وكما عقد الظاهر بيبرس معاهدات تجاريه مع الايطاليين اكمل المنصور قلاوون فى نفس الطريق ولم ينقض تلك المعاهدات بل وزاد عليها بالرغم من غضب البابويه التى كانت تحث اصحاب هذه المعاهدات من المسيحيين فى اوروبا على نقضها مع المماليك ولكن المصالح كانت هى الغالبه لان اسواق مصر كانت عامره بمواد التجاره القادمه من الهند
وقام فيليب الرابع ملك فرنسا الذى كان يحاول ان يبعد اى نفوذ ايطالى على حكومته عن طريق البابا بل وذهب الى ابعد من ذلك فقام بمحاربة البابا نفسه وكان لابد ان ينضم الى اعداء البابا حتى لو كانوا المسلمين فقام بعقد معاهدات صداقه مع السلطان قلاوون وايضا قام الامبراطور رودلف امبراطور النمسا بعقد معاهدات مع قلاوون
المهم ان دولة السلطان قلاوون (مصر والشام) كانت لها من القوه مايجعل هؤلاء الملوك يسارعون لطلب صداقته ولكن يبقى الحلم الذى بدأ ايام الظاهر بيبرس بتصفية الوجود الصليبى فى ساحل الشام وكما ذكرنا ان قلاوون عندما اتجه لمحاربة الماغول عقد مع الصليبيين هدنه لمدة 10 سنوات حتى لا يقوموا بالهجوم عليه اثناء حربه مع الماغول وبعد ان انتصر على الماغول فى معركة حلب قرر استغلال الوقت وتحصين مناطق المسلمين عند الفرات ليأمن شر الماغول عندما يتجه الى محاربة الصليبيين فقرر الاستيلاء على قلعة قطينا لانها كانت تمثل تهديد على حصن كركر على نهر الفرات فأرسل اليها فرقه حاصرتها حتى استسلم اهلها ثم اتجه الى حصن الكختا وكان من اعظم الحصون فاستخدم قلاوون الحيله وارسل الى من فيه يسايرهم ويعدهم بوعود جميله حتى قام جماعه منهم بقتل النائب الماغولى عليه ثم دخل الحصن تحت لواء السلطان قلاوون
ثم اتجه الى تأديب الارمن ومعاقبة ملكها ليو الثالث نظرا لما قام به فى حلب من اعتداء عليها وحرق مسجدها فاتجه الى مدينة اياس ودارت معركه وانتصر جيش قلاوون ثم فوجىء جيش المسلمين بأن جيش مدينة سيس (مركز الحكم لارمنيا الصغرى) جاء لمحاربتهم فدارت معركه انتصر فيها جيش قلاوون وعاد الجيش المسلم الى حلب منتصرا ومحملا بالغنائم
كانت تلك الانتصارات الباهره لقلاوون ضد الماغول وحلفائهم الارمن كفيله بأثارة القلق داخل بقايا الصليبيين فأرسل ملك عكا وصيدا وعثليث يطلبون هدنه مع قلاوون لمدة 10 سنين سنة 682 هجريه ووافق الطرفان على الهدنه ولكن حصن الاسبتاريه بالمرقب نقض الهدنه وهاجم قافلة المسلمين فقام قلاوون بمهاجمة الحصن سنة 684 هجريه وحاصرهم 38 يوم حتى علم الصليبيين انهم لن يستطيعوا المقاومه فاستسلموا لقلاوون وتم اجلاء الحاميه الصليبيه الى طرابلس تحت حراسة جيش السلطان قلاوون ثم جاء الدور على حصن مرقيه الذى نقض الهدنه بعد وفاة الظاهر بيبرس حيث ان الهدنه كانت تنص على عدم بناء تحصينات لهذا الحصن لكن بوهيمند حاكم طرابلس ساعد فى بناءه فأرسل اليه قلاوون رسالة تهديد فعلم بوهيمند ان قلاوون سيهاجمه فسلم الحصن بعد ان قام بهدمه
كان من نتائج استيلاء قلاوون على حصنى المرقب والمرقيه اصابة مارجريت ملكة صور بالهلع فأرسلت الى قلاوون تطلب هدنه معه لمدة عشر سنين مقابل تنازلها عن نصف دخل صور السنوى وعدم تجديد حصونها
وبعد ان انتهى قلاوون من المرقب والمرقيه ارسل قائده حسام الدين طرنطاى الى الاذقيه وكانت حصينه جدا ولكن سبحان الله حدث زلزال هدم اقوى ابراجها فقام جنود حسام الدين بعمل فتحات فى الناحيه التى تهدمت بفعل الزلزال وكشفوا المدينه من ناحية البحر فخاف من بداخلها واستسلموا لحسام الدين وكانت الاذقيه اخر بلد تبقى من امارة انطاكيه الصليبيه ولم يبقى امام المنصور قلاوون الا مهاجمة طرابلس نفسها
وللحديث بقيه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق