حلب ولم يسلم منهم الا من لجأ الى بيت شهاب الدين بن عمرو ودار نجم الدين مردكين وكنيسة اليهود لوجود فرمانات بالامان معهم فنجا بذلك اكثر من 50 الف اما توران شاه فلجأ الى القلعه ومعه بعض اهل حلب فحاصرها هولاكو وحدثت خيانه سهلت الحصار ممن كانوا داخل حلب بالاضافه للمسيحيين الذين كانوا فى حلب فدلوا الماغول على الطرق السهله للقلعه حتى ان رئيس اساقفة حلب سارع لتقديم الولاء لهولاكو بعد سقوط المدينه واستسلم توران شاه وقام هولاكو بهدم اسوار المدينه والمساجد والبساتين وبعد ان كانت ازهى مدن الشام ولم يؤذى توران شاه لانه اصيب بمرض او اصابه اثناء الحصار ومات بعدها بأيام ويقال ان هولاكو قتله سرا وقام هولاكو بمكافأه هيثوم ملك الارمن واعاد له المناطق التى اخذها منه المسلمين وكانت منضمه لحلب ورد هيثوم الهديه لهولاكو بأن قام بحرق الجامع الكبير بحلب بنفسه انتقاما من المسلمين وهكذا سقطت حلب وحقق هولاكو مالم يحققه الصليبيين واباطرة البيزنطيينوللحديث بقيه مع مدينه اخرى بأذن الله
الهجوم على مدن الشام (ماردين)
الهجوم على (ماردين)
بعد ان تمكن هولاكو من مدينة ميافارقين توجه الى مدينة ماردين (وهى تقع جنوب شرق الاناضول وهى من الاقليم الشمالى السورى التى ضمت لتركيا بموجب معاهدة لوزان عام 1923 بين تركيا من جهه وبريطانيا وفرنسا من جهه) وكانت تتمتع بحصانه كبيره لقوة اسوارها حتى ان الماغول تعجبوا من ارتفاع قلعتها وكالعاده ارسل هولاكو الى الملك السعيد حاكم ماردين يطالبه بالخضوع والاستسلام ولكن الملك السعيد رفض لعلمه بأن الماغول لا عهد لهم فحاصر هولاكو المدينه ونصب حولها المجنقيات واستبسل المسلمون فى الدفاع عنها حتى استمرت الحرب اكثر من 8 شهور حتى ادى لشعور الماغول باستحاله دخولها وارادوا كسب الوقت فأغاروا على مدن اخرى مثل حولها مثل دنيسر وأرزان المهم انه نتيجة الحصار لماردين ظهر الغلاء والقحط والامراض حتى مرض الملك السعيد نفسه وهناك روايتان لسقوط ماردين الاولى ان الملك السعيد كان لديه ولدان الكبير هو مظفر الدين ويقال انه طلب من ابوه التسليم للماغول فلما رفض سقاه السم حتى مات ثم سلمها هو للماغول والروايه الثانيه ان الملك السعيد ارسل وفدا الى هولاكو برئاسة ابنه المظفر بالهدايا واثناء وصول الوفد لهولاكو كان هولاكو قد استولى على قلعة البيهانيه التابعه لماردين فاحتجز هولاكو المظفر ابن الملك السعيد فحزن الملك السعيد لانه هو الذى ارسل ابنه لهولاكو وارسل لهولاكو رسول ومن لكى يقوم من جهه اخرى بالاتصال بابنه ومساعدته على الهرب من هولاكو ..وأيا كان ماهى الروايه الصحيحه فأن الملاحظ دائما ان الخيانه وموالاة الاعداء تلعب الدور الرئيسى فى كل نكبات العرب مثلما يحدث الان وادى الى سقوط بغداد وانهيار دمشق والبقيه تأتى
وسنكمل قريبا بأذن الله باقى رحلة الماغول فى بلاد المسلمين
هجوم الماغول على مدن الشام
هجوم الماغول على مدن الشام
بعد سقوط الخلافه العباسيه كان له بالغ الاثر فى نفوس المسلمين وتحولت بغداد من عاصمة الفن والعماره والعلم الى مدينه اقليميه وتهدمت المعاهد وحرقت المكتبات وقتل الكثير من العلماء (مثلما حدث بعد الغزو الامريكى) كما ان الخلافه العباسيه كانت تقف حائلا امام انتشار التشيع ولكن بعد سقوطها ازداد النفوذ الشيعى ودخل الرعب قلوب الكثير من الحكام المسلمين واصبحوا يتسابقون لتقديم الولاء لهولاكو فى مقابل الابقاء على حكمهم ولكن كان هولاكو عازما على تنفيذ مايسعى اليه ويفتح بلاد الشام ومصر فأمر قواده بالتوجه الى مدينة (ميا فارقين) وهى من اشهر مدن ديار بنى بكر بالجزيره وارسل الى حاكمها الملك الكامل الايوبى يدعوه للخضوع فرفض واخذ يقوى من جبهته الداخليه ويحفز الناس على الجهاد ضد الغزو الماغولىوحاصر الماغول المدينه لقتره طويله وعجزوا عن اقتحامها لبسالة اهلها ولكن مع طول فترة الحصار ونفاذ المخزون وتفشى الامراض وتهدم الاسوار نتيجة ضرب المجنقيات ودعم بعض الحكام الصليبين للماغول للانتقام من المسلمين ومساعدة بعض حكام المسلمين ايضا للماغول لارضائهم اضطر الملك الكامل للاستسلام ولكن الماغول قتلوه بطريقه وحشيه فأخذوا يقطعون من لحمه ويضعون فى فمه حتى مات فقطعوا رأسه ووضعوها على رمح وطافوا بها..
الا يشبه هذا تعاون بعض الحكام العرب مع الامريكان لضرب العراق وسوريا الان؟
اليس التاريخ يعيد نفسه من جديد؟ لكم الحكم
وللحديث بقيه بأذن الله
حروب الماغول على بلاد المسلمين
الماغول وغزو بغداد
بعد وفاة اكتاى خان امبراطور الماغول سنة 639 هجريه \ 1241 م اضطربت احوال الماغول واختلفوا على من يخلفه على العرش حتى استطاع كيوك بن اكتاى ان يخلفه على العرش ومن بعده منكو بن تولوى بن جنكيز خانبمجرد ان استطاع منكو ان يقضى على الفتن الداخليه حتى بدأ ف الغزو لعدة جهات المهم انه ارسل قائده بايجو نويان للمحافظه على ايران وبمجرد وصوله ارسل الى منكو يشكو اليه ويحذره من خطر الخليفه ف بغداد على ممتلكات المغول فى ايران والواقع ان منكو كان يفكر من اللحظه الاولى فى الاستيلاء على العراق والشام ومصر واختار اخوه هولاكو لقيادة الحملات على البلاد الاسلاميه وخصوصا انه بعد ان استولوا على الدوله الخوارزميه لم تعد هناك اى موانع للاستيلاء على الباقى والاتجاه غربا وخرج هولاكو على رأس جيش جرار من عاصمة الماغول (قراقورم ) سنة 651 هجريه ثم بدأ بارسال التهديدات للامراء ونجح تهديده مع الكثير منهم فجاء اليه سلطان السلاجقه الروم عز الدين كيكاوس واخيه ركن الدين وابن اتابك فارس وغيرهم من امراء العراق وخرسان واذربيجان وجورجيا محملين بالهدايا ثم وصل هولاكو الى قلاع الاسماعيليه الحصينه واستولى عليها حيث لم يستطع زعيم الاسماعيليه ركن الدين خورشاه مقاومة هولاكو فاستسلم له ولم يكتف هولاكو بذلك بل طلب من ركن الدين تسليم حصون الاسماعيليه بالشام ففعل وارسل لهم يطلب منهم الاستسلام للماغول عندما يأتون اليهم وبذلك اصبح الطريق مفتوحا امام هولاكو باتجاه البلاد الاسلاميه وطبعا بالاضافه لضعف الخلافه العباسيه وتفككها وبعض الفتن الطائفيه بين السنه والشيعه التى انحاز فيها الخليفه العباسى المعتصم للسنه مما جعل وزيره بن العلقمى (الشيعى) يحمل الشر ونية الانتقام من الخليفه ويرسل لهولاكو سرا يطلب منه مهاجمة بغداد وانه سيساعده فى مقابل ان يكون نائبهم على عرش البلاد واقنع الخليفه بتقليص عدد الجند وتوفير المال من اجل ارسال الهدايا للماغول يطلب رضائهم والمهم ان هولاكو ارسل الى المعتصم يطلب منه الاستسلام او القتال فرفض المعتصم الاستسلام وفى يوم الثلاثاء 22 محرم 656 هجريه شرع الماغول فى مهاجمة بغداد وضربوها بالمجنقيات ودخل بعض الماغول المدينه فاضطر الخليفه للاخذ برأى بن العلقمى الذى طلب ان يذهب لهولاكو لطلب الصلح فرفض هولاكو فطلب بن العلقمى الامان لنفسه استمرارا لمسلسل الخيانه وفى يوم 4 صفر سنة 656 هجريه خرج الخليفه ومعه 3 الاف من وجهاء بغداد لهولاكو فقبض على الخليفه واولاده وقتل الباقين كلهم وفى 7 صفر 656 ه بدأ الهجوم الشامل على بغداد فدخل قصر الخليفه واحضر الخليفه فأخذ امواله وقتله هو واولاده ثم بدأوا بهدم القصور وتخريب المساجد واحراق البلد والسلب والنهب حتى قتل من بغداد 800 الف نسمه
والملاحظ هنا ان دخول الماغول يشبه دخول الامريكان والعلقمى يشبه احمد الجلبى فالخيانه تتكرر والتاريخ يعيد نفسه
ولنا بقيه ان شاء الله
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)