الولايه الثالثه للسلطان الناصر محمد بن قلاوون (عصر الازدهار)
بعد هزيمة السلطان الناصر محمد بن قلاوون من الماغول فى معركة الخازندار عاد على الفور واستعد للثأر وفعلا حدثت معركة وادى الصفر وبرغم تفوق الماغول عددا وتسليحا الا ان بسالة الجيش المصرى والشامى حسمت المعركه وانتصر الناصر محمد انتصارا كاسحا وفى نفس الوقت حرر جزيرة ارواد من الصليبيين الذين اتخذوها قاعده للهجوم على سواحل الشام وعمت الفرحه فى مصر والشام ولكن ماحدث مع الناصر محمد وهو صغير تكرر مره اخرى حيث تأمر عليه بعض الامراء بالاضافه الى تدخل الامير بيبرس الجاشنكير وسلاد فى شؤن الحكم فقرر الناصر ان يرحل الى الكرك ولكن لم يتنازل عن حمكه ولكن المراء بايعوا بيبرس الجاشنكير سلطانا للبلاد بعد تولى بيبرس جاشنكير السلطه عم الغلاء وقلت مياه النيل وزاد غضب الناس بسبب الضرائب الباهظه وبدأ بيبرس يقلق من تحركات الناصر محمد وهو فى الكرك وخصوصا ان الناس كانت تطالب بعودته الى مصر فقرر بيبرس تضييق الخناق عليه فأرسل اليه يطلب منه الاموال والمماليك التى خرج بها من مصر ولكن الناصر ارسل اليه نصفها ولكن بيبرس ظل يضيق عليه وفى نفس الوقت اخذ الناس يضيقون من حكم بيبرس وعندما علم بيبرس بتحرك الناصر محمد للعوده الى مصر جمع امواله وقرر الهروب فطارده الاهالى فأخذ يلقى عليهم الاموال والذهب من اجل ان يتركوه ولكن الاهالى ظلت تطارده الى ان وصل الصعيد عاد الناصر ليجلس على عرشه من جديد للمرة الثالثة في مستهل (شوال 709هـ: مارس 1310م) وقبض على بيبرس الجاشنكير واعدمه وامهل سلاد سنه ثم قبض عليه فى اول غلطه وصادر امواله التى كانت حوالى حمولة 50 جمل من الاموال والذهب والحرير ولم يكن الناصر يحب ان يوصف بالظالم لذلك كان يمهل اعدائه حتى تقع منهم اى غلطه فيعاقبهم وشهدت فترة حكم الناصر محمد بن قلاوون الثالثه ازدهار عظيم فى مصر فكانت فى ازهى عصورها واخذ ملوك وسلاطين العالم يطلبون ود مصر وصداقتها واتسع النفوذ الخارجى لمصر فكانت مصر هى التى تقوم بتعيين والى مكه ووالى المدينه واصبح اسم الناصر محمد يذكر بالدعاء له على منابر المساجد فى طرابلس وتونس كما أرسل مساعداته إلى سلطنة الهند الإسلامية ضد المغول الذين اشتدت إغارتهم على "الهند اما على المستوى الداخلى فشهدت البلاد في عهد نهضة حضارية وعمرانية كبيرة؛ فقد اهتم ببناء العمائر الفخمة، فشيد "القصر الأبلق" و"مسجد القلعة"، واهتم بإنشاء الميادين العظيمة مثل: "ميدان الناصر"، وأقام "خانقاه" كبيرة للصوفية، شيد حولها عددًا من القصور، وأنشأ البساتين الجميلة، ولا تزال تلك المنطقة من ضواحي القاهرة، تحمل اسم "الخانكة" حتى الآن.
واهتم "الناصر" بشق الترع، وإقامة الجسور والقناطر، وإنشاء الخلجان؛ فحفر خليجًا امتد من القاهرة إلى "سرياقوس" مخترقًا أحياء القاهرة، وأقام عليه القناطر الكثيرة، مثل قناطر السباع، وأنشأ عدد من البساتين منها بستان "باب اللوق"، كما أعاد حفر خليج الإسكندرية وتطهيره، ليستمر فيه الماء العذب طوال العام، وما زال هذا الخليج موجودًا حتى الآن، وإن تغير اسمه ليصبح "ترعة المحمودية فقال عنه العلماء كان ملكًا عظيمًا جليلاً كفؤًا للسلطنة ذا دهاء، محبًّا للعدل والعمارة، وطابت مدته وشاع ذكره وطار صيته في الآفاق، وهابته الأسود، وخطب له في بلاد بعيدة ومن محاسنه أنه لما ملك البلاد أسقط جميع المكوس من أعمال الممالك المصرية والشامية، وراك البلاد وهو الروك الناصري المشهود، وأبطل الرشوة وعاقب عليها فلا يتقلد المناصب إلا مستحقها بعد التروي والامتحان واتفاق الرأي، ولا يقضي إلا بالحق، فكانت أيامه سعيدة وأفعاله حميدة.
وهو من أعظم ملوك الأتراك، ومَن دانت له الأقدار ودارت بسعوده الأفلاك، لم يرَ الناس مثل أيامه، ولا أسعد من حركاته، في رحيله ومُقامه، تجرّع في مبادئ أمره كئوس الصبر، وتجلّد إلى أن وارى أعاديه القبر.
وقال عنه صاحب الوافي بالوفيات: كان السلطان الملك الناصر ملكًا عظيمًا محظوظًا مطاعًا مهيبًا ذا بطش ودهاء وحزم شديد وكيد مديد، فلما حاول أمرًا فانجزم عليه فيه شيء يحاوله؛ لأنه كان يأخذ نفسه فيه بالحزم البعيد والاحتياط، وكان سمحًا جوادًا على من يقربه ويؤثره، لا يبخل عليه بشيء كائنًا ما كان وفي شهر ذي الحجة 741 هـ- يونيو 1341م، مرض السلطان الناصر مرضا شديدًا، ظل يقاسي شدته وآلامه حتى توفي بعد أحد عشر يومًا عن عمر بلغ سبعة وخمسين عامًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق