http://tarekhwamgad.blogspot.com.eg/2016/05/blog-post_39.html

الخميس، 2 يونيو 2016

الانتصار العظيم للسلطان قلاوون فى طرابلس

بعد ان قام السلطان قلاوون بفتح الاذقيه لم يتبقى من امارة انطاكيه الصليبيه الا طرابلس وكانت طرابلس وموقف الصليبيين بها فى غاية السوء بعد وفاة حاكمها بوهيمند السابع سنة 686 هجريه لانه لم يترك وريثا للعرش فحدثت صراعات حيث اعلن فرسانها وتجارها قيام حكم مستقل فى طرابلس وفى نفس الوقت وصلت الاميره لوسى اخت بوهيمند السابع الى عكا واستنجدت بالاسبتاريه لمساعدتها لاسترداد حقها فى عرش اخيها فقام اهل طرابلس بالاستنجاد بالجنويه (نسبه الى مدينه جنوه الايطاليه والتى كان لها واحدا من اقوى الاساطيل فى البحر المتوسط) فأرسلت جنوه سفنها لمساعدة طرابلس طمعا فى السيطره عليها وتحقيق مكاسب تجاريه
ثم قام بارتليمو اتفاقيه مع جنوه اصبحت طرابلس تحت حماية الجنويين فى مقابل حصول جنوه على شوارع واسواق فى طرابلس
وعلمت لوسى بما تم مع الجنويين وادركت انه لافائده من الاتفاق مع اهل طرابلس بدون الجنويين فاتفق رئيس الجنويين والاميره لوسى على يتم اعلان لوسى اميره على طرابلس مقابل احتفاظ الجنويين بكل الامتيازات التى حصلوا عليها
وهنا احس بارتليمو حاكم جبيل انه الوحيد الخاسر فى الصفقه لان لوسى تحقق لها ما ارادت واصبحت اميرة طرابلس والجنويين حصلوا على ما ارادوا من امتيازات اما هو تبدد حلمه فى حكم طرابلس فاتصل بالسلطان قلاوون يطلب مساعدته وذهب اثنين من البنادقه (نسبه الى مدينة البندقيه الايطاليه وكان بينها وبين جنوه منافسه وصراع مصالح ) الى السلطان قلاوون يحذروه من ان وجود الجنويين فى طرابلس يهدد تجارة الاسكندريه وهذا اكبر دليل على ان الغرب من قديم الازل يرفع شعارات مثل الصليب والحريه والمساواه بينما هم يبحثون عن مكاسب سياسيه واطماع شخصيه
وبالفعل كان السلطان قلاوون يتابع ما يجرى فى طرابلس وينتظر الفرصه لينقض عليها وينهى الوجود الصليبى بها كالصقر الذى ينقض على الفريسه ولكن كان الذى يمنعه هى الهدنه التى كانت بينه وبينهم الى ان جائت الفرصه فوصلته رساله من الامير حسام الدين لاجين نائب السلطنه على الشام بأن الصليبيين فى طرابلس نقضوا الهدنه واعتدوا على التجار المسلمين وقطعوا عليهم الطريق فأعلن النفير العام استعدادا لمهاجمة طرابلس ويذكر هنا ان احد امراء المماليك قام بخيانه مقابل رشوه من مقدم الداويه فأخبره بنوايا السلطان قلاوون بمهاجمة طرابلس فتناسى الصليبيون خلافاتهم وتوحدوا لمواجهة قلاوون وتحصنوا داخل المدينه وارسل الاسبتاريه نجده عاجله الى طرابلس برغم العداء الذى بينهم وارسل هنرى الثانى ملك قبرص اخوه عمورى بنجده عاجله وارسلت جنوه 4 سفن حربيه وارسلت البندقيه سفنيتين برغم ما بينهم من خرفات وتجمعوا لمواجهة قلاوون
ولكن كل هذه الحشود لم ترهب قلاوون الذى خرج بالجيوش المصريه من قلعة الجبل واتجه الى الشام وارسل الى كل نوابه فى الشام باعداد الجيوش والمجنقيات والالات ودخل دمشق فى 13 صفر سنة 688 هجريه وخرج منها بالجيوش يوم 20 صفر متجها الى طرابلس وحاصرها من ناحية الشرق لانها كانت محاطه بالبحر من بقية الجهات وضربها بالمجنقيات وقام رجاله بعمل فتحات فى الاسوار وهدمت المجنقيات برج الاسبتاريه وجزء من السور وبدأ الخوف يدخل قلب الصليبيين ففر البنادقه وخلفهم الجنويين بسفنهم الى البحر وهرب عمورى اخو ملك قبرص ومعه بعض امراء الصليبيين الى قبرص فاستغل قلاوون ذلك الخلل الذى حدث فى صفوف الصليبيين وهاجم بقوه ودخلت قواته من فتحات الاسوار الى داخل طرابلس فهرب الصليبيين الى جزيره قريبه من ساحل طرابلس تسمى نخله والمسلمون خلفهم بخيولهم التى سبحت فى المياه حتى لحقوا بهم فقتلوا كل رجالهم واسروا نسائهم واطفالهم وامتلائت الجزيره بالجثث الصليبيه
وبذلك استولى قلاوون على طرابلس واحتفظ بها فى البدايه كما هى ولكنه بعد ان رأى تصدع مبانيها نتيجة ضرب المجنقيات امر بهدمها واعادة بنائها بجوار النهر بعيدا عن شاطىء البحر حتى تكون بعيده عن شاطىء البحر وتهديد السفن الصليبيه فى المستقبل
وبعد سقوط طرابلس اخلى الصليبيون مدينة بيروت وجبيل فاستولى عليهم قلاوون وعين بارتليمو فى حكم جبيل بشرط ان تكون خاضعه للسلطه المملوكيه وتدفع معظم اموالها الى السلطان قلاوون ثم تسلم قلاوون حصن انفه وحصن البترون وجميع الحصون هناك
ويعد استيلاء قلاوون على طرابلس انجاز عظيم فى مشروع تصفية الوجود الصليبى فى الشرق فقد كانت طرابلس عاصمه لاماره صليبيه لمدة قرنين من الزمان تقريبا ففرح المسلمون جدا لهذا الانتصار وعمت الاحتفالات فى الشوارع
وللحديث بقيه


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق