http://tarekhwamgad.blogspot.com.eg/2016/05/blog-post_39.html

الجمعة، 3 يونيو 2016

معركة المنصوره الخالده


كثيرا منا سمع عن معركة المنصوره الخالده وان لويس وقع اسيرا وتم سجنه فى دار بن لقمان لكن لايعرف التفاصيل وسنحاول بعون الله الحديث عن هذه المعركه
معركة دارت رحاها في مصر  بين القوات الصليبية  بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا، والقوات الأيوبية بقيادة الأمير فخر الدين يوسف بن شيخ الشيوخوفارس الدين أقطاي الجمدار وركن الدين بيبرس البندقداري.
بعد سقوط الدوله الخوارزميه فى يد الماغول هرب بعض الامراء بقواتهم الى الايوبيين فى مصر والشام فرحب بهم الصالح نجم الدين ايوب سلطان مصر فى ذلك الوقت واستفاد من خدماتهم فى الشام استولى الخوارزمية حلفاء الصالح أيوب على بيت المقدس وكان بيت المقدس في أيدي الصليبيين منذ معاهدة سنة 1229م بين الملك الكامل وفريدريك الثاني إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة إبان الحملة الصليبية السادسة والتي بموجبها تعهد فريدريك بالتحالف مع الملك الكامل ضد أعدائه ووقف الحملات الصليبية في مقابل تنازل الملك الكامل عن بيت المقدس للصليبيين
في 17 أكتوبر 1244م شن الصليبيون هجوماً برياً ضخماً على مصر، ولكنهم هزموا هزيمة منكرة عند غزة على يد الأمير ركن الدين بيبرس وعناصر خوارزمية من جهة والصليبيين وملوك أيوبيين من سوريا متصارعين مع السلطان الأيوبي الصالح أيوب من جهة أخرى انتهت بهزيمة الصليبيين وحلفائهم هزيمة كبرى مما مكن المسلمين من فرض سيادتهم الكاملة على بيت المقدس وبعض معاقل الصليبيين في الشام
مما جعل الأوروبيين يدعون إلى قيام حملة صليبية كبيرة تمكنهم من استعادة بيت المقدس وكان ملك فرنسا لويس التاسع من أكبر المتحمسين للحملة الجديدة كان الصليبيون يُدركون أن مصر التي صارت تمثل قلعة الإسلام وترسانته العسكرية ومصدر القوة البشرية الرئيسي للمسلمين وهي العائق الرئيسي الذي يعترض طموحاتهم لاسترجاع بيت المقدس وأنهم لن يتمكنوا من احتلال كل الشام وبيت المقدس دون الإجهاز على مصر أولاً
بعد هزيمة الصليبيين عند غزة قام "روبرت" بطريرك بيت المقدس بإرسال "جاليران" أسقف بيروت إلى ملوك وأمراء أوروبا يطالبهم بإرسال إمدادات عاجلة إلى الأراضي المقدسة لمنع سقوط مملكة بيت المقدس بالكامل في أيدي المسلمين وفي عام 1245 أثناء انعقاد مجمع ليون الكنسي الأول وبحضور روبرت بطريرك بيت المقدس منح بابا الكاثوليك إينوسينت الرابع تأييده الكامل للحملة الصليبية السابعة التي تحمس لها لويس التاسع ملك فرنسا وكان يحضر لها وقام بابا الكاثوليك على إثر ذلك بإرسال "أودو" كاردينال فراسكاتي للترويج للحملة في كافة أنحاء فرنسا وفُرضت ضرائب على الناس لتمويلها، ووافقت جنوة ومرسيليا على الاضطلاع بتجهيز السفن اللازمة أما البندقية فقد فضلت عدم المشاركة بسبب علاقاتها التجارية الواسعة مع مصر
كان من أهداف الحملة الصليبية السابعة، هزيمة مصر لإخراجها من الصراع والقضاء على الدولة الأيوبية التي كانت تحكم مصر والشام، وإعادة احتلال بيت المقدس لتحقيق ذلك جهز الصليبيون الحملة بتأن في ثلاث سنوات وحاولوا إقناع المغول بالتحالف معهم ضد المسلمين حتى يتمكنوا من تطويق العالم الإسلامي من المشرق والمغرب مما يصعب على مصر القتال على جبهتين في آن واحد فيسهل عليهم الإطاحة بالعالم الإسلامي بضربة واحدة لكن خان الماغول خيب املهم وطلب منهم مبايعة خان الماغول ملكا عليهم
في 24 جمادى الأولى 646 هـ أبحر لويس من مرفأ إيجو-مورت وتبعته سفن أخرى من نفس المرفأ ومن مرسيليا. كان الأسطول الصليبي ضخماُ ويتكون من نحو 1800 سفينة محملة بنحو 80 ألف مقاتل بعتادهم وسلاحهم وخيولهم أراد الملك لويس التوجه مباشرة إلى مصر لكن مستشاريه وباروناته فضلوا القيام بوقفة تعبوية لتجميع كل السفن والمقاتلين قبل التوجه إلى مصر فتوقف بجزيرة قبرص حيث انضم إليه عدد كبير من بارونات سوريا وقوات من فرسان المعبد المعروفون بالداوية والاسبتارية التي قدمت من عكا تحت قيادة مقدميها
وكانت الانباء وصلت الى مصر بقدوم الحمله اليها فأنهى السلطان الصالح أيوب حصاره لحمص وعاد من الشام إلى مصر بالرغم من اشتداد المرض عليه ونزل في شهر محرم من سنة 647هـ عند قرية أشموم طناح على البر الشرقي من الفرع الرئيسي للنيل وأصدر أوامره بالاستعداد وشحن دمياط بالأسلحة والجند وأمر نائبه بالقاهرة الأمير حسام الدين بن أبي علي بتجهيز الأسطول وأرسل الأمير فخر الدين يوسف بن شيخ الشيوخ وكان أميراً في نحو الثمانين على رأس جيش كبير ليعسكر في البر الغربي لدمياط حتى يواجه الصليبيين
دخلت سفن الصليبيين المياه المصرية ووصلت إلى شاطئ دمياط وأرسل لويس كتاباً إلى السلطان الصالح أيوب يهدده ويتوعده ويطلب منه الاستسلام وكان الصالح ايوب مريض مرض الموت ولكنه رفض الاستسلام ولما وصل رد الملك الصالح إلى لويس برفض الاستسلام قرر لويس بدء الهجوم على بر دمياط ونشب قتال عنيف بين المسلمين والصليبيين انتهى بتراجع المسلمين فاحتل الصليبيين دمياط
وقعت أنباء سقوط دمياط في أيدي الصليبيين كالصاعقة على الناس وانزعج واشتد حنق السلطان الصالح أيوب على الأمير فخر الدين وقال له: "أما قدرتم تقفون ساعة بين يدي الفرنج؟" وحُمل السلطان المريض في حراقة إلى قصر المنصورة وأعلن النفير العام في البلاد فهرول عوام الناس أفواجاً من كافة أنحاء مصر إلى المنصورة لأجل الجهاد ضد الغزاة وقامت حرب عصابات ضد الجيش الصليبي المتحصن خلف الأسوار والخنادق وراح المجاهدون يشنون هجمات على معسكراته ويأسرون مقاتليه وينقلونهم إلى القاهرة ويروي المؤرخ الصليبي "جوانفيل" الذي رافق الحملة أن المسلمون كانوا يتسللون أثناء الليل إلي المعسكر الصليبي ويقتلون الجنود وهم نيام ويهربون بروؤسهم وصل إلى دمياط من فرنسا "ألفونس دى بواتي" الشقيق الثالث للملك لويس ومعه إمدادات وقوات إضافية وبوصول الإمدادات تشجع الصليبيون وقرروا التحرك من دمياط وكان على لويس الاختيار بين السير إلى الإسكندرية كما اقترح "بيتر أوف بريتني" والبارونات أو السير إلى القاهرة كما أصر "روبرت دو ارتوا" شقيق لويس الذي أشار إلى أنه: "إذا أردت قتل الأفعى فاضربها على رأسها" واختار لويس ضرب رأس الأفعى فأمر بالسير إلى القاهرة
في 20 نوفمبر 1249م بعد نحو خمسة أشهر ونصف من احتلال دمياط خرج الصليبيون من دمياط وساروا على البر بينما مراكبهم تسير بجوارهم فى النيل حتى وصلوا في 21 ديسمبر إلى ضفة بحر أشموم الذي يُعرف اليوم بالبحر الصغير فأصبحت مياه بحر أشموم هي الحاجز الذي يفصل بينهم وبين معسكر المسلمين على الضفة الأخرى ووقع قتال شديد بين الصليبيين والمسلمين في البر ومياه النيل وراحت المساجد تحض الناس على الجهاد ضد الغزاة مرددة الآية القرآنية: ﴿انفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ فصار الناس يتواردون من أنحاء مصر على منطقة الحرب بأعداد غفيرة
وفى هذه الفتره توفى الصالح نجم الدين ايوب ولكن شجر الدر تلك المرأه القويه اخفت الخبر حتى لاتنكسر معنويات الجنود وارسلت الى ابنه توران شاه من امارته فى حصن كيفا وكانت تشرف مع قوادها على الخطط الحربيه الى ان وصل توران شاه وفي 8 فبراير من عام 1250م دل أحد الخونه الصليبيين على طرق فى  بحر أشموم  مكنت فرقة يقودها أخو الملك "روبرت دى أرتوا"  مع فرسان المعبد وفرقة إنجليزية يقودها "وليم أوف ساليزبري" من العبور بخيولهم وأسلحتهم إلى الضفة الأخرى ليفاجأ المسلمون بهجوم صليبي كاسح على معسكرهم في "جديلة" على نحو ثلاثة كيلومترات من مدينة المنصورة في هذا الهجوم المباغت قتل فخر الدين يوسف وهو خارج من الحمام مدهوشاً بعدما سمع جلبة وصياح في المعسكر أدى الهجوم إلى تشتت الأجناد وتقهقرهم مذعورين إلى المنصورة وبعد أن احتل الصليبيون معسكر جديلة تقدموا خلف "روبرت دو أرتوا" نحو المنصورة على أمل القضاء على الجيش المصري برمته بعد أن أخذتهم العزة وظنوا أنهم لا ريب منتصرين
وقتها امسك المماليك بزمام الأمور بقيادة فارس الدين أقطاي الذي أصبح القائد العام للجيش المصري  فتمكن المماليك من تنظيم القوات المنسحبة وإعادة صفوفها وقام بيبرس البندقدارى بعمل خطه باستدراج القوات الصليبية المهاجمة داخل مدينة المنصورة فأمر بيبرس بفتح باب من أبواب المنصورة وبتأهب المسلمين من الجنود والعوام داخل المدينة مع الالتزام بالسكون التام وبلعت القوات الصليبية الطعم فظن فرسانها أن المدينة قد خوت من الجنود والسكان كما حدث من قبل في دمياط فاندفعوا إلى داخل المدينة بهدف الوصول إلى قصر السلطان فخرج عليهم بغتة المماليك البحرية والجمدارية وهم يصيحون كالرعد القاصف يضربوهم من كل اتجاه وقام الاهالى والفلاحين بضربهم بالحجاره والرماح والفؤوس وكان الاهالى يلبسون فوق رؤسهم طاسات نحاس بدلا من الخوذه وهذه هى عظمة المصريين وقاموا ايضا بأغلاق طرق الرجوع على الصليبيين بالخشب والمتاريس واحكموا الكمين على الصليبيين الذين علموا انهم سيهلكون لا محاله فألقى بعضهم بنفسه فى النيل وغرق
فقُتل عدد كبير من القوات الصليبيية المهاجمة من فرسان المعبد وفرسان الإسباتريه لم ينج سوى ثلاثة مقاتلين وفنيت الفرقة الإنجليزية تقريباً عن أخرها واضطر أخو الملك لويس "روبرت دي أرتوا" إلى الاختباء في أحد الدور ثم قتل هو و"وليم أوف ساليزبري" قائد الفرقة الإنجليزية 

أثناء المعركة كان الصليبيين على الضفة المقابلة لبحر أشموم يعملون بنشاط لإتمام الجسر حتى يتمكنوا من العبور لمساعدة فرسانهم، ولكن لما وردتهم أنباء سحق الفرسان وشاهدوا بقايا فرسانهم مدبرين إلى جهتهم والمسلمين في أعقابهم، راحوا يلقون بأنفسهم في مياه النيل بغية العودة إلى معسكراتهم وكاد لويس ذاته أن يسقط في الماء
تحصن الصليبيون داخل معسكرهم ثمانية أسابيع آملين في انهيار القيادة في مصر حتى يتمكنوا من معاودة محاولة التقدم إلى القاهرة لكن الحلم الصليبي لم يتحقق وبدلاً من انهيار القيادة وصل السلطان الأيوبي الجديد توران شاه إلى المنصورة في 24 ذو القعدة سنة 648 هـ لقيادة الجيش ولم يمض وقت طويل حتى كانت قوات لويس قد أنهكت من الحصار والهجمات المتواصلة في النهار والليل وبدأ الجنود الصليبيون يعانون من الجوع والمرض ويفرون إلى جيش المسلمين بعد أن أصابهم اليأس والإحباط بل والشك في الفكرة الدينية التي حملتهم على الانضمام إلى حملة لويس التاسع ضد بلاد المسلمين
في 5 أبريل من سنة 1250، في جنح ظلام الليل بدأت قوات الصليبيين رحلة الهروب إلى دمياط ومن شدة العجلة والارتباك نسى الصليبيون أن يدمروا جسراً من الصنوبر كانوا قد أقاموه فوق قناة أشموم عندما أحس المسلمون بحركة الصليبيين عبروا فوق الجسر وراحوا يطاردونهم ويبذلون فيهم السيوف من كل جانب حتى وصلوا إلى فارسكور حيث تم تدميرهم بالكامل ووقع الملك لويس وأمراؤه ونبلاؤه في الأسر بدار ابن لقمان في يوم 6 أبريل من نفس العام و نفس الوقت كان الصليبيون يروجون شائعة في أوروبا تزعم أن الملك لويس التاسع هزم سلطان مصر في معركة عظمى تبعها سقوط القاهرة في يده ولكن بعدما وصلت الانباء بهزيمة الحمله ووقوع لويس فى الاسر سادت حاله من الذهول فى فرنسا ونشأت حركة هستيرية عرفت باسم حملة الرعاة الصليبية
وهكذا كانت مصر دائما قلب العروبه والحصن الشامخ المدافع عن العروبه والاسلام
ومن ينكر عليه بقرائة التاريخ
وللحديث بقيه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق