http://tarekhwamgad.blogspot.com.eg/2016/05/blog-post_39.html

السبت، 4 يونيو 2016

الناصر محمد بن قلاوون

 

الملك الناصر ناصر الدين محمد بن قلاوون ولد في القاهرة سنة 1285 وإتوفى في القاهرة سنة 1341 وهو تاسع سلاطين الدولة المملوكية البحرية ولقب بـأبو المعالي
تولى عرش مصر ثلاث مرات الاولى من سنة 1293م الى سنة 1294 والثانيه من سنة 1299م الى سنة 1309م والثالثه من سنة 1309م حتى توفاه الله سنة 1341م وهو من اعظم من حكم مصر فحارب الصليبيين والماغول وقام باصلاحات داخليه وحارب الفساد وشهدت مصر فى فترة ولايته الثالثه نهضه عظيمه وحول مصر الى دوله غنيه والناصر محمد هو ابن المنصور سيف الدين قلاوون الذى قهر الصليبيين واستولى على طرابلس واخوه السلطان الاشرف خليل البطل الذى فتح عكا
ولد الناصر محمد بن قلاوون فى قلعة الجبل بالقاهره وامه أشلون خاتون بنت الامير الماغولى سكناى بن قراجين بن جيغان الذى جاء الى مصر ايام الظاهر بيبرس وتزوجها المنصور سيف الدين قلاوون بعد وفاة ابوها
نشأ الناصر محمد بقلعة الجبل وسط الامراء فهو ابوه السلطان المنصور واخوه السلطان الاشرف وهكذا كانت نشأته امير ابن سلطان واخو سلطان فكانت هذه النشأه لها تأثير كبير عليه حيث كان ينفق ببذخ على الانشاءات والعماره والحدائق وازدهرت مصر قى عهده ومن انجازاته العمرانيه ميدان الناصريه الذى اقيم عليه جاردن سيتى
  عندما تم اغتيال اخوه السلطان الاشرف خليل بن قلاوون فاتح عكا على يد حسام الدين لاجين وقرا سنقر سنة 1293 م اتفق الامراء على كتمان خبر وفاة الاشرف خليل وقام الشجاعى بعمل خطه وارسل الى الامراء فى الشام رساله على لسان الاشرف انه عين اخوه نائب له يقوم بمقامه اذا ذهب للحرب او اى مهمه وبعد فتره تم اعلان وفاة الاشرف و  تنصيب اخوه الناصر محمد الذى كان عمره 9 سنين وجعلوا معه الامير  زين الدين كتبغا نائب للسلطنه والأمير سنجر الشجاعى مدبر للدوله و الأمير بيبرس الجاشنكير استادار وبذلك اصبح السلطان الصغير مجرد صوره شكليه اما ادارة الدوله الفعليه فكانت فى يد هؤلاء الامراء
المشكله ان كتبغا الذى كان من اصل ماغولى والشجاعى كانوا دائما فى صراع وازداد الصراع اكثر بعد ما تولى السلطان الصغير عرش السلطنه فأراد الشجاعى ان يستولى على الحكم وينصب نفسه سلطانا ولكن كتبغا كان عقبه امامه فأخذ الشجاعى ينفق الاموال والهدايا على المماليك البرجيه ويطلب منهم قتل امراء كتبغا حتى يصبح بلا قوه ولكن كتبغا جمع الماغول والاكراد وحاصر قلعة الجبل فى القاهره وقطع عنها المياه ونشبت معارك بين الطرفين انتهت بهزيمة الشجاعى فخرجت ام السلطان من القلعه وخاطبت كتبغا وسألته ان كان يريد عزل ابنها فقال لها و الله لو فضل من ولاد استاذنا ( يعنى السلطان قلاوون ) بنت عميه ما خرجنا الملك من ايديها انما نحن نريد الامساك بالشجاعى الذى يدبر الفتن بيننا فدخلت ام السلطان واغلقت ابواب القلعه وسقط الشجاعى فريسه لكتبغا الذى قتله ثم دخل كتبغا القلعه واخرج انصاره من السجن وابعد المماليك البرجيه ونقلهم الى اماكن بعيده وسجن بعضهم وكان منهم بيبرس الجاشنكير وتم تعيين الامير تاج الدين بن الصاحب وزير مكان الشجاعى و اتنهبت ممتلكات الشجاعى و اتقبض على نوابه فى الشام
عندما تم ابعاد المماليك البرجيه ظهر فى القاهره  حسام الدين لاجين قاتل استاذهم السلطان الاشرف وعندما سمع المماليك البرجيه ان لاجين موجود بالقاهره ولم يقبض عليه خرجوا ثائرين فأرسل كتبغا اليهم العسكر واعدم بعضهم وبذلك تخلص كتبغا من الشجاعى والمماليك البرجيه واصبح الرجل الاول بلا منازع فأقنعه لاجين بأنه لابد من ازاحة السلطان حتى لاينتقم منه عندما يكبر فاجتمع مع الامراء الذين بايعوه وعين لاجين نائب له وقام كتبغا باسكان السلطان وامه جناح فى القلعه وانتهت اول فترة حكم للناصر محمد
وكانت فترة حكم كتبغا سنتين ثم دبر لاجين محاوله لقتله فهرب كتبغا الى قلعة دمشق وجلس لاجين مكانه على العرش وارسل الناصر محمد وامه الى الكرك بعد ما قال له لو كنت اعلم انهم سيتركوك سلطانا ما اخذت منك الملك فأنا مملوكك ومملوك ابوك وسأحفظ لك الملك الى ان تكبر وعندما تعود لملكك لاتقتلنى وتجعلنى نائبا لك على دمشق واتفقوا على ذلك ورحل الناصر وامه الى الكرك
حكم لاجين سنتين ثم تم قتله هو ونائبه منكو تمر بعد ما اتقتل لاجين اجتمع الأمرا و معاهم الأمير بيبرس الجاشنكير و اتفقوا على ترجيع الناصر محمد من الكرك و تنصيبه من جديد و ان نايبه يبقى الأمير طغجى. لكن الأمير كرجي (قاتل لاجين) رجع بعد يوم واعترض على ترجيع الناصر محمد و قال للأمرا: " يا أمرا أنا اللى قتلت السلطان لاجين وأخدت بتار أستاذى (يعنى الأشرف خليل)، والملك الناصر صغير ما ينفعش ، و ماحدش ينفع يبقى سلطان غير ده - و شاور على طغجى - وأنا أبقى نايبه ". فأيدوه المماليك و الأمرا الأشرفيه (البرجية)، لكن الأمرا اللى بيأيدوا ترجيع الناصر محمد فضلوا انهم يستنوا رجوع الأمير بدر الدين بكتاش الفخرى أمير سلاح لمصر.

في الغضون دى وصل الكرك اميرين و بلغوا الملك الناصر محمد و أمه بأنه اتقرر فى القاهره ترجيع الناصر لمنصب السلطنه ، وبعدين وصل جواب من مصر بيستحث الملك الناصر على الرجوع بسرعه على مصر ففرح الناصر و امه وقرروا انهم يرجعوا مصر.

دخل الناصر محمد القاهره، وكان وقتها عنده 14 سنه و احتشد المصريين فى الشوارع لإستقباله فى فرحه كبيره. و فى القلعه اتجددت بيعة الأمرا للناصر و بكده بقى سلطان مصر للمره التانيه و بقى الأمير سيف الدين سلار نايب ليه و اتعين بيبرس الجاشنكير أستادر.

اللى حصل للناصر فى سلطنته الأولى اتكرر في سلطنته التانيه، فبقى لعبه فى يدين سلار وبيبرس الجاشنكير اللى بقوا الحكام الفعليين. بيبرس الجاشنكير اللى كان أصله شركسى اتزعم المماليك البرجية ، و سلار اللى كان أويراتى من المغول الوافديه اتزعم المماليك الصالحية والمماليك المنصورية. المماليك الأشرفيه اتزعمهم الأمير برلغى. بيبرس الجاشنكير بمماليكه البرجية كان أقواهم ، و سلار و برلغي دخلوا مع بعض فى منافسه على المفاسد و جمع الأموال عن طريق فرض مكوس كانت بتتسمى " الحمايات " ، ودى كانت عباره عن اتاوه أو رشوة بيفرضها الأمرا على الأفراد و التجار في مقابل حمايتهم و مساعدتهم فى منازعاتهم فى سنة 1299 وردت القاهره أنباء عن زحف مغولى على الشام بيقوده محمود غازان إلخان مغول فارس ، فراح الملك الناصر على الشام و اصطدم جيشه بجيش غازان المتحالف مع مملكة أرمينيا الصغرى جنب حمص فى معركه اتعرفت باسم معركة وادى الخزندار أو معركة حمص التالتة و اللى انهزم فيها عسكر الناصر و هربوا فحزن وبكى ودخل المغول دمشق وسيطروا على الشام ، و اتخطب لغازان على منبر دمشق ، و بعدين ساب غازان دمشق بعد ماعين الأمير قبجق نايب ليه عليها تحت حماية نايبه و قومندانه قطلو شاه. الهزيمه كانت مؤلمه و رجع العسكر مصر فى حاله وحشه ومعاهم اعداد كبيره من الشوام الهربانين. و كان من ضمن الهربانين على مصر السلطان المخلوع العادل كتبغا الللى كان عينه السلطان لاجين نايب على قلعة صرخد. دخل السلطان الناصر قلعة الجبل و هو فى غاية الحزن و الاسى بسبب الهزيمة الشنيعه لكنه بسرعه بدأ ينظم الجيش ويجهز لأخذ تار مصر من المغول. و خرج قبجق من دمشق و راح على مصر، فاستولى الأمير أرجواش على دمشق و رجع الخطبة باسم الملك الناصر بعد مااتقطعت حوالى 3 اشهر. و فى وقت تحضير جيش مصر وصل القاهرة وفد من غازان بطلب الصلح فوافق الناصر. لكن طلب غازان للصلح فى الواقع كان مجرد مناوره منه عشان يكسب وقت و عشان يعرف توجهات الناصر و تحركاته.
تحرير جزيرة أرواد و غزو مملكة كيليكيا
بعد الأشرف خليل أخو الناصر محمد ما طرد الصليبيين من ساحل الشام سنة 1291 هربت اعداد من فرسان المعبد ( الداويه ) و غيرهم على جزيرة قريبه من طرسوس اسمها أرواد ، و حولوها لقاعده عسكريه لشن هجمات على السفن وجيب متربص بطرسوس و ساحل الشام. فى أواخر سنة 1300 طلب غازان إلخان المغول من أرمن كيليكيا و من صليبيين قبرص التحالف لعمل عمليه عسكريه مشتركه، فشحن صليبيين قبرص مقاتلين من فرسان المعبد و الاسبتاريه مع قوات بيقودها امالريك دو لوزيان ابن ملك قبرص هيو التالت على جزيرة أرواد لما وصل الخبر القاهره قرر الملك الناصر بنا شوانى لغزو الجزيره فخرجت الشوانى المصريه فى سبتمبر 1302 بقيادة اأمير كهرداش و راحت على الشام و حاصرت جزيرة أرواد و نزل عسكر مصر و فتكوا بالحاميه الصليبيه و أسروا اهداد من فرسان المعبد و هرب غيرهم على قبرص. استسلمت ارواد فى 26 سبتمبر 1302 و بكده ضاعت من الصليبيين أخر جيوبهم فى الشام و دقت بشاير النصر فى قلعة القاهره. و فى نفس اليوم و مصر بتحتفل بالنصر رجع عسكر مصر منتصرين من غزوه شنوها على مملكة كيليكيا الأرمنليه فى الأناضول. عسكر مصر كان خرج تحت قيادة الأمير بكتاش و راحوا على اسيا الصغرى لمهاجمة أرمن كيليكيا بسبب تحالفهم مع المغول. دخل العسكر أراضى مملكة كيليكيا و انتشروا فى نواحيهاو حرقوا المحاصيل و أسروا أعداد من الأرمن و حاصروا عاصمتهم سيس.

طرد الصليبيين من أرواد و توجيه ضربه لأرمينيا الصغرى كانوا انتصارين مهمين قضوا على فكرة التحالف بين المغول و الصليبيين و الأرمن اللى كان بيمثل خطر كبير على مصر اللى كانوا عايزين يحتلوها زى ما ظهر فى جواب من هيتوم الأرمنلى لبابا الكاتوليك قاله فيه ان ده الوقت المناسب لإحتلال مصر من غير مصاعب أو مخاطر بالتعاون مع المغول
الى جانب ذلك حدثت كثير من الاضطرابات والفتن الطائفيه بين المسلمين والمسيحييه واغلقت الكنائس لمدة عام وكانت تغذيها اعداء مصر من الخارج وتم السيطره عليها واستقرت الاوضاع
معركة شقحب (معركة مرج الصفر)
في رجب عام 702 هـ / 1303 م قدم البريد إلى القاهرة من حلب بأن غازان على وشك التحرك إلى الشام، فخرج إلى دمشق الأمير بيبرس الجاشنكير على رأس ثلاثة آلاف من الأجناد أرسل غازان قائده ونائبه قطلوشاه إلى الشام بجيش قوامه 80 ألف مقاتل. ولما عرف قطلوشاه أن الناصر لم يخرج من مصر بعد، وأن ليس بالشام غير العسكر الشامي، توجه تواٌ إلى حماة في يوم السبت الموافق 2 رمضان 702 هـ/ 20 أبريل 1303 م ،وصل الناصر محمد إلى عقبة شجورا وبينما الأمراء يستقبلونه ويسلمون عليه وصل خبر بأن جيش قطلوشاه قد أقدم. فارتدى الجنود السلاح، وأتفق الأمراء على محاربته بشقحب تحت جبل غباغب كان جيش الناصر يضم نحو 200 ألف مقاتل   اصطدم الجيشان وظن البعض أن جيش المسلمين قد هزم بعدأن تجاوز بعض المغول خط ميمنة المسلمين، فانسحب قطلوشاه إلى جبل قريب وصعد عليه وفي ظنه أنه قد انتصر وأن قواته تطارد المسلمين، ولكنه أبصر ميسرة السلطان الناصر فتحير، فلما سأل أحد الأسرى المسلمين وعلم منه أنه من أمراء مصر، أدرك أن السلطان الناصر موجود بجيش مصر في ساحة القتال في اليوم الثاني نزل قطلوشاه بمقاتليه فتصدت له المماليك السلطانية وأجبرته على التراجع إلى الجبل. وعلم المسلمون أن قوات قطلوشاه تعاني من العطش، فلما نزل المغول في فجر اليوم الثالث وساروا نحو النهر لم يتعرض لهم المسلمون، ثم حصدوهم عندما بلغوا النهر وقاموا بمطاردة الفارين منهم. لم يعبر الفرات مع قطلوشاه من جنوده إلا عدد قليل. أرسلت بشائر النصر إلى مصر ففرح الناس في 23 شوال عاد الناصر إلى القاهرة عاصمة ملكه التي تزينت له من باب النصر ومعه الأسرى ورءوس المغول، ثم زار قبر أبيه الملك المنصور، وصعد إلي قلعة الجبل على الشقق الحرير، وأنعم على الأمراء، وأمر بإحضار سائر مغاني العرب من كل أنحاء مصر، وأقيمت احتفالات كبرى في البلاد
في سنة 703 هـ / 1304 م سير الناصر جنوده من القاهرة إلى كليكيا الأرمنية تحت قيادة الأمير بدر الدين بكتاش وانضمت إليهم قوات في الشام، فهاجموا الأرمن وحرقوا مزارعهم وأسروا منهم أعداداً، ثم حاصروا قلعة تل حمدون التي تحصن فيها الأرمن وسلمت إليهم بالأمان في نفس السنة نقل السلطان الناصر أمه من المقبره المجاورة للمشهد النفيسي إلى المقبره
الناصرية بمدرسته التي اكمل بنائها واضاف مئذنتها في سنة 1303. وأنجبت له زوجته أردكين الأشرفية ولدا سماه علياً، ولقبه بالملك المنصور ووفد إلى القاهرة نحو مائتي فارس مغولي بنسائهم وأولادهم، وكان من ضمنهم عدة من أقارب غازان وأم الأمير سلار. فاكرمهم الناصر وأنعم عليهم ببيوت للإقامة وإقطاعات. ثم قدم رسل المغول بكتاب وهدية من محمد خدابنده (أولجايتو)الذي جلس على عرش المغول بعد وفاة أخيه محمود غازان. وخاطب الناصر بالأخوة وطلب الصلح وإخماد الفتن وقال في آخر كلامه: " عفا ا لله عما سلف ومن عاد فينتقم ا لله منه ". فوافق الناصر وأكرم رسله وأرسل إليه هدية في سنة 780 هـ / 1309 م أحس الناصر أنه غير قادر على مواجهة سيطرة سلار وبيبرس الجاشنكير عليه وعلى أمور الدولة، فاخبرهما بأنه ذاهب إلى مكة للحج. ولكنه بدلاً من الذهاب إلى مكة ذهب إلى الكرك وبقي هناك لم يقصد الناصر برحيله إلى الكرك التنازل عن العرش، لكنه كان يدرك انه لن يتمكن من الحكم كما يحلو له مادام بيبرس وسلار يسيطران على حياته وعلى شئون الدولة. كما كان يدرك أنهما آجلاً أو عاجلاً سيسعيان للتخلص منه إما بالخلع أو بالقتل. فكانت خطته أن يبتعد عن مصر وعن عيونهما لبعض الوقت فيتمكن بذلك من الاتصال، بحرية وبدون مراقبة، بأمراء الشام ومؤيديه من أمراء مصر حتى يتمكن بمساعدتهم من التخلص منهما وفرض سيطرته على نفسه وعلى مملكته كانت حسبة الناصر صحيحة وتمكن من تنفيذ خطته بنجاح فيما بعد.

عندما رفض الناصر محمد العودة إلى مصر قائلاً أن الكرك: " من بعض قلاعي وملكي، وقد عولت على الإقامة بها "، عرض الأمراء السلطنة على الأمير سلار فقال لهم : " وا لله يا أمراء أنا ما أصلح للملك، ولا يصلح له الا أخى هذا "، وأشار إلى بيببرس الجاشنكير فهتف البرجية: " صدق الأمير ". فوافق الأمراء ونصب بيبرس سلطاناً على البلاد بلقب الملك المظفر ومعه الأمير سلار نائباً للسلطنه وأقام " بيبرس الجاشنكير " الناصر محمد على نيابة الكرك وكتب إليه قائلاً : " أنى أجبت سؤالك فيما اخترته، وقد حكم الأمراء علي فلم تمكن مخالفتهم, وأنا نائبك كانت مدة الملك الناصر في السلطنة الثانية، عشر سنين
وللحديث بقيه مع الولايه الثالثه للناصر محمد


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق