http://tarekhwamgad.blogspot.com.eg/2016/05/blog-post_39.html

الخميس، 2 يونيو 2016

الانتصار العظيم للسلطان الاشرف خليل بن قلاوون على الصليبيين وفتح عكا

بعد الانتصار العظيم للسلطان المنصور سيف الدين قلاوون على الصليبيين وفتحه طرابلس لم يتبقى غير عكا التى كان بينه وبين الصليبيين فيها هدنه لمدة 10سنين
فادرك الصليبيين ان موقفهم اصبح سىء جدا خصوصا ان ملك قبرص هنرى الثانى حاول جمع قوه صليبيه من اوروبا لانقاذ طرابلس ولكنه فشل كما ازداد موقف الصليبيين سوءا بعد المعاهده التى وقعتها جنوه مع المنصور قلاوون سنة 689 هجريه
لذلك فقد الصليبيون الغربيين فى الشام الامل فى اى مساعده اوروبيه لهم وان عليهم مواجهة دوله المماليك القويه فى مصر والشام بنفسهم
ولكن البندقيه ارادت ان تكيد لجنوه وتثبت ان البنادقه اقوى من الجنويين الذين فشلوا فى الدفاع عن طرابلس وان البنادقه يستطيعون حماية عكا من المماليك وانهم الاجدر بحماية الصليبيين بالشام وبالتالى احق بالمنافع التى ستعود عليهم فاستجابوا لدعوة البابا نيقولا الرابع وقاموا بعمل حمله من 1600 من المرتزقه تجمعوا على شاطىء الادرياتيك واتجهت الحمله تحت قيادة دوق البندقيه نفسه ومعه الامراء البنادقه والمتطوعين الايطاليين الى عكا
وعندما وصلت هذه الحمله الى عكا حتى قامت بأعمال وحشيه ضد التجار المسلمين الذين ذهبوا الى عكا بحكم الامان الذى اخذوه من الهدنه بين الصليبيين بعكا والمنصور قلاوون فقامت هذه الحمله بذبحهم وقتل الفلاحين المسلمين باقليم عكا وقاموا عن جهل بالتنكيل بالمسيحيين السريان لاعتقادهم انهم مسلمين الامر الذى جعل اهل عكا انفسهم فى حالة ذهول مما قام به هؤلاء المتهورون وارسلوا الى السلطان المنصور قلاوون يطلبون منه العفو والسماح ويعتذرون عما حدث ولكن قلاوون رفض اعتذارهم وطلب ان يسلموه القتله ليقتص منهم ولكن نظرا لان عدد هؤلاء القتله كان كبيرا رفض اهل عكا تسليمهم فاعتبر قلاوون ذلك نقضا للهدنه وقرر القضاء على الوجود الصليبى بعكا
ومما أثاره ان بعض الناس احضر اليه ملابس الضحايا وهى ملطخه بالدماء فأقسم ان يقتص لهم من الصليبيين امتثالا لامر ديننا الحنيف لان الصليبيين قتلوا المسلمين العزل ونقضوا الهدنه فوجب عليه قتالهم ولكن القدر لم يمهله فبعد ان اكمل استعداداته الحربيه اصابته وعكه صحيه توفى على اثرها فى ذى القعده سنة 689 هجريه
وفرج الصليبيون جدا لموته واعتبروا ان ذلك انقاذ من الله لهم خصوصا بعد ان نشب خلاف بين امراء المماليك حول ولاية العرش فحاول الامير حسام الدين طرنطاى تدبير مؤامره لابعاد الاشرف خليل بن المنصور قلاوون عن الحكم الا ان الاشرف خليل استطاع التغلب على تلك المؤامره
وبعد ان استطاع الاشرف خليل بن قلاوون القبض على زمام الحكم واستقرت الاوضاع داخل دولة المماليك اتجه لاكمال مابدأه والده وارسل الى نوابه على مدن الشام يطلب منهم الاستعداد لفتح عكا وتدبير وسائل نقل المجنقيات والذخائر والمعدات الحربيه ثم اتجه الى عكا بجيوشه وجيوش نوابه وكانت روح الجهاد فى سبيل الله مرتفعه والمعنويات فى السماء فبدأ الهجوم على عكا فى 27 جمادى الاولى سنة 690 هجريه وبدأ الضرب بالمجنقيات ونقب الاسوار الخارجيه لعكا واخذ الرماه المسلمون يمطرونها بالسهام وفشلت كل محاولات الداويه والاسبتاريه فى الهجوم على قوات المسلمين وبدأت ابراج عكا الحصينه تتساقط واحدا تلو الاخر وبدأت من برج هيو ثم البرج الانجليزى ثم انهارت الاسوار التى عند باب القديس انطون وعند باب القديس نيقولا واخر برج سقط هو البرج الملعون
ووصل هنرى الثانى ملك قبرص الى عكا ومعه 200 فارس واعداد كبيره من المشاه والمؤن والذخائر فى محاوله لانقاذ عكا وحاول التفاوض مع السلطان الاشرف خليل فارسل اليه ولكن السلطان الاشرف رد على الرسل ردا قويا فقال لهم (الم تحضروا ومعكم مفاتيح عكا ؟) فأبلغوه رسالة هنرى فوعدهم بتأمين خروجهم واموالهم اذا سلموا له المدينه ولكن هنرى فشل فى اقناع الطوائف الصليبيه بعكا بالاستسلام فغادر عكا وعاد الى قبرص فتسبب ذلك فى ارتباك داخل صفوف الصليبيين وانتهز الاشرف خليل ذلك الارتباك وهاجم بضراوه وفشلت كل محاولات حامية عكا فى الدفاع عنها امام حماس المسلمين فلجأ كثير منهم الى الابراج المتبقيه وهرب كثير منهم بسفنهم عبر البحر الى قبرص لان السلطان الاشرف كان قد ارسل فرقه لمحاصرة مدينة صور لمنع الصليبيين من الوصول اليها والتحصن بها وهرب الداويه الى ديارهم الحصينه فى البحر شمال غرب عكا فأرسل اليهم الاشرف خليل يعرض عليهم الاستسلام فتظاهروا بالموافقه ولما ارسل اليهم رسله لعقد شروط الاستسلام غدروا بهم وذبحوهم فأصدر الاشرف اوامره بمحاصرتهم واستطاع المسلمون بعد قتال عنيف من هدم برجهم الذى بسقوطه تكون انتهت اخر معاقل المقاومه الصليبيه بعكا
وهكذا استرد المسلمون عكا بعد حصار اكثر من 44 يوما وبعد ان استولى عليها الصليبيون فى عهد صلاح الدين الايوبى سنة 587 هجريه فأصدر السلطان الاشرف اوامره بهدمها حتى يقطع اى امل للصليبيين فى ان يعودوا اليها ويستخدومها كقاعده ضد المسلمين
وبالرغم من ان سقوط عكا كانت المعركه الحاسمه فى تصفية الوجود الصليبى فى الشام الا ان السلطان الاشرف خليل بن قلاوون قرر تصفية باقى الحصون الصليبيه مثل مدينة صور التى حاصرها السلطان الاشرف اثناء معركة عكا وبالفعل استطاعت القوات الاسلاميه تضييق الخناق عليها  حتى استسلم اهلها فتسلمها المسلمون ثم تسلم المسلمون صيدا وعثليث وحيفا وانطرطوس
وهرب بعض فلول الصليبيين الى جزيرة ارواد واتخذوها قاعده لهجماتهم على ساحل الشام الا ان السلطان الناصر محمد بن قلاوون الذى تولى الحكم بعد اخيه الاشرف خليل بن قلاوون استطاع ان يستولى على تلك الجزيره
وهكذا بنهاية القرن السابع الهجرى قد تحققت امال سلاطين المماليك بالقضاء على الوجود الصليبى الغربى فى الشام ودخل الاشرف خليل بن قلاوون التاريخ بعد ما استطاع استرداد عكا وانهاء اخر وجود صليبى بالشام واكمل ما بدأه المظفر قطز قاهر الماغول والظاهر بيبرس قاهر الماغول والصليبيين الذى استرد انطاكيه والمنصور قلاوون الذى استرد طرابلس
وهكذا اثبتت دولة المماليك انها اعظم قوه فى الشرق والتى استمرت لاكثر من قرنين من الزمان وكان من اهم نتائج تلك الانتصارات انتشار الاسلام بين ماغول فارس الذين نقلوه الى موطنهم الاصلى فى منغوليا
وللحديث بقيه مع امجاد جديده


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق