الناصر صلاح الدين (الاصل والنشأه حتى تولى حكم مصر والحجاز )
ينتسب صلاح الدين الايوبى الى اسره كرديه كريمة النسب حيث تنتمى هذه الاسره الى قبيله كرديه تسمى بالرواديه وهى تنحدر من بلدة دوين الواقعه عند حدود اذربيجان وينتسب الايوبيين الى ايوب بن شادى وهم اشرف الاكراد لانهم لم يقع احد منهم فى الرق
كان جد الايوبيين الاكبر هو شادى قد تولى بعض المناصب فى قلعة تكريت فى
عهد احد امراء السلطان السلجوقى محمد بن ملكشاه وكان اغلب سكانها من
الاكراد وانتقل اليها شادى وكان معه ولديه نجم الدين ايوب واخوه اسد الدين
شيركوه وتدرج شادى فى المناصب ولما توفى تولى مكانه ابنه نجم الدين ايوب
فلما رأى السلطان السلجوقى محمد بن ملكشاه امانة واخلاص نجم الدين ايوب
ولاه قلعة تكريت واستطاع ان يحسن احوالها وازدهرت فى عهده كما ان اخوه اسد
الدين شيركوه كان من المفضلين عند امراء السلاجقه وقد تولى اقطاع كبير فى
تكريت وفى يوم استغاثت امرأه بأسد الدين شيركوه لان احد القواد اعتدى على
شرفها فقتله اسد الدين انتقاما للشرف والمروءه وهنا خاف حاكم بغداد مجاهد
الدين بهروز على نجم الدين ايوب واسد الدين شيركوه من انتقام القواد منهم
فأمرهم بالخروج وفى ذلك اليوم ولد صلاح الدين وكان اسمه يوسف وتشائم ابوه
نجم الدين من ولادته ولكن احد الخدم قال له ما ذنب الطفل الصغير بما حل بكم
انه قضاء الله ولعله يكون ملكا وهنا رجع نجم الدين الى الله ذهب
الاخوين نجم الدين واسد الدين ومعهما عائلاتهم من بغداد الى الموصل ونزلا
عند عماد الدين زنكى الذى رحب بهما واكرمهم وعاشوا هناك وتطورت الاسره
الايوبيه فى الموصل وبعد وفاة عماد الدين زنكى اصبح نور الدين زنكى صاحب
الكلمه العليا بمساعدة الايوبيين واستطاع ضم دمشق اليه وهناك تربى صلاح
الدين وتعلم الفروسيه والعلوم وغيرها وعندما استطاع نور الدين زنكى ان يضم
اليه بعلبك ولى عليها نجم الدين (والد صلاح الدين ) ولكن حاكم دمشق مجير
الدين حاصر نجم الدين فى بعلبك وبعد فتره حدث بينهم صلح وهكذا عاش
صلاح الدين وسط اثنين من القاده والفرسان هما ابوه نجم الدين وعمه اسد
الدين شيركوه وشاهد هجمات الصليبيين وتصدى ابوه وعمه لهم والتحق فى خدمة
عمه اسد الدين الذى كان ملازما لنور الدين زنكى الذى تولى قيادة الزنكيين
وتوسم نور الدين فى صلاح الدين خيرا فقربه اليه وولاه اقطاعا وبعد ان
استطاع نور الدين زنكى ضم دمشق تولى صلاح الدين قيادة الشرطه هناك وكانت له
من المهابه والحب والاحترام مكانه عاليه فى ذلك الوقت كانت الدوله
الفاطميه تحكم مصر فحدث خلاف بين وزيرين هما الوزير الفاطمي شاور بن مجير و
الوزير ضرغام بن عامر فقام ضرغام بن عامر بالاستيلاء على مصر وطرد شاور
بن مجير وقتل ابنه ففر شاور بن مجير الى الشام مستنجدا بنور الدين زنكى
الذى ارسل اسد الدين شيركوه الى مصر بقوات وعلى رأسها ابن اخيه صلاح الدين
الذى كان عمره 26 عام وكانت مصر وقتها تمر بحاله من الضعف فاستطاع اسد
الدين شيركوه وقواته ومعهم صلاح الدين طبعا بالاستيلاء على مصر وقتلوا
الوزير ضرغام وعاد لشاور مقصوده وعاد إلى منصبه واستقر فى الحكم ولكنه غدر
بأسد الدين شيركوه واتصل بالفرنجه الذين حاصروا اسد الدين فى بلبيس ثلاثة
شهور فانسحب من البلاد ولكن لما علم نور الدين زنكى واسد الدين شيركوه بهذا
الموقف الغادر واتصال الوزير شاور بالفرنجه خافوا على مصر واهلها فتجهز
أسد الدين في قيادة الجيش وخرج من دمشق وأنفذ معه نور الدين العساكر وصلاح
الدين في خدمة عمه أسد الدين، وكان وصول أسد الدين إلى البلاد مقارنًا
لوصول الفرنجة إليها، فاتفقوا مع الفاطميين عليه، فاشتبكوا في أوّل معركة
كبيرة في صحراء الجيزة، وفي تلك المعركة لعب صلاح الدين دورًا كبيرًا، حيث
كان جيش المصريين والفرنجة يفوق جيش الشام عددًا، فرأى شيركوه أن يجعل صلاح
الدين على القلب لاعتقاده بأن الفرنجة سيحملون على القلب ظنًا منهم أن
شيركوه سيكون في القلب، وتولّى شيركوه قيادة الميمنة مع شجعان من جيشه،
وسُلّمت قيادة الميسرة إلى جمع من القادة الكرد. عند بداية المعركة، حمل
الصليبيون على القلب، الذين تقهقروا بانتظام أمام هذا الهجوم، ليطوّقهم بعد
ذلك شيركوه وجنوده في صورة من صور تكتيك الكماشة واستطاع صلاح الدين أسر
أحد قادة الجيش الصليبي عندما هاجم جناحه، وهو صاحب قيسارية بعد هذا
الانتصار، توجه أسد الدين إلى مدينة الإسكندرية المعروفة بكرهها لشاور،
وفتحت له أبوابها ولكن سرعان ما أعاد عموري الأول ملك بيت المقدس، وشاور
ترتيب الجيش، وعلى الرغم من الخسائر الكبيرة التي لحقت بهما فكان لا يزال
جيشهما أكثر عددًا من جيش أسد الدين وضربوا حصارًا قاسيًا على الإسكندرية.
بدأت ملامح المجاعة تلوح في الأفق فقرر أسد الدين التسلل مع حامية إلى خارج
الإسكندرية واستخلف صلاح الدين عليها متوجهًا إلى مصر العليا أملاً بأن
تلحق به جيوش عموري إلا أن شاور أشار بأهمية الإسكندرية ليستمر الحصار
عليها ترى المصادر الصليبية أن أسد الدين تسلل من الإسكندرية لما ساءت
الأمور فيها، وأنه أرسل في التفاوض على أن يخرج كلا الجيشين من مصر، وعلى
ألا يعاقب أهالي الإسكندرية للدعم الذي قدموه وفعلا وافق عمورى على أن يخرج
جيشا الفرنجة والشام من مصر عاد أسد الدين من دمشق إلى مصر مرة ثالثة،
وكان سبب ذلك أن الإفرنج جمعوا فارسهم وراجلهم وخرجوا يريدون مصر نظرًا
لتخلف شاور عن دفع الإتاوة إلى الحامية الصليبية الموجودة في مصر فلما بلغ
ذلك أسد الدين ونور الدين في الشام خرج اسد الدين من الشام بنفسه وماله
واهله وبالجيش الذى امده به نور الدين زنكى للدفاع عن مصر ضد الفرنجه ولما
علم الملك عموري الأول بوصول أسد الدين على رأس الجيش من دمشق إلى مصر قرر
مباغتته عند السويس، لكن أسد الدين أدرك ذلك فاتجه نحو الجنوب متجاوزًا
الصليبيين فما كان من عموري إلا الجلاء عن أرض مصر في 2 يناير سنة 1169م
ليدخل أسد الدين القاهرة في 7 ربيع الآخر سنة 564 ه وعلم أسد الدين أن شاور
يلعب به تارة وبالإفرنج أخرى، وتحقق أنه لا سبيل إلى الاستيلاء على البلاد
مع بقاء شاور فأجمع رأيه على القبض عليه إذا خرج إليه، وفي 17 ربيع الآخر،
الموافق فيه 18 يناير، ألقي القبض على شاور وأصدر الخليفة الفاطمي، العاضد
لدين الله، أمرًا بقتله وعيّن أسد الدين كوزير أصبح أسد الدين شيركوه
هو الرجل الأول في البلاد، ودام على هذا الحال وصلاح الدين يُباشر الأمور
وعندما توفي أسد الدين، أسند الخليفة الفاطمي الوزارة لصلاح الدين ولكن
عمورى كان يرى ان صلاح الدين غير مؤهل لتلك المهمه فقرر القيام بحمله
صليبيه ضده ولكن صلاح الدين استعد بشكل جيد وقام بالتخلص من حرس قصر
الخليفه الفاطمى العاضد لدين الله بعد ان تأمروا عليه واستبدلهم بحراس
موالين له ووصلت الحمله الصليبيه وحاصرت دمياط وارسل صلاح الدين الى نور
الدين زنكى الذى قام بمهاجمة الامارات الصليبيه فى الشام لتخفيف الضغط عن
مصر واستبسل اهل دمياط فى الدفاع عنها فانسحبت سفن الفرنجه وقامت امطار
غزيره وعواصف اغرقت معظم السفن الصليبيه فخرج صلاح الدين لمطاردة فلول
الصليبيون عند غزه ودمر المدينه التى اقاموها فى غزه واستولى على حصن ايلات
ايضا فى خليج العقبه بعد هذا الانتصار طلب نور الدين زنكى من صلاح
الدين انهاء الخلافه الفاطميه رسميا وان يكون الدعاء فى المساجد للخليفه
العباسى المستضىء بأمر الله وفعلا كان الخليفه الفاطمى العاضد لدين الله
مريض مرض الموت وبذلك انتهت الخلافه الفاطميه تماما واصبح صلاح الدين هو
الحاكم الفعلى للبلاد فقرر الاستقلال بحكم مصر وبدأ التقرب للناس واسناد
المراكز الهامه الى المخلصين له وبدأ فى تثبيت مذهب اهل السنه فى مصر
لابعاد النفوذ الشيعى ولكن لما رأى نور الدين زنكى هذه الخطوات من صلاح
الدين بدأت الخلافات بينهم حتى وصلت الى حد ان نور الدين هدد صلاح الدين
بالقوه العسكريه ولكن صلاح الدين استطاع بذكاء اجتياز تلك المشكله واستطاع
ان يضم اليمن والحجاز الى مصر ايضا وبعدها توفى نور الدين زنكى وبذلك استقل
صلاح الدين من اى تبعيه سياسيه وللحديث بقيه حيث سنتعرض الى ضم صلاح الدين لدمشق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق