تقع مدينة القسطنطينيه فى موقع فريد فى العالم حيث تقع عند ملتقى اوروبا واسيا وتحيط بها البحار من ثلاث جهات ففى الشمال البحر الاسود وفى الشرق مضيق البسفور وفى الجنوب بحر مرمره وتمتاز بحصوبة الارض وجودة الطقس وبها ميناء القرن الذهبى اوسع ميناء فى العالم وهى مدينه حصينه ومنيعه كان اسمها بيزنطه واسسها ملاحون من ميجارا عام 657 ق.م ثم قام الامبراطور قسطنطين الاكبر عاصمه لبلاده وبنى فيها القصور والحمامات العامه ونقل اليها الرخام من بلاد اليونان القديمه وبناها ورمم القديم ثم افتتحها بحفل اسطورى فى 11 مايو سنة 330 م وسميت روما الجديده ولكن الناس اطلقوا عليها قسطنطينيه نسبه الى قسطنطين بعد الافتتاح اصبحت القسطنطينيه محط لانظار الاثرياء نظرا لازدهار تجارتها عن طريق البر والبحر واتجهوا اليها وامتلائت بالبشر وتضاعف عدد سكانها عن قبل الافتتاح وظلت القسطنطينيه عاصمة الامبراطوريه الرومانيه الشرقيه من 330م الى 1453م وحكمها 11 اسره اخرها قسطنطين الحادى عشر الذى سقطت فى عهده عام 1453م وقال عنها نابليون لو كانت الدنيا مملكه واحده لكانت القسطنطينيه عاصمه لها وكانت هذه المدينه هى العائق امام المسلمين فى غزو شرق اوروبا وقد حاول المسلمون فتحها بعد ان ثبتوا اقدامهم على انقاض دولتى الفرس والروم فحاولوا فتحها لانها كانت عاصمة الامبراطوريه واذا سقطت تصاب باقى المدن بالرعب ويسهل فتحها فتوجهت حمله فى عهد معاويه بن ابى سفيان سنة 48 هجريه لفتح القسطنطينيه بقيادة سفيان بن عوف وخرج معه عبدالله بن عباس وعبدالله بن عمر وابوايوب الانصارى الذى توفى اثناء حصار هذه الحمله للقسطنطينيه ورجعت هذه الحمله من غير ان تحقق هذفها ويقال ان ابا ايوب رفض ان يرجع وقرر ان ينتظر تحقيق بشارة رسول الله حيث قال صلى الله عليه وسلم لتفتحن القسطنطينيه فلنعم الامير اميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد اختلف العلماء ان كان هذا هو الفتح المقصود بحديث الرسول ام انه سيكون هناك فتح اخر فى اخر الزمان والمهم ان الحمله لم تحقق اهدافها وتوفى ابو ايوب هناك اما الحمله الثانيه فكانت فى عهد سليمان بن عبد الملك بن مروان وكانت بقيادة مسلمه بن عبد الملك ونجحت الحمله فى الوصول للقسطنطينيه ولكن لم تنجح فى فتحها وظلت محاصره الى ان جاء عمر بن عبد العزيز فأنهى الحصار وعادت الحمله دون تحقيق هدفها وفى عهد العباسيين كان هناك محاولات لفتحها ولكنها فشلت نظرا لما مر بالخلافه العباسيه من اضطرابات داخليه ثم جائت الدوله العثمانيه وهى ملاصقه لبلاد الروم وتعلم تماما مدى اهمية هذه المدينه فأوصى السلطان عثمان الاول من يأتى بعده بفتحها نظرا لانه لم يكن يمتلك امكانيات فتحها فى ذلك الوقت فحاصرها السلطان العثمانى بايزيد الاول ثم ابنه موسى ثم السلطان مراد الثانى ولكنهم جميعا فشلوا فى فتحها الى ان جاء السلطان محمد الثانى ابن السلطان مراد ففتحها كما سنشرح كان لابد من فتح القسطنطينيه حتى يستطيع العثمانيين التوسع وكسب ارض جديده ينتشر فيها الاسلام وتأمين حدود دولة عثمان فكانت القسطنطينيه سبب لمتاعب العثمانيين لانها كانت تعتقل بعض الامراء وتتسبب فى حروب داخليه للدوله العثمانيه كما ان سلطان محمد الثانى لن يستقر بوجود هذه المدينه التى تسبب له المشاكل بلاضافه لموقعها الذى ذكرناه بلاضافه الى البشاره النبويه بفتح القسطنطينيه بدأ محمد الثانى مرحلة الاستعداد لحصارها وفتحها برغم سنه الصغير فأثبت انه قائد سياسى كبير عندما قام بسلسله من المعاهدات والتحالفات حتى مع كل من البندقيه والمجر والبوسنه والكثير من البلدان ثم بدأ فى بناء قلعه منيعه بالبسفور على الشاطىء الاوروبى امام القلعه التى بناها بايزيد الاول على الشاطىء الاسيوى ليكم قبضته على اى مساعده قد تأتى للقسطنطينيه من البحر الاسود ثم اعد جيشا قويا يتفوق عددا على جيش البيزنطيين واستطاع جلب الخبراء والمهندسين العسكريين من البلدان المجاوره وكان اشهرهم اوربان صانع المدافع مهندس سلاح المدفعيه المجرى الذى فشل فى ايجاد فرصه وتقدير فى القسطنطينيه فأحضره محمد الثانى واكرمه هو وغيره من صناع الاسلحه والخبراء بعد ان استعد محمد الثانى قام ببناء القلعه التى ذكرناها ليحكم قبضته على البحر امام القسطنطينيه فاعترض الامبراطور قسطنطين على ذلك وارسل الى محمد الثانى يطلب منه الرجوع عن هذه الخطوه ولكن محمد الثانى كان يحدد خطواته بدقه ويعلم ماذا يريد فرد على رسل قسطنطين قائلا (ليس فيما اقوم به مايهدد مدينتكم انما هى اسباب الحيطه اتخذها لدولتى وليس فى ذلك نقضا للعهد ان لكم القسطنطينيه بأسوارها وليس لكم وراء ذلك من شىء وهل نسيتم ما انتاب والدى من فزع عندما تحالف امبراطوركم مع المجر واراد منعه من عبور البحر الى اوروبا وسدت سفنه المضيق واضطر السلطان مراد للاستعانه بالجنويين ؟ لقد كنت انذاك فى ادرنه وكنت فتى يافعا وقد ارتعد المسلمون من الخوف والفزع وكنتم تسخرون منهم وتشتمون لقد اقسم والدى فى موقعة وارنه ان يقيم قلعه على الشاطىء الاوروبى وهاانا ذا ابر بيمينه وليس لكم الحق او القوه فى منع ما اقوم به فى ارضى فكلا الشاطئين لى اما الشاطىء الاسيوى فلأنه يسكنه المسلمون واما الشاطىء الاوروبى فقد هجره الروم وانتم لاتقدرون على الدفاع عنه اذهبوا الى ملككم واخبروه ان السلطان العثمانى الان يختلف عن اجداده فان لى عزما فوق عزمهم وقوه فوق قوتهم انصرفوا الان الى دياركم بسلام ووالله ما جائنى احد منكم بمثل هذه الرساله مره اخرى الا وقتلته انطلقت القوات العثمانيه باتجاه القسطنطينيه تتقدمها المدافع الضخمه التى صنعها اوربان تجرها الثيران واستولت فى طريقها على مسميريا وانكيالوس وبذيه وقلعة سنت اتين القريبه من القسطنطينيه ووصلت الحمله لاسوار القسطنطينيه وبدأ الحصار وللحديث بقيه حيث سنتعرض لفتحها واثاره على المسلمين والنصارى والعالم كله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق