فتح القسطنطينيه على يد محمد الفاتح (احداث المعركه والحصار ) سنة 1453 م
بعد ان استطاع محمد الثانى من اثبات انه سياسى كبير برغم صغر سنه بعد ان قام بعقد الاتفاقيات المتعدده مع عدة جهات ليتفرغ بكل مجهوده لفتح القسطنطينيه ويثبت انه قائد عسكرى بارع فبعد ان اعد جيشا يضاعف فى العدد والتسليح عدد وتسليح الجيش البيزنطى واحضر المهندس اوربان صانع المدافع المجرى واحضر صناع الاسلحه والخبراء وانفق عليهم الاموال الطائله حتى يضمن تفوقه بالعده والعدد على جيش قسطنطين توجه الى حصار تلك المدينه التى حاول معظم من سبقه ان يستولى عليها ولكن دون جدوى فتوجه اليها بجيش يقدر عدده 80 الف مقاتل ويقدر عدد قوات قسطنطين المدافعه عن القسطنطينيه ب 40 الف مقاتل وكان قسطنطين قد استغاث بالبابا فى الفاتيكان لانقاذه من هجوم العثمانيين الا ان انجلترا وفرنسا كانتا مرهقتين من الحروب والمانيا كانت ممزقه فلم ينضم اليه الا بعض المرتزقه من الجنويين والبنادقه (نسبه الى مدينتى جنوه والبندقيه) تحت قيادة يوحنا يوستنيانى الجنوى والمهم توجه محمد الثانى بجيش جرار يتقدمه المدافع الضخمه التى صنعها اوربان المجرى وطوقت القوات العثمانيه الاسوار الغربيه للقسطنطينيه ونصبت امامها المدافع الجباره وظهر الاسطول العثمانى فى البسفور وبذلك تم تطويق القسطنطينيه برا وبحرا كان الامبراطور البيزنطى فى موقف لايحسد عليه لان النجده التى جائت من اوروبا قليله والبابا اشترط ان تخضع الكنيسه البيزنطيه له مما اغضب الرعايا البيزنطيين المتمسكين بمذهبهم فكان لابد ان تعتمد القسطنطينيه على نفسها للدفاع عن نفسها وتحصن المدافعون عنها بداخلها واخذوا يطلقون النار الاغريقيه على القوات العثمانيه وتمر ليالى من الحصار تضرب فيها القوات العثمانيه اسوار المدينه بالمدافع الضخمه وترد عليها القسطنطينيه بالنار الاغريقيه وفى احدى الليالى وقعت معركه شديده وبرغم خسائر العثمانيين الا انهم استطاعوا ان يصلوا الى الخندق المحيط باسوار المدينه ويملؤه بجذوع الاشجار وجثث الموتى ولكن عندما اصبح الصباح وجدوا البيزنطيين وقد اعادوا كل شىء لطبيعته واصلحوا الخندق وبرغم شدة الحصار العثمانى للقسطنطينيه الا انه استطاع اسطول جنوى ان يخترق الحصار ووصل الى القسطنطينيه حاملا بعض المؤن مما ادى لانتعاش البيزنطيين ورفع روحهم المعنويه مما تسبب فى اثارة محمد الثانى على قائد البحريه بلطه اوغلى وجمع مجلس الشورى يسألهم عن رأيهم فأشار اليه بعضهم انه يجب عليه مصالحة الامبراطور وفك الحصار حتى لايصله امدادات جديده فيكون وضع العثمانيين سىء ولكن محمد الثانى رد عليهم بأنه سيواصل الحصار حتى لو مات هو وجنوده كلهم وهنا قرر محمد الثانى انه يجب تحطيم السلاسل الحديد التى تمنع وصول سفنه لميناء القسطنطينيه ولما رأى ان ذلك مستحيل قرر ان ينقل سفنه من على البر الى داخل الميناء عن طريق غلطه وهى منطقه وعره ويسيطر عليها الجنويين والبنادقه الذين كان موقفهم غامضا حيث كانوا يساعدون القسطنطينيه بالليل ويبيعون لهم الشحم لمدافعهم والمهم انهم كانوا يلعبون على جميع الجهات المهم كان على محمد الثانى ان يتغلب على الطبيعه الوعره لغلطه وان يشترى الجنويين المقيمين بها ومن خلال فكره عبقريه قام محمد الثانى بتغطية الطريق بألواح خشبيه ووضع عليها دهون وشحوم لتكون زلقه ثم وضع عليها السفن التى يجرها الرجال والبغال واستطاع فى الليل ان ينقل عدد كبير من السفن الى داخل الميناء وبذلك تم فتح اول ثغره فى حصون القسطنطينيه فوجئت القسطنطينيه بعدد كبير من سفن العثمانيين داخل الميناء وامر السلطان محمد الثانى ببناء جسر ضخم داخل الميناء اصطفت عليه المدافع وحاول البيزنطيين هدم ذلك الجسر ولكن العثمانيين كان عندهم خبر بالموضوع عن طريق الجنويين وحاولت ثلاث سفن من البندقيه اغراق سفن عثمانيه ولكن السفن العثمانيه اطلقت عليها النار فأغرقتها ثم حاولت مجموعه من المغامرين البيزنطيين احراق سفن العثمانيين ولكن العثمانيين قبضوا عليهم واعدموهم ورد عليهم البيزنطيين بقتل 200 اسير مسلم والقاء جثتهم من فوق الاسوار وضع الاتراك مدافع على مرتفع سنت تيودور وكانوا يطلقون النار على اى سفينه مهما كانت جنسيتها منعا لتسلل اى معونه للقسطنطينيه واستمر الحصار والاتراك يضربون اسوار القسطنطينيه بالمدافع وحاول جون يوسنيانى قائد الجيش البيزنطى التسلل بسفينه لاحراق السفن التركيه ولكن الجنويين سكان غلطه اخبروا الاتراك فتم ضرب تلك السفينه وغرق من فيها ونجا يوستينانى بأعجوبه وطالت مدة الحصار وبدأت المؤن تشح داخل القسطنطينيه حتى ان قسطنطين نزع الاوانى الذهبيه حتى من الكنائس وامر ان يتم صهرها وتحويلها لنقود حتى يستطيع ان يواجه الحصار وتمر الايام ويحاول الاتراك الهجوم والبيزنطيين يوقعون بهم الخسائر ويردوهم ويحفر الاتراك السراديب تحت اسوار المدينه ويكتشفها البيزنطيين ويشعلون بها النار واستمر الحال كر وفر وتهدمت اجزاء من الاسوار والابراج بفعل ضربات المدفعيه وضاق الحال داخل المدينه المحاصره فأرسل محمد الثانى رسول الى قسطنطين يخبره بعدم جدوى المقاومه وان يسلم المدينه للاتراك وجمع قسطنطين مستشاريه الذين رفضوا الاستسلام بعد رفض البيزنطيين الاستسلام جمع محمد الثانى امرائه وابلغهم ان هجوما عام سيبدأ وانه سيعطيهم كل الغنائم ولن يأخذ شيئا لنفسه غير ارض المدينه وأسوارها ووعد الرجال الذين سيتسلقون الاسوار بأن يكونوا رؤساء صناجق (كلمه فارسيه بمعنى لواء) وانذر المتخاذلين بأشد العقاب وطاف العلماء معسكرات الجيش يحثونهم على الجهاد وتحقيق البشاره النبويه وفى المساء بدأ التكبير والتهليل فعلم من بالقسطنطينيه ان المواجهه الحاسمه اقتربت فارتعدوا خوفا من المصير المحتوم على يد المسلمين واخذوا يرفعون صورة العذراء طالبين النجاه ورفض قسطنطين ان يغادر المدينه واخذ يطون بنقاط المقاومه ويحثهم على الثبات والدفاع عن معقل النصرانيه اما الاتراك فقد عبئوا المدافع ووقف الجند فى مواقعهم واستعدوا بالسلالم وفى فجر الثلاثاء 20جمادى الاولى سنة 857هجريه الموافق 29 مايو 1453 م بدأت مدفعية الاتراك تدك الاماكن الحساسه للقسطنطينيه بشده من البر والبحر ومن ناحيه اخرى اطلق المدافعون عن المدينه السهام والنار اليونانيه باتجاه الاتراك فغرق عدد لا بأس به من السفن التركيه ولكن الاتراك ظلوا يضاعفون الضربات منكل اتجاه وجرح جون يوستينانى قائد القوات البيزنطيه ففر يبحث عن النجاه والامبراطور البيزنطى يصرخ فيه جرحك بسيط ونحن محتاجين لكل فرد فهرب يوستينانى وخلفه مجموعه من القوات مما اصاب الباقى بالاحباط وقفز جماعه من الانكشاريه فوق الاسوار وكان اول من صعد شخص اسمه حسن الالوباتى وتبعه 30 فرد قتل منهم 18 واشتد ضرب المدفعيه التركيه حتى استطاع المسلمون ان يمروا من باب سيركو برتا وذاع الخبر فارتعد البيزنطيين وذهب قسطنطين بنفسه للمكان واشتبك مع القوات التركيه فقتل فى المعركه وحدث اختلال نتيجة سقوط قيادة البيزنطيين استغله الاتراك وانهالت جموع الاتراك من باب كالجاريا وابواب اخرى الى داخل القسطنطينيه وفر المدافعون فقتل منهم الكثير وتم اسر منهم الكثير والباقى فر الى السفن البندقيه والجنويه التى اخذتهم وفرت ولما تأكد محمد الثانى من ان جنوده تمكنوا تماما من القسطنطينيه ركب جواده وطاف به ثم وضع التراب على رأسه تواضعا لله وشكر الله على ذلك النصر المبين وطاف بالمدينه حتى وصل الى كنيسة ايا صوفيا وامر بأن يتلى القرأن من فوق منبرها وان يتم تطهيرها وازالة التماثيل والصلبان منها وحولها الى مسجد ليعلن للعالم ان هذه المدينه التى كانت معقلا للنصرانيه تحولت الى مدينه اسلاميه واطلق عليها اسم اسلام بول (يعنى عاصمة الاسلام)ومنذ ذلك التاريخ لقب محمد الثانى بأسم محمد الفاتح فقام محمد الفاتح باعطاء الامان لكن اهل المدينه وعين للنصارى من يرعى شؤنهم حسب شريعتهم وترك الكنائس كما هى وبناء ما تهدم من الاسوار وهكذا بعد حصار 53 يوما استطاع محمد الفاتح ان يفتح المدينه التى كانت عصيه على المسلمين منذ عهد الخلفاء وللحديث بقيه مع امجاد جديده
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق